يُعد الوقوف بعرفة من أهم أركان الحج، حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"، وهو شعيرة عظيمة تجتمع فيها ملايين القلوب من شتى بقاع الأرض، متوجهين إلى الله بالدعاء والتوبة، في مشهد روحاني لا يُشبهه أي مشهد آخر، فالحج رحلة إيمانية عظيمة تتجلى فيها مظاهر الطاعة والتجرد من الدنيا، والوقوف بعرفة ورمي الجمرات من أبرز محطاتها، إذ يرمز كل منهما إلى مرحلة من مراحل تطهير النفس والعودة إلى الله.

الوقوف على جبل عرفات.. لحظة لقاء بين العبد وربه
يقع جبل عرفات على بعد حوالي 20 كيلومترًا شرق مكة المكرمة، ويبدأ الحجاج التوجه إليه بعد شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد وقت الوقوف من زوال الشمس (أي بعد أذان الظهر) حتى فجر يوم النحر، أي اليوم العاشر من ذي الحجة.
ولا يشترط الصعود على الجبل نفسه، فالمقصود بالوقوف بعرفة هو التواجد في سهل عرفات داخل حدوده المعروفة، ويُصلي الحجاج الظهر والعصر جمع تقديم، ثم ينشغلون بالتضرع والدعاء وذكر الله، وهو الوقت الذي تُستجاب فيه الدعوات وترتفع فيه الأعمال، وبعد مغيب الشمس، ينفر الحجاج إلى مزدلفة بهدوء وسكينة، حيث يُصلون المغرب والعشاء، ويبيتون فيها حتى فجر يوم النحر.

رمي الجمرات.. رمز رفض وسوسة الشيطان
تبدأ شعيرة رمي الجمرات في يوم العيد، العاشر من ذي الحجة، ويُعرف هذا اليوم بـ"يوم النحر"، وفيه يرمي الحاج جمرة العقبة الكبرى فقط، بسبع حصيات متتاليات، وهو تعبير عن رفض وسوسة الشيطان وتجديد العهد مع الله.
ثم تبدأ أيام التشريق (11، 12، و13 من ذي الحجة)، حيث يرمي الحاج الجمرات الثلاث: الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى (العقبة)، كل منها بسبع حصيات، مبتدئًا بالصغرى، ويكون الرمي بعد الزوال، أي بعد أذان الظهر، ويجوز للحاج أن يرمي في يومين فقط إذا أراد التعجل، شرط مغادرته منى قبل غروب شمس اليوم الثاني.
أحكام يجب مراعاتها عند رمي الجمرات
1- يشترط في الحصاة أن تكون صغيرة بحجم حبة الفول.
2- لا يجوز الرمي بالحذاء أو الأحجار الكبيرة.
3- يجب أن تقع الحصاة داخل الحوض المخصص للجمرات.
4- يجوز للنساء أو كبار السن أن يوكلوا غيرهم بالرمي إذا تعذر عليهم ذلك.
0 تعليق