أعلنت إدارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في ختام دورته الـ34، عن اختيار جمهورية إندونيسيا ضيف شرف الدورة المقبلة، في خطوة تعكس التزام المعرض، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالانفتاح على ثقافات العالم، وتعزيز جسور التواصل الثقافي بين الشعوب.
التكامل الثقافي
وتم الإعلان عن ضيف الشرف الجديد خلال حفل رسمي مميز جمع بين الثقافة والمراسم الرمزية، وشهد انتقال درع التكريم من دول الكاريبي – ضيف الشرف الحالي – إلى جمهورية إندونيسيا، في تقليد غير مسبوق بين معارض الكتب في المنطقة.
وحضر حفل التسليم والتسلُّم والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وحسين باجيس سفير جمهورية إندونيسيا لدى الدولة، وسعادة رينسو هيريرا فرانكو سفير جمهورية الدومينيكان، وضياء الرحمن قنصل عام غرينادا في دبي، إلى جانب إندا روندي استوي، المدير العام للدبلوماسية والترويج والتعاون الدولي في سفارة إندونيسيا، وكوكبة من المثقفين والأدباء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم.
إلى ذلك، قال الدكتور علي بن تميم إن "برنامج "ضيف الشرف"، منذ انطلاقه، كان أكثر من مجرد نافذة على ثقافات العالم، بل هو تكريس لمبدأ أصيل في الرؤية الإماراتية: أن التعايش ليس شعارًا، بل ممارسة يومية، عنوانها "تعارفوا"، ومضمونها أن كل ثقافة تحمل في جوهرها دعوة إلى الحوار والانفتاح".
تقاطع الرؤى
وأضاف: «التقليد الذي نشهده اليوم في تسليم وتسلم درع دولة الشرف من ثقافة إلى أخرى، يؤكد أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب ليس حدثًا فرديًا، بل فضاءً تتقاطع فيه الرؤى، وتلتقي فيه الثقافات في حوار دائم، وتلاقٍ خلاق".
أنماط الحياة
وأوضح أن المعرض، من خلال استضافة دول من شتى أنحاء العالم، يعمّق فكرة أن الثقافة لا تُختزل في اللغة وحدها، بل تشمل أنماط الحياة، ومسارات الفكر، وتواريخ الإنسان. وتابع: "سعدنا في هذا العام بالاحتفاء بثقافة الكاريبي، وها نحن اليوم نعلن بكل فخر أن جمهورية إندونيسيا ستكون ضيف شرف الدورة المقبلة".
من جهتها، أعربت إندا روندي استوي عن اعتزاز بلادها بهذا التكريم، قائلة: "نشكر القائمين على معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي لم يعد مجرد منصة لعرض الكتب، بل صار جسرًا ثقافيًا يربط بين الشعوب، ويعيد صياغة معنى الإنسانية من خلال صفحات الكتب".
وأضافت: «اختيار إندونيسيا ضيفًا للشرف للدورة المقبلة يؤكد عمق العلاقات الثقافية بين بلدينا، كما يعكس إيماننا المشترك بأهمية الأدب والمعرفة والتراث في بناء المجتمعات".
التنوع الحضاري
وأكدت أن إندونيسيا، بأكثر من 17 ألف جزيرة، وأكثر من 250 مليون نسمة، و700 لغة، تحمل في نسيجها تنوعًا حضاريًا هائلًا، جعل منها نموذجًا للتسامح والتكامل الثقافي.
وسلّطت الضوء على عدد من أبرز سمات الثقافة الإندونيسية، منها الملاحم الشفوية، والمسرح التقليدي المعروف بـ"وايانغ كوليت"، والموسيقى التقليدية "الغاملان"، فضلًا عن نهضة لافتة في قطاع النشر، إذ تصدر البلاد أكثر من 30 ألف عنوان سنويًا، وتملك شبكة واسعة من المكتبات العامة ودور النشر.
الترجمة بين اللغتين العربية والاندونيسية
كما أشارت إلى أن معدلات الترجمة بين اللغتين الإندونيسية والعربية تشهد تزايدًا في السنوات الأخيرة، ولا سيما في مجالات الفكر والدين والأدب، ما يعزز التبادل الثقافي بين البلدين.
ومن المنتظر أن تحمل الدورة الـ35 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بالشراكة مع الجانب الإندونيسي، برنامجًا ثقافيًا غنيًا يسلط الضوء على ملامح الأدب والفن والفكر الإندونيسي، ويُبرز أوجه التلاقي بين الثقافتين الإماراتية والإندونيسية، استكمالًا للرسالة التي تبناها المعرض منذ انطلاقه في أن يجعل من الثقافة أداة للتعارف، والحوار، والنهضة.
مركز أبوظبي للغة العربية
تأسس مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يتبع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بموجب قانون صادر عن رئيس الدولة لدعم اللغة العربية، ووضع إستراتيجيات عامة لتطويرها والنهوض بها علميًا، وتعليميًا، وثقافيًا،وإبداعيًا، وتعزيز التواصل الحضاري، وإتقان اللغة العربية على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى دعم المواهب العربية في مجالات الكتابة، والترجمة، والنشر، والبحث العلمي، وصناعة المحتويين المرئي والمسموع، وتنظيم معارض الكتب، ودعم صناعة النشر في المنطقة، ولتحقيق ذلك يعتمد المركز على برامج متخصصة، وكفاءات فذة، وشراكات مع كُبريات المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتقنية حول العالم، انطلاقًا من مقره في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي
تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قيادة النمو المستدام لقطاعي الثقافة والسياحة في الإمارة، وتغذي نمو العاصمة الاقتصادي، وتساعدها على تحقيق طموحاتها وريادتها عالميًا بشكل أوسع.
ومن خلال التعاون مع المؤسسات التي ترسخ مكانة أبوظبي وجهة أولى رائدة؛ تسعى الدائرة إلى توحيد منظومة العمل في القطاع حول رؤية مشتركة لإمكانات الإمارة، وتنسيق الجهود وفرص الاستثمار، وتقديم حلول مبتكرة، وتوظيف أفضل الأدوات والسياسات والأنظمة لدعم قطاعي الثقافة والسياحة.
وتتمحور رؤية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي حول تراث الإمارة، ومجتمعها، ومعالمها الطبيعية. وهي تعمل على ترسيخ مكانة الإمارة وجهة للأصالة والابتكار والتجارب المتميزة متمثلة بتقاليد الضيافة الحية، والمبادرات الرائدة، والفكر الإبداعي.
نبذة عن معرض أبوظبي الدولي للكتاب:
يُعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي انطلق في العام 1981، منصة ثقافية دولية رائدة تجمع الناشرين والمثقّفين والمتخصّصين والمكتبات والوكلاء والمؤسسات الثقافية والإعلامية لتبادل الأفكار والخبرات، واستكشاف الفرص، وتعزيز التواصل والتعاون حول قطاع النشر والصناعات الإبداعية.
ويستضيف الحدث السنوي، دور نشر عربية وإقليمية ودولية، كما يُقدّم برنامجًا ثقافيًا ومعرفيًا متكاملًا يشمل الجوانب الثقافية والمهنية والتعليمية والإبداعية والترفيهية، إلى جانب فعّاليات، ومحاضرات، وجلسات نقاشية، وورش عمل متخصّصة بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقّفين، ما يُسهم في تطوير قطاع النشر والصناعات الإبداعية، ويعزّز قدرات الناشرين المحليين والعرب ويفتح آفاقًا جديدة أمامهم.


0 تعليق