تهفو قلوب المسلمين من شتى بقاع الأرض إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، الذي يجتمع فيه المؤمنون على صعيد واحد، بلباس واحد، وقلبٍ واحد، متجردين من الدنيا متوجهين إلى الله وحده، وللحج صور متعددة يمكن للمسلم أن يختار منها حسب قدرته وظروفه، وهي الإفراد، والتمتع، والقِران، ولكل نوع من هذه الأنواع خصائص ومناسك وأحكام تختلف عن الأخرى، مع بقاء الأجر والثواب عظيمًا في جميعها، مادام الحج تامًا بالشروط والأركان.
أولًا: حج الإفراد
الإفراد هو أن يُحرم الحاج بالحج وحده دون العمرة، فيقول عند الإحرام، لبيك حجًا، ثم يُتم مناسك الحج فقط، ولا يُلزم الهدي في هذا النوع، لأنه لم يجمع بين نسكين.
يبدأ الحاج بالطواف، ثم السعي، ثم يقف بعرفة، ويرمي الجمار ويبيت بالمزدلفة ومنى كالمعتاد، ويمكن أن يسعى بعد طواف القدوم، أو يؤخر السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة، ويُفضل هذا النسك لمن يسكن داخل مكة أو يؤدي الحج مفردًا دون عمرة.
ثانيًا: حج القِران
القِران هو أن يُحرم الحاج بالعمرة والحج معًا، أو يُدخل الحج على العمرة قبل الطواف، فيقول عند الإحرام لبيك عمرةً وحجًا، ويطوف طوافًا واحدًا وسعيًا واحدًا للنسكين.
لا يتحلل بعد العمرة، بل يظل محرمًا حتى ينتهي من أعمال الحج يوم العيد، ويجب عليه ذبح الهدي، لأنه جمع بين نسكين، ويُفضل هذا النوع لمن جاء من خارج مكة ويرغب في أداء العمرة والحج معًا دون فاصل.
ثالثًا: حج التمتع
التمتع هو أن يُحرم الحاج بالعمرة وحدها في أشهر الحج (شوال وذو القعدة وأيام من ذي الحجة)، ثم يتحلل منها، ثم يُحرم مرة أخرى بالحج من مكة يوم التروية (8 ذو الحجة)، ويقول عند الإحرام الأول: لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج.
يتم أداء مناسك العمرة كاملة (طواف، سعي، حلق أو تقصير)، ثم التحلل، ثم يُحرم للحج ويؤدي مناسكه المعتادة، ويجب عليه الهدي شكرًا لله على التيسير، وهو النسك الأكثر تيسيرًا وانتشارًا بين حجاج هذا العصر، خاصة لمن يأتون من خارج المملكة ولا يسكنون مكة.
0 تعليق