اقرأ في هذا المقال
- رفعت مصر أسعار شرائح الكهرباء في أغسطس 2024
- تشغيل منزل بالطاقة الشمسية في مصر مسألة مكلفة
- يكلّف اللوح الشمسي سعة 600 واط من 4200 إلى 4500 جنيه مصري
- جميع أسطح المنازل تصلُح لتركيب ألواح شمسية
- البطارية المكون الأعلى تكلفة في محطة الطاقة الشمسية
تتردّد فكرة استعمال الطاقة الشمسية في مصر لتشغيل المنازل في عقول فئات واسعة من المواطنين، بوصفها بديلًا رخيص التكلفة للكهرباء المستمدة من الشبكة.
ورفعت مصر أسعار شرائح الكهرباء في أغسطس/آب (2024) بما يتراوح من 15% إلى 40%، بعد زيادة مماثلة نسبتها 26% في يناير/كانون الثاني من العام نفسه، في إطار خطة حكومية لتحرير الأسعار تستغرق من 4 إلى 5 سنوات.
وفي مقابلة مع منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، بدّد خبير الطاقة واليوتيوبر المصري محمد الصفطاوي الأحلام الوردية التي طالما داعبت خيال الكثير من المواطنين ممن يفكرون في تشغيل منزل بالطاقة الشمسية، ظنًا منهم أنه فكرة ميسورة التكلفة.
وقال الصفطاوي، إن تشغيل منزل بالألواح الشمسية في مصر مسألة مكلفة، ومن ثم فهي لا تناسب جميع الشرائح الاجتماعية للمواطنين في البلد العربي، لا سيما مع الضغوطات الاقتصادية التي ترهق موازنات الأسر في ضوء ارتفاع الأسعار.
أحلام تصطدم بالواقع
تصطدم تصريحات محمد الصفطاوي بآمال قطاعات عريضة من المواطنين الذين طالما ظنوا خطأً أن تركيب محطة طاقة شمسية لتدبير احتياجات منزل بالكامل هو مسألة في متناول الجميع.
وتسيطر فكرة استعمال الطاقة الشمسية على أذهان الكثيرين في مصر في أعقاب أزمات انقطاع الكهرباء التي عانت منها البلاد في العامين الماضيين، التي ظهرت في شكل تخفيف أحمال بصورة متكررة خلال اليوم الواحد، وصلت إلى 4 مرات في بعض محافظات الجمهورية.
وقال الصفطاوي، إن تكلفة تشغيل منزل بالطاقة الشمسية عبر تركيب منظومة لسدّ الاحتياجات الكاملة من الكهرباء في منزل يعمل حاليًا على الشبكة الحكومية -بما في ذلك تشغيل التلفاز والثلاجة والتكييف والغسالة وغيرها من الأجهزة الأخرى- لا يتحملها إلّا القادرون ماديًا.
وأضاف: "هذا الحمل الكهربائي التقليدي في كل منزل، والبالغة سعته نحو 12 كيلوواط، يحتاج إلى 250 ألف جنيه مصري (نحو 5 آلاف دولار أميركي)".
*(الجنيه المصري = 0.020 دولارًا أميركيًا).
وتابع: "وهذه القيمة المادية مرتفعة جدًا، ولا يتحمّلها سوى الأغنياء، وليس المواطن العادي".
في المقابل، فإن الأحمال البسيطة في المنزل -حسب الصفطاوي- تقلّ تكلفتها كثيرًا إذا رغب المواطن بتدبيرها باستعمال الطاقة شمسية، مضيفًا أن تركيب محطة صغيرة في تلك الحالة لتشغيل جهاز أو جهازين، مثل التلفاز والمروحة، لن تتجاوز تكلفتها 30 ألف جنيه (591 دولارًا أميركيًا).
تكلفة الألواح الشمسية
عن تكلفة ألواح الطاقة الشمسية، قال خبير الطاقة واليوتيوبر المصري محمد الصفطاوي، إنها تتفاوت اعتمادًا على السعة المقدَّرة بـ "الواط"، موضحًا أن هناك لوحًا شمسيًا سعة 50 واط، وآخر سعة 100 واط، وثالثًا سعة 200 واط، ورابعًا 500 واط.
وأوضح الصفطاوي أن اللوح الشمسي الذي تتراوح سعته من 600 واط إلى 620 واط هو أفضل الألواح الشمسية من حيث السعة في السوق حاليًا، لقدرته على توفير مساحة السطح"، في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف أن تكلفة اللوح الشمسي الواحد تُحسَب بالواط، موضحًا أن الأسعار تتفاوت من 6.5 جنيهات إلى 7 و 8 جنيهات للواط الواحد، اعتمادًا على المستورِد والبلد المصنع.
وتابع: "وبناءً عليه، فإن اللوح الشمسي سعة 600 واط يكلّف من 4200 إلى 4500 جنيه في المتوسط".
شروط تركيب الألواح الشمسية على الأسطح
في حديثه إلى منصة الطاقة المتخصصة، تطرَّق محمد الصفطاوي كذلك إلى أهم الاشتراطات الواجب توافرها عند تركيب ألواح شمسية على الأسطح، قائلًا، إن جميع أسطح المنازل تصلُح لتركيب خلايا شمسية، أيًا كانت مساحتها، شريطة أن تكون فارغة.
وتابع: "كل أسطح المباني صالحة لتركيب خلايا شمسية، بدءًا من مساحة 60 مترًا فأكثر".
وأشار إلى أن المسألة برمّتها تتركز حول نوعية الأسطح الموجودة ومدى ملاءمتها لتركيب منظومة شمسية.
واستطرد الصفطاوي في حديثه قائلًا، إن تركيب الألواح الشمسية يكون ملائمًا أكثر للأسطح الخرسانية، أو تلك المصنوعة من الصاج مثل الكرفانات والهناغر (هياكل معدنية واسعة تُستعمل مرافق لتخزين المعدّات)، بعكس الأسطح الخشبية.
ولفت إلى أن الأسطح الخرسانية أو المصنّعة من الصاج تتيح سهولةً أكبر لإنجاز أعمال الصيانة وتنظيف الوحدات دوريًا.
البطاريات.. المشكلة والحل
أكد محمد الصفطاوي أنه لا توجد هناك معوقات تقنية أمام تشغيل منزل بالطاقة الشمسية، سوى البطارية بسبب أسعارها المرتفعة؛ ما يمكن أن يَحِدّ من نشر الطاقة النظيفة في البلاد، وفق تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة.
واستطرد الصفطاوي قائلًا: "من الممكن تجاوز هذا العائق في حال السيطرة على الخامات والجودة والكفاءة".
وواصل: "تتفاوت أسعار البطاريات في السوق بدءًا من 15 ألف جنيه، إلى 45 ألف جنيه و50 ألف جنيه أو حتى أكثر بالنسبة لبطاريات الليثيوم، بل وهناك بطاريات يصل سعرها إلى 100 ألف جنيه حسب الأمبير والقدرة الخاصة بالوحدة".
ولفت إلى أنه من الممكن أن تتعرض البطاريات للتلف، أو سوء الاستعمال؛ ما يؤثّر في جودتها التشغيلية من حيث سرعة التفريغ أو الحمل الزائد".
ولمواجهة معضلة البطاريات، أكد الصفطاوي أن هناك -حاليًا- محولًا الطاقة الشمسية (Solar Inverter) يعمل مباشرةً من الشمس في أثناء توافرها خلال النهار؛ دون الحاجة إلى بطارية.
ويُستعمَل المحول (الإنفرتر) لتحويل الكهرباء الناتجة عن الألواح الشمسية أو البطارية إلى كهرباء متغيرة بقدرة 220 فولتًا للتشغيل المثالي للأجهزة المنزلية.
وأردف الخبير: "لكن في أثناء الليل، يتحول الإنفرتر تلقائيًا إلى العمل على البطارية وسحب الكهرباء منها مباشرةً، حتى بدء النهار، ليشرع في السحب من الطاقة الشمسية".
وأوضح: "وبذلك استطعنا السيطرة على مشكلة البطاريات عبر استعمالها لنصف اليوم فقط، ما دام السطوع الشمسي متوافرًا".
وقال: "من الممكن السيطرة على الوضع في المساء إذا توافرت الرياح، كما هو الحال في العديد من الأماكن في مصر التي تتمتع برياح مستمرة، وليست موسمية".
وأكمل: "في تلك الحالة يمكننا استعمال توربين رياح في توليد الكهرباء، وزيادة شحن البطارية؛ ما يمكّن من توليد الكهرباء ليلًا ونهارًا دون الحاجة إلى البطارية".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق