في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الوعي الثقافي والأثري، يتم اختيار قطع أثرية مميزة كل شهر من قبل متاحف الآثار المصرية، معتمدًا على تفاعل الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي. هذا النهج يبرز دور المتاحف كمنصات تعليمية وحضارية، تهدف إلى تعزيز السياحة والفخر بالتراث المصري.
تعرف على القطع الأثرية المختارة لشهر مايو
في شهر مايو، تأتي هذه الاختيارات لتسليط الضوء على مكانة العمال في الحضارة المصرية القديمة، احتفاء بعيد العمال في الأول من الشهر. يؤكد مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أن هذا التقليد يعكس تقديرًا لدور العامل في بناء المجتمع والاقتصاد، كما كان الحال في مصر القديمة. من خلال استفتاء الجمهور، تم انتقاء مجموعة متنوعة من القطع التي تجسد روح العمل الدؤوب والإبداع اليدوي. على سبيل المثال، تنوعت هذه القطع لتشمل تماثيل وعناصر فنية تعيد رسم صورة حياة العمال في عصور مختلفة، مما يعزز الرواية التاريخية ويربط بين الماضي والحاضر. كما أن مثل هذه الإبرازات تشجع الزوار على استكشاف المتاحف، مما يعزز السياحة الثقافية ويغذي الفخر الوطني.
الكنوز الأثرية المميزة
في متحف الفن الإسلامي بباب اللوق، يُعرض بلاطة خزفية من العصر المملوكي تحمل اسم صانعها غيبي بن التوريزي، تعكس براعة الحرفيين. أما متحف القبطي بمصر القديمة، فيقدم جزءًا من إفريز حجري يصور عمالاً أثناء جني العنب وتحميله، مما يسلط الضوء على حياة الريف القديمة. في متحف قصر محمد علي بالمنيل، يبرز باب خشبي مزخرف بالبرونز والذهب، يحمل كتابات تُظهر فن العمل اليدوي. متحف الشرطة القومي بالقلعة يعرض تمثالًا جبسيًا لرجل إطفاء بجانب جهاز إنذار، معلنًا عن دور المهنيين في الحماية. أما متحف المركبات الملكية ببولاق، فيقدم ملابس دليل الآلاي، الذي كان يقود الركبات الرسمية منذ عهد الخديوي إسماعيل باشا.
يستمر التنوع في متحف ركن فاروق بحلوان مع سجادة صوفية من القرن العشرين ذات تصاميم ملونة، وفي متحف جاير أندرسون بالسيدة زينب، حيث يُعرض نموذج خشبي لمركب صيد من عصر الدولة القديمة مع بحارته. متحف مطار القاهرة الدولي (مبنى الركاب 2) يضم تماثيل الأوشابتي من العصر المتأخر، بينما مبنى الركاب 3 يقدم ماكيتًا خشبيًا من مقبرة تاجوي بالأقصر، يظهر عمالاً في أعمالهم اليومية. في متحف إيمحتب بسقارة، يُعرض منظر لعمال في ورشة صناعة الأواني الفخارية، مرفوقًا بكتابات هيروغليفية توضح مراحل الإنتاج.
بالانتقال إلى متحف تل بسطة بالزقازيق، يبرز تماثيل الأوشابتي التي كانت ترمز للعاملين في العالم الآخر، فيما يقدم متحف السويس القومي نموذجًا لمخزن غلال مع كاتب يسجل الكميات. متحف الإسماعيلية يعرض قاربًا خشبيًا من الدولة القديمة بتمثال بحار، ومتحف كوم أوشيم بالفيوم يضم تمثالًا خشبيًا لرئيس عمال يرفع يده في إشارة إلى القيادة.
في الإسكندرية، يُقدم متحفها القومي نموذجًا لمركب خشبي يظهر عمالاً يتجدفون، مما يعكس التعاون الجماعي. متحفها اليوناني الروماني يعرض تمثالًا صغيرًا من التراكوتا لعامل يحمل مطرقة، مردفًا حياة اليومية في العصر الهلنستي. متحف المجوهرات الملكية يبرز مسطرين فضيين محفورين تذكارًا لبناء مستشفى القصر العيني. كذلك، متحف كفر الشيخ يعرض كتلة حجرية بنقش لعمال يخزنون الحبوب، ومتحف الغردقة يقدم تمثالًا لحارسة تقوم بطحن الحبوب، بينما متحف شرم الشيخ يضم نموذجًا خشبيًا لصناعة الجعة من عصر الدولة الوسطى.
في متحف الأقصر للفن المصري الحديث، تظهر مناظر على أحجار التلاتات لعمال في المخازن والورش، تعود لعصر الأسرة 18. متحف سوهاج القومي يعرض تمثالًا مزدوجًا لرئيس عمال “نجم ايب” من الأسرة السادسة، مما يبرز دوره في الدولة. متحف مطروح يقدم نماذج لمجدفي القوارب من عصر الدولة القديمة، ومتحف ملوي بالمنيا يضم حجراً بازلتيًا بنقش لعمال يقطعون الأحجار. أخيرًا، متحف النوبة بأسوان يعرض قدرًا فخاريًا مزينًا بأسطول سفن، يعكس مهارة الحرفيين. هذه القطع جميعها تؤكد أهمية العمل في الثقافة المصرية، محافظةً على إرث يستمر في إلهام الأجيال.
0 تعليق