الأحد 04 مايو 2025
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
العالم

في تقرير تحليلي، سلّطت صحيفة "يورو آسيا ريفيو" الضوء على تناقضات واضحة في مواقف باكستان، التي برزت بشكل لافت عقب الهجوم الإرهابي الذي شهدته منطقة باهالجام، ما يعكس عمق الانقسامات داخل المؤسسة الحاكمة ومحاولات يائسة لتجنب صدام مباشر مع الهند، رغم تصاعد التوترات بين الجارتين.
وأوضحت الصحيفة أن القيادة الباكستانية قدمت سلسلة من المواقف المتضاربة خلال فترة وجيزة، تراوحت بين التلويح بالخيار النووي وتقديم عروض للسلام، وبين إنكار صلاتها بالجماعات الإرهابية والاعتراف العلني بها، إلى جانب عرض استعراضات عسكرية سرعان ما انكشفت نقاط ضعفها، وهو ما يعكس تخبطًا في النهج السياسي والعسكري.
وفي ما وصفته الصحيفة بـ"الضربة الدبلوماسية العكسية المذهلة"، أدلى وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، باعتراف صريح عبر شاشة قناة "سكاي نيوز" الدولية، أقر فيه بأن بلاده دعمت ومولت ودربت منظمات إرهابية على مدى ثلاثة عقود، وذلك خدمةً للمصالح الغربية، بما فيها البريطانية والأمريكية.
ويأتي هذا التصريح بعد أيام قليلة من الهجوم الذي أودى بحياة 26 شخصًا، معظمهم من السياح في كشمير، فيما حاول آصف لاحقًا التراجع جزئيًا عن تصريحه، محمّلًا الغرب مسؤولية تورط باكستان في ما وصفه بـ"العمل القذر".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاعتراف مثّل ضربة قوية لمزاعم باكستان المتكررة بإنكار صلتها بالإرهاب، وهو ما دفع السفيرة يوجنا باتيل، نائبة الممثل الدائم للهند لدى الأمم المتحدة، إلى التعليق عليه، معتبرة أن تصريح آصف "لم يكن مفاجئًا" وأنه يؤكد على أن باكستان "دولة مارقة تزعزع استقرار المنطقة وتغذي الإرهاب العالمي".
كما تناولت الصحيفة ما وصفته بتخبط في المحتوى الإعلامي العسكري الباكستاني، حيث بثت مقاطع دعائية تُظهر أسلحة أجنبية على أنها باكستانية، في محاولة لإظهار قوة غير موجودة فعليًا.
وأشارت كذلك إلى تهديدات نووية صدرت عن باكستان في حال شعرت بوجود "خطر وجودي"، رغم أن الهند، بحسب مراقبين، لم تصدر أي تهديد مماثل.
مدنيًا، لفتت الصحيفة إلى تضارب آخر تمثل في دعوة رئيس الوزراء الباكستاني لإجراء تحقيق دولي في الحادثة، وهو ما رحبت به الهند، قبل أن تصدر تصريحات باكستانية أخرى ترفض التدخل الدولي، ما يعكس ارتباكًا في الموقف الرسمي.
وخلص التقرير إلى أن التصريحات المتباينة الصادرة من مستويات مختلفة داخل الدولة الباكستانية، تعكس غياب رؤية استراتيجية واضحة، وتكشف عن تصدع العلاقة بين القيادة المدنية والمؤسسة العسكرية، في مقابل موقف هندي يبدو أكثر تماسكًا وحذرًا في تعاطيه مع الأزمة.
0 تعليق