المسلسل السعودي “أمي” يمثل إضافة مميزة في عالم الدراما العربية، حيث يجسد قصة إنسانية مؤثرة مستوحاة من أعمال عالمية. هذا العمل الدرامي يركز على قضايا العائلة والحماية، مقدمًا سردًا عاطفيًا يعكس الواقع الاجتماعي بطريقة أصيلة.

المسلسل السعودي أمي

يُعرض المسلسل “أمي” لأول مرة في السعودية في مايو 2025، كونها النسخة المحلية المقتبسة من الدراما التركية “Anne”، التي استوحيت بدورها من المسلسل الياباني “Mother” الصادر عام 2010. هذا العمل يبلغ عدد حلقاته 90 حلقة، مع عرض خمس حلقات أسبوعيًا، مما يجعله واحدًا من أطول الأعمال الدرامية في السعودية لعام 2025. تبدأ الحلقات الأولى في السبت 4 مايو 2025، وتستمر من الأحد إلى الخميس في تمام الساعة 6:00 مساءً بتوقيت السعودية. القنوات الناقلة تشمل قناة MBC1 ومنصة “شاهد” الرقمية، مما يتيح للجمهور الوصول إلى المحتوى عبر التلفزيون التقليدي والمنصات الرقمية. إنتاجه جاء بالتعاون بين شركة “ميديابيم” التركية ومجموعة MBC، مع تصوير كامل في المملكة العربية السعودية، وتعديل النصوص لتناسب الثقافة المحلية والقيم السعودية.

الدراما الإنسانية لأمي

تدور أحداث “أمي” حول طفلة صغيرة تُدعى بسمة، وهي في السابعة من عمرها، تعاني من بيئة منزلية دامية مليئة بالعنف والإهمال من قبل زوج أمها. تكتشف معلمتها مريم علامات الاستغاثة في سلوك الطفلة، مما يدفعها للتدخل وتقديم الدعم، تحولًا علاقتهما إلى رابطة أمومة بديلة تعوض بسمة عن الحب والرعاية المفقودة. يسلط المسلسل الضوء على قضايا اجتماعية حساسة مثل الإهمال الأسري ودور المعلمين في حماية الأطفال، مع خيوط درامية تبرز التحديات اليومية والعواقب النفسية لمثل هذه الظروف. كما أن المسلسل يمثل الثاني من نوعه في السعودية الذي يقتبس من الدراما التركية، بعد “خريف القلب”، ويجسد ذلك الاندماج بين الثقافات من خلال سرد يتناسب مع القيم المحلية.

يضم طاقم الممثلين نخبة من النجوم السعوديين والخليجيين، بقيادة تركي اليوسف، العنود سعود، رنا جبران، زهرة عرفات، سناء بكر يونس، فايز بن جريس، نايف الظفيري، والطفلة ترف العبيدي التي تؤدي دور بسمة بأداء مؤثر أثار تفاعل الجمهور منذ الحلقة الأولى. يشارك أيضًا ضيوف شرف مثل أسمهان توفيق، ليلى السلمان، عهود السامر، وعبدالعزيز العبد، بالإضافة إلى ظهورات خاصة لفنانين آخرين في حلقات متنوعة. أداء الطاقم العام يعزز من عمق القصة، حيث يجسدون الشخصيات بطريقة تجعل المشاهد يتعاطف مع القضايا المطروحة، مما يعكس التنوع في التمثيل السعودي.

منذ بث الحلقة الأولى، شهد “أمي” تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بسبب الإخراج الدقيق والرسالة الإنسانية القوية، مما يعزز توقعات النجاح في ساحة الدراما العربية. يُعتبر هذا المسلسل فرصة للتأمل في دور الأسرة وضرورة حماية الأطفال، مع الاستفادة من الخبرات العالمية في صياغة محتوى محلي. بفضل هذا الخليط بين العناصر الإنسانية والاجتماعية، من المتوقع أن يحقق “أمي” مكانة مميزة في قلوب الجمهور، محافظًا على جودة الإنتاج السعودي وتطويره ليتنافس على مستوى عالمي. هذا العمل ليس مجرد تسلية، بل دعوة للتغيير الاجتماعي من خلال الفن.