في عالم التكنولوجيا المتسارع، يبدو أن المنافسة بين جوجل وآبل قد وصلت إلى ذروتها، حيث أطلقت جوجل حملة إعلانية تهدف إلى إبراز كيف أن بعض الميزات الجديدة في هواتف آي فون تظهر وكأنها مستوحاة من تقنيات كانت موجودة على منصة أندرويد منذ سنوات. هذا الإعلان، الذي ركز على هاتف Pixel 9 Pro، يعكس التوتر المتزايد في سوق الهواتف الذكية، حيث يسعى كل من الشركتين لجذب المستخدمين من خلال الابتكار والتحسينات. ومع تزايد الشائعات حول تصميمات مستقبلية، يبرز هذا الجدل كدليل على كيف يمكن للمنافسة أن تؤدي إلى تطورات إيجابية، على الرغم من الخلافات.

اتهام جوجل لآبل بالتقليد

في الإعلان الجديد الذي نشرته جوجل، تُسلط الضوء على عدة ميزات تكنولوجية تشبه تلك التي ظهرت أولاً في هواتف Pixel، مما يثير تساؤلات حول مدى الابتكار الحقيقي في صناعة الهواتف. على سبيل المثال، يُقارن الإعلان بين شريط الكاميرا في هواتف Pixel وما يُتوقع أن يظهر في iPhone 17، حيث أصبحت صور ونماذج افتراضية لهذا الهاتف تتداول على وسائل التواصل، مما يشير إلى تشابه واضح في التصميم. هذا التشابه لم يفوت على محترفي التكنولوجيا، الذين يرون فيه دليلاً على أن آبل قد تأثرت بتصميمات جوجل، خاصة في ترتيب الكاميرا الأفقي الموسع. ومع ذلك، يُؤكد تقارير أن تصميم iPhone 17 سيحتفظ ببعض الخصائص الفريدة، مثل تكوين الكاميرا الثلاثي، مما يجعله مختلفاً عن Pixel 9 Pro، رغم التشابهات السطحية.

استعارة ميزات الذكاء الاصطناعي من أندرويد

بالإضافة إلى التصميمات الخارجية، يتناول الإعلان كيف أن آبل قد بدأت في دمج ميزات ذكاء اصطناعي ووظائف أخرى كانت متاحة على أندرويد منذ فترة طويلة. على سبيل المثال، ميزة الرؤية الليلية، التي قدمتها جوجل في هواتفها قبل سنوات، أصبحت الآن جزءاً من تحديثات آي فون، مما يعزز من قدرة المستخدمين على التقاط صور عالية الجودة في الظروف المنخفضة الإضاءة. كما يُبرز الإعلان أداة محو المحتويات السحرية، المعروفة بـ”ممحاة ماجيك” في جوجل، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإزالة العناصر غير المرغوب فيها من الصور، والتي ظهرت مشابهة لأداة التنظيف التي أطلقتها آبل بعد ثلاث سنوات. هذه المقارنات تُظهر كيف أن الابتكارات في عالم الهواتف الذكية غالباً ما تُعاد صياغتها عبر المنصات، مما يدفع الشركات إلى تعزيز منافستها.

أما في جانب الذكاء الاصطناعي، فإن جوجل تؤكد أن ميزات مثل معالجة الصور المتقدمة وتحسين الأداء كانت جزءاً أساسياً من نظام أندرويد، بينما تأخرت آبل في تقديمها، ربما بسبب تركيزها على الخصوصية والأمان. ومع ذلك، فإن هذه الخطوات لم تُصنف كاتهام مباشر للسرقة، بل كتذكير بأهمية الابتكار المستمر. الآن، وفي انتظار إطلاق سلسلة iPhone 17 هذا الخريف، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت آبل ستواصل دمج ميزات مشابهة أم ستعمل على تطوير ابتكارات فريدة. من جهة أخرى، فإن جوجل تمهد الطريق لإطلاق هواتف Pixel 10، التي من المتوقع أن تكون محط اهتمام كبير، مما يعزز المنافسة الإيجابية في السوق. هذا التنافس ليس مجرد خلاف تجاري، بل يمثل دفعة لتحسين تجربة المستخدمين العالمية، حيث يسعى كلا الجانبين إلى تقديم هواتف أكثر ذكاءً وكفاءة. في النهاية، يبقى السؤال: هل هذا التقليد دليل على نجاح جوجل في الابتكار، أم مجرد خطوة طبيعية في تطور التكنولوجيا؟