"لواء النشيد الوطني".. "عبد الوهاب" الأسطورة التي حطمت مقاييس الفن

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حالة فنية فريدة، كسرت الحاجز التقليدي للغناء، ليفتح أبوابًا جديدة في عالم الإبداع الفني ويثريها باكتشافه لمواهب فذة وفريدة ظلت حتى وقتنا ذاك راسخة في الذاكرة، إنه موسيقار الأجيال ولواء النشيد الوطني محمد عبد الوهاب الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، تاركًا أعمالًا ستظل محفورة في القلوب.

محمد عبد الوهاب

ولد محمد عبد الوهاب في 13 مارس عام 1898 في حي باب الشعرية بمحافظة القاهرة، كان والده يعمل مؤذنًا و قارئًا في جامع سيدي الشعراني، أما والدته هي فاطمة حجازي، وله ثلاثة شقيقان وشقيقتان.

 

تلقى عبد الوهاب تعليمه بكتاب جامع سيدي الشعراني لرغبة والده، فكان يريده أن ينضم للأزهر ليستكمل مسيرته، أثناء ذلك حفظ أجزاء من القرآن الكريم، وسرعان ما ظهرت موهبته الفنية وأراد أن يثقلها مما دفعه لإهمال تعليمه ويتجه للطرب والغناء، وذلك لتعلقه بشيوخ الغناء في ذلك العصر مثل الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي.

 

كان عبد الوهاب كثير التردد على أماكن الموالد والأفراح المتواجد بها هؤلاء الشيوخ، لاستماع لغنائهم ويرددها حتى حفظاها، اكتشت اسرته ذلك ورفضت أفعاله، مما كان يعرضه للمعاقبة، ولكن لم يزده ذلك إلا إصرارًا، حتى قابل فوزي الجزايرلي صاحب فرقة مسرحية بالحسين.

 

ومن هنا بدأ انطلاقه في عالم الغناء، بعد مقابلته للجزايرلي، واستمع لصوته وافق على عمله كمطرب يغني بين فصول المسرحيات التي تقدمها فرقته مقابل خمسة قروشكل ليلة، تحت اسم محمد البغدادي، حتى لات تعثر عليه عائلته، وكان يطرب بأغاني الشيخ سلامة.

 

نجحت عائلته في العثور عليه، مما زادهم إصراراً على استكمال دراسته، لكن لم يلقوا إلا فراره مع فرقة سيرك إلى دمنهور حتى يستطيع الغناء، ولم يلبث عدة أيام حتى طُرد من فرقة السيرك لرفضه القيام بأي عمل سوى الغناء فعاد إلىى أسرته بعد توسط الأصدقاء له.

 

وإيمانًا بموهبته وإصراره، وافقت أسرته على الحاقه مع أحد الفرق وهي فرقة عبد الرحمن رشدي "المحامي" على مسرح برنتانيا مقابل 3 جنيهات في الشهر، وكان يغنى أغاني للشيخ سلامة حجازي.

 

وفي يوم أثناء غناء عبد الوهاب في إحدى عروض الفرقة على المسرح، شهد حضور أحمد شوقي ولكن كانت المفاجأة بمجرد سماعه لعبد الوهاب قام متوجهاً إلى حكمدار القاهرة الإنجليزى ليطالبه بمنعه من الغناء لصغر سنه، وذلك لعدم وجود قانون يمنع الغناء أًخذ تعهد على الفرقة بعدم عمل عبد الوهاب معهم.

 

لم ييأس عبد الوهاب، والتحق بنادي الموسيقى الشرقي "معهد الموسيقى العربية حاليا"ً، و هناك تعلم العزف على العود على يد محمد القصبجي، وفن الموشحات، وعمل في نفس الوقت كمدرس للأناشيد بمدرسة الخازندار، ثم انضم لفرقة علي الكسار كمُنشد في الكورال وبعدها فرقة الريحاني عام 1921، قام معها بجولة في بلاد الشام قام معها بجولة في بلاد الشام.

 

ترك عبد الوهاب الفرقة ليكمل دراسته للموسيقي ويشارك في الحفلات الغنائية، حتى قابل سيد درويش الذي أُعجب بصوته وعرض عليه العمل مقابل 15 جنيه في الشهر في فرقته الغنائية، وعمل في روايتي البروكة وشهرزاد، ولكن لم تستمر الفرقة، ورغم ذلك لم يفارق عبد الوهاب سيد درويش بل ظل ملازماً له يستمع لغنائه ويردد ألحانه حتى وفاة سيد درويش.

 

أحيا عبد الوهاب حفل في عام 1924 بأحد كازينوهات الإسكندرية، وشهده رجال الدولة والعديد من المشاهير، منهم أحمد شوقي الذي طلب لقاء عبد الوهاب بعد انتهاء الحفل، ولكن لم ينس عبد الوهاب ما فعله به أحمد شوقي بمنعه من الغناء وهو صغير، ولكن أكد له أنه فعل ذلك خوفاً على صحته وهو طفل، حتى تبناه شوقي.

 

 قضى عبد الوهاب معه أهم  سبع سنوات في أهم مراحل حياته، وكان مثله الأعلى من خلال تدخل شوقي تفاصيل حياة عبد الوهاب وعلّمه طريقة الكلام وكيفية الأكل والشراب، وأحضر له مدرس لتعليمه اللغة الفرنسية لغة الطبقات الراقية، وسرعان ما بدأ نجم محمد عبد الوهاب يسطع على إثر تقديم أحمد شوقي له في الحفلات.

 

قدم شوقي عبد الوهاب لكبار رجال الصحافة مثل طه حسين وعباس محمود العقاد والمازني، وكذلك رجال السياسة مثل أحمد ماهر باشا وسعد زغلول ومحمود فهمي النقراشي.

لواء النشيد الوطني

وفي تحول تاريخي، طلب السادات من عبد الوهاب، وضع توزيع لنشيد مصر، وهو بلادي بلادي، كونه مهتم ببعض الرموز الوطنية والسياسية، وغرح بذلك التكليف الوطني، وقد حصل عبد الوهاب على رتبة اللواء الشرفية، من الرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ لتوزيعه النشيد الوطني وارتدى زي اللواء، أثناء قيادته لعزف النشيد، عند توقيع السادات على معاهدة السلام.

 

ولعبد الوهاب العديد من الأعمال الفنية التي قام بتلحينها لكبار النجوم ومنها: لليلى مراد "حيران في دنيا الخيال"، "ياللي غيابك حيرني"، "ياللي سكونك حنان"، "أروح لمين" و"غزل البنات"، ولفايزة أحمد «حمال الأسية»، «بريئة»، «ست الحبايب، ولنجاة الصّغيرة «دلوقت أو بعدين»، «أما غريبة»، «آه بحبه»، «شكل تاني»، «القريب منك بعيد».

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق