أبرز مشروع إنتاج وقود طائرات مستدام لتلبية الطلب المحلي والتصدير العالمي

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام يمثل خطوة حاسمة في استراتيجية مصر لتعزيز الاقتصاد الأخضر، حيث يركز على إنتاج وقود صديق للبيئة يساهم في تلبية الطلب المحلي المتزايد وفتح آفاق جديدة للتصدير. يندرج هذا المشروع ضمن حزمة مشروعات خضراء ينفذها القطاع البترولي من خلال الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، مع هدف أساسي في خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز الالتزامات الدولية نحو الاستدامة. يعتمد المشروع على توحيد الجهود بين الوزارات ذات الصلة، مثل وزارة البترول، البيئة، والطيران، لضمان تنفيذ فعال يدعم قطاع الطيران كقطاع حيوي يؤثر على البيئة.

مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام

يهدف هذا المشروع إلى تغطية الاحتياجات المحلية من وقود الطائرات الأخضر خلال السنوات المقبلة، مع الاستفادة من الفرص التصديرية الناشئة بفضل الطلب العالمي المتزايد. يأتي ذلك في ظل امتلاك مصر للقدرات الفنية واللوجستية اللازمة، مما يجعله خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاقتصاد الأخضر. تعتمد وزارة البترول على هذا المشروع لتحقيق خفض في الانبعاثات الكربونية، حيث يمثل إنتاج الوقود المستدام (SAF) تحولاً رئيسياً في قطاع الطيران. وفقاً للجهود المتكاملة، يتم التنسيق مع وزارة البيئة والطيران لصياغة خارطة طريق واضحة، تشمل تحفيز الاستثمارات وتشجيع الشراكات مع القطاع الخاص. هذا النهج يضمن الالتزام بالمعايير البيئية الدولية، مع الاستفادة من مواد مثل زيوت الطعام المستعملة كمدخلات رئيسية، حيث تم إعداد دراسات شاملة لإدارة هذه المخلفات وتحويلها إلى وقود نظيف. كما يشمل المشروع إنشاء الشركة المصرية لإنتاج وقود الطائرات المستدام (ESAF)، التي ستعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج هذا الوقود، وتكون الأولى من نوعها في إفريقيا والشرق الأوسط باستخدام تكنولوجيا حديثة معتمدة دولياً.

إنتاج الوقود الحيوي للطائرات

يبرز هذا المشروع كمبادرة رائدة في مجال الطاقة النظيفة، حيث يعتمد على استراتيجية الاقتصاد الحيوي لتعزيز إنتاج الوقود الحيوي من مصادر مستدامة مثل زيوت الطعام المستعملة والمخلفات الزراعية. تم إعداد دراسة متكاملة من خلال جهاز تنظيم إدارة المخلفات لتحديد الجدوى الاقتصادية والتكاليف، مما يضمن جاذبية الاستثمارات واستدامة العمليات. الاستثمارات المقدرة بلغت 530 مليون دولار، وقد تم الانتهاء من دراسات الجدوى بالتعاون مع بنك التنمية وإعادة الإعمار الأوروبي، مع تركيز على إنتاج 120 ألف طن سنوياً من خلال تقنيات المعالجة الهيدروجينية المتقدمة. يقام المشروع على مساحة 100 ألف متر مربع بجانب ميناء الدخيلة، حيث يجري اختيار الرخص والمقاولين بنظام الهندسة والتوريد والبناء، بالإضافة إلى التنسيق مع جهات تمويل دولية. تشكيل فريق متابعة مشترك من الوزارات الثلاث يعزز من سرعة التنفيذ، مما يحقق عوائد اقتصادية وبيئية عالية. في هذا السياق، يعكس المشروع التزام مصر بتعزيز التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، ويساهم في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية، مع الاستفادة من الآليات التنظيمية لإدارة شهادات الكربون وضمان تنظيم بيعها وفقاً للمعايير الدولية. هذا النهج يجعل مصر رائدة في القارة الإفريقية، حيث يدعم التوزيع المحلي والتصديري، مما يعزز الاقتصاد ويحقق الاستدامة البيئية على المدى الطويل. بفضل هذه الجهود المتكاملة، يصبح مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام نموذجاً يحتذى به في مجال الطاقة الخضراء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق