يواصل الإسماعيلي ومحبو كرة القدم في مصر الاحتفاء بإرث أحد أبرز نجوم الرياضة، مع مرور الذكرى الثانية لرحيل محمد أبو أمين، الذي غادرنا في 5 مايو 2023. كان أبو أمين رمزًا من رموز الكرة المصرية، حيث سطع نجمه في صفوف الإسماعيلي ومنتخب الفراعنة، وترك بصمة لا تمحى في عالم التدريب. هذا الرجل، الذي ولد في الزقازيق في 22 أغسطس 1950، لم يكن مجرد لاعبًا بل مبدعًا أثرى تاريخ الكرة.
ذكرى رحيل محمد أبو أمين نجم الإسماعيلي
في الذكرى الثانية هذه، نتذكر مسيرة محمد أبو أمين، الظهير الأيمن البارع الذي انضم إلى النادي الإسماعيلي في موسم 1968-69. سرعان ما لفت الأنظار إليه خلال مشاركته في دورة الصداقة الدولية في تونس عام 1970، وفي رحلة الفريق إلى ألمانيا في نفس العام. أولى مبارياته الرسمية كانت مع الفريق الأول ضد الترسانة في الدورة الصيفية لعام 1970، حيث خاض المباراة على ملعب الأهلي في 16 أغسطس 1970، لكن الإسماعيلي خسر بنتيجة 0-1. ومع ذلك، كان هذا الظهور بداية لمسيرة مشرفة، حيث توج مع الإسماعيلي بلقب دوري أبطال أفريقيا عام 1969، ليصبح الفريق الأول المصري في التتويج بهذا اللقب. لم يقتصر إنجازه على النادي، إذ حصل أبو أمين على لقب أفضل ظهير أيمن في نهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 1974، وشارك في 13 مباراة دولية مع منتخب مصر. اعتزل الملاعب في نهاية موسم 1979-80، وأقيمت له مباراة تكريمية في 28 سبتمبر 1984 بين الإسماعيلي والمقاولون العرب مع منتخب الأندية، لتكون تلك لحظة تاريخية عبّرت عن التقدير له.
إرث نجم الإسماعيلي السابق
بعد اعتزاله، اتجه محمد أبو أمين نحو مجال التدريب، حيث عمل مساعدًا للمدربين في الإسماعيلي خلال موسم 1988-89، إلى جانب نصر السيد ومحمود شمس. كما قاد نادي الشرقية، وكان أول مدرب يتولى قيادة منتخب مصر لكرة الصالات، محققًا تقدمًا كبيرًا حتى الوصول إلى نهائيات كأس العالم في هذه اللعبة. إرثه يمتد إلى دولة الإمارات، حيث تولى تدريب العديد من الأندية هناك، مما يعكس قدرته على التكيف والتميز في مختلف المنصات. في الشرقية، حيث مولد ему، شيع العشرات من الأهالي جثمانه في مقابر أسرته بكفر الإشارة بالزقازيق، ليبقى ذكره حيًا في قلوب شعب محافظته ومحبي الكرة المصرية. محمد أبو أمين لم يكن مجرد لاعب أو مدرب؛ كان رمزًا للإصرار والعزيمة، حيث جسد قيم الرياضة المصرية بكل فخر. مساهماته في الكرة المحلية والدولية تظل مصدر إلهام، خاصة للشباب الطموحين في الإسماعيلي ومنتخب الفراعنة. اليوم، بعد مرور عامين على رحيله، يستمر تأثيره في تشكيل جيل جديد من الرياضيين، معلمنا أن التميز الحقيقي يأتي من الإخلاص والتفاني. لذا، في هذه الذكرى، نحتفل بإرثه الخالد، الذي يذكرنا بأن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل حكاية من الصبر والإنجازات.
0 تعليق