أعلنت شركة إير برودكتس الأميركية (Air Products) إعطاء الأولوية لمشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية، على حساب مشروع آخر في الولايات المتحدة.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستعطي شركة إير برودكتس الأولوية لمبيعات الأمونيا الخضراء من مشروع نيوم، مع وقف الإنفاق ودراسة الخروج من مصنع الأمونيا الزرقاء في ولاية لويزيانا.

ومن ثم، أوقفت شركة إير برودكتس الإنفاق الرأسمالي على مشروعها لتحويل الهيدروجين الأزرق إلى أمونيا من لويزيانا، الذي تبلغ تكلفته 4.5 مليار دولار، في حين تسعى الشركة إلى تطبيق إستراتيجية جديدة لبيع أجزاء من المشروع، وفقًا لما صرّح به الرئيس التنفيذي الجديد إدواردو مينيزيس.

جاء هذا التحول في الوقت الذي سجلت فيه الشركة خسارة صافية في الربع الثاني بلغت 1.7 مليار دولار، نتيجةً لتخفيض قيمتها السوقية بقيمة 2.3 مليار دولار بسبب الخروج من 3 مشروعات أميركية، بما في ذلك مشروع تطوير الهيدروجين الأخضر، بينما استقرت المبيعات عند 2.9 مليار دولار.

ونتيجةً لذلك، خفضت الشركة توقعات أرباحها وتوقعاتها لأرباح السهم إلى ما بين 11.85 و12.15 دولارًا، مقارنةً بتقديرات سابقة تراوحت بين 12.70 و13.00 دولارًا، بحسب ما نقلته منصة "إتش 2 فيو" (H2 View).

مشروع لويزيانا للهيدروجين الأزرق

أوضح الرئيس التنفيذي لشركة إير برودكتس، إدواردو مينيزيس، للمستثمرين في مكالمة أرباح الربع الثاني من عام 2025، أن الشركة تخطط لبيع الجزء الخاص بإنتاج الأمونيا من مشروع لويزيانا، بالإضافة إلى مرافق احتجاز الكربون وتخزينه المخطط لها.

وقال مينيزيس خلال مكالمة الأرباح: "فيما يتعلق بمشروع لويزيانا، نعمل على تقليل مخاطره من خلال التركيز على جزء الغازات الصناعية من المشروع.. أعلنّا مناقشات جارية للخروج من عُنصرَي عزل الكربون وإنتاج الأمونيا في هذا المشروع".

وتابع: "نحن لا نتحدث فقط عن تكليف جهة أخرى بتنفيذ حلقة الأمونيا وامتلاكها، بل نتحدث أيضًا عن تكليف شركة أخرى أو الشركة نفسها باحتجاز الكربون وتخزينه؛ لأنه ليس من صميم عملنا"، وفق ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية أن أقرب موعد لبدء تشغيل المنشأة هو عام 2028 أو 2029، في انتظار وضع إستراتيجية تقليل المخاطر.

وقال مينيزيس: "للتوضيح، إير برودكتس شركة غازات صناعية، ولا تنوي أن تكون مسوّق تجزئة للأمونيا"، بحسب التصريحات التي نقلتها منصة "ويكلي ستيزن" (Weekly Citizen).

في أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعلنت إير برودكتس وحاكم مقاطعة أسكنسيون بولاية لويزيانا خططًا للمجمع الذي تبلغ تكلفته 4.5 مليار دولار، مشيدين بالمشروع الذي سيوفر 170 وظيفة دائمة بإجمالي رواتب سنوية قدرها 15.9 مليون دولار.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أثار المشروع جدلًا واسعًا، إذ أعرب بعضهم عن مخاوفهم إزاء خطة نقل ثاني أكسيد الكربون عبر خط أنابيب وحقنه تحت بحيرة موريبا.

مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر

في فبراير/شباط 2025، أعلنت شركة إير برودكتس أن مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في المملكة العربية السعودية يقترب من اكتمال 80%، بما في ذلك مصنع لإنتاج الهيدروجين، ومحطة رياح، ومنشأة للطاقة الشمسية، وشبكة نقل متكاملة.

ومن المقرر أن يبدأ المصنع الإنتاج بنهاية عام 2026، ويهدف إلى إنتاج ما يصل إلى 600 طن من الهيدروجين الأخضر يوميًا، مستهدفًا أسواق التصدير الدولية لدعم أهداف إزالة الكربون العالمية.

ومن المتوقع أن يخفض المصنع، بمجرد تشغيله، انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بما يصل إلى 5 ملايين طن سنويًا، بحسب ما نقلته منصة "كيم إناليست" (ChemAnalyst).

وعند توصُّله إلى قرار الاستثمار النهائي في عام 2023، أثار مشروع نيوم، بقدرة 2.2 غيغاواط، موجة من التفاؤل بأن العديد من المشروعات الأخرى المُعلَنة بقدرة غيغاواط ستتمكن -أيضًا- من تأمين التمويل قريبًا.

ومنذ ذلك الوقت، لم يُعلَن بدء بناء أيّ مشروع بسعة تزيد على 1 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي، واكتماله بحلول عام 2030، وتتزايد التكهنات بأن نيوم سيكون المشروع الوحيد بقدرة غيغاواط الذي يُنجز هذا العقد.

ومع اقتراب اكتماله، يُجسّد مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر رؤيةً جريئة لمستقبل الطاقة؛ إذ يتماشى المشروع مع رؤية السعودية 2030، كما يُمثّل دليلًا على التحول العالمي نحو أنظمة طاقة أنظف وأكثر استدامة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. تركيز شركة إير بردوكتس على مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر من منصة "هيدروجين إنسايت"
2. معلومات إضافية عن خطة الشركة الأميركية من منصة "ويكلي ستيزن"
3. نتائج أعمال شركة إير برودكتس في الربع الثاني 2025 من منصة "إتش 2 فيو"
4. معلومات عن مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر من منصة "كيم أناليست"