كشفت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن بناء وتشغيل سد الأخاديد الثلاثة في الصين وهو أكبر سد للطاقة الكهرومائية في العالم قد تسبب بتغييرات طفيفة في دوران الأرض حول محورها وأوضحت الوكالة أن الكتلة الهائلة من المياه التي يخزنها السد أثرت على توازن الكوكب ما أدى إلى انزياح بسيط في محور الأرض وتباطؤ طفيف في دورانها وفقا لما نشرتة مجلة فيستي. رو.
سد الأخاديد الثلاثة في الصين
يقع السد على نهر اليانغتسي وقد تم الانتهاء من بنائه عام 2006 ويبلغ طوله أكثر من 2.3 كيلومتر وارتفاعه 185 متراً ويحتجز السد خلفه أكثر من 39 تريليون كيلوغرام من المياه ما يعادل وزن مئات الملايين من ناطحات السحاب.
أثرسد الأخاديد الثلاثة في الصين على سرعة دوران الأرض
وبحسب تقديرات خبراء ناسا فإن نقل هذه الكتلة المائية الهائلة من موقعها الطبيعي إلى خلف السد تسبب بانزياح محور دوران الأرض بمقدار 2 سنتيمتر تقريباً كما أدى إلى زيادة طول اليوم الأرضي بجزء من الثانية ورغم أن هذه التغييرات طفيفة للغاية ولا يمكن ملاحظتها في الحياة اليومية إلا أنها تبرز كيف يمكن للأنشطة البشرية الكبرى أن تؤثر على العمليات الجيولوجية والفيزيائية للكوكب حيث توصل الخبراء إلى استنتاج مفاده أن سد الأخاديد الثلاثة على نهر اليانغتسي في مقاطعة هوبي الصينية أسهم في إبطاء معدل دوران الأرض حول محورها ووفقا للدكتور بنيامين فونغ تشاو ممثل الوكالة بسبب ذلك أصبح اليوم الواحد على الأرض أطول بـ 0.06 ميكروثانية.
ويشير الخبير إلى أن السد تسبب أيضا في انحراف محور الأرض بمقدار 2 سم عن موقعه ولكن هذا الانحراف الصغير لن يكون له تأثير كبير على الظروف المناخية.
ووفقا له يتسع خزان السد الذي طوله 2335 م وارتفاعه 185 م واكتمل إنشائه عام 2012 لنحو 40 كيلومترا مكعبا من المياه.
ويعادل هذا الرقم 39 مليار طن ووجود هذه الكمية الكبيرة من الماء في مكان واحد هو الذي أدى إلى تغيير توزيع كتلة كوكب الأرض.
ويذكر أن مجموعة دولية من الباحثين أثبتت في وقت سابق أن الأرض مالت قبل 84 مليون سنة بمقدار 12 درجة ثم عادت إلى وضعها الأصلي على مدى خمسة ملايين عام.
وأشار العلماء إلى أن التأثير مشابه لتغيرات ناتجة عن الزلازل الكبرى أو ذوبان الجليد في القطبين ما يدل على أن المشاريع الهندسية العملاقة لها آثار تتجاوز النطاق المحلي.
من جهتها أوضحت السلطات الصينية أن بناء السد كان ضرورياً لتوليد الطاقة النظيفة والتحكم في الفيضانات وأن الفوائد البيئية والاقتصادية تفوق التأثيرات الطفيفة المحتملة.
وتسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية دراسة التأثيرات الجانبية للمشاريع العملاقة وتؤكد حاجة العالم إلى توازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على استقرار كوكب الأرض.
0 تعليق