كشفت مجموعة من القنصليات العامة للمملكة المغربية بالخارج، لاسيما بالدول الأوروبية، عن برمجتها تنظيم “أيام مفتوحة” خلال شهر ماي الجاري، تروم من خلالها فتح أبوابها أمام أفراد الجالية المغربية لسحب الوثائق الخاصة بهم.
ومن المرتقب أن تنظم القنصلية العامة بأنفرس البلجيكية “قنصلية متنقلة” لفائدة المرتفقين المغاربة في الـ10 من ماي، في وقت أعلنت نظيرتها ببولونيا الإيطالية عن تنظيم “أبواب مفتوحة” أيام 10 و17 و24 من الشهر ذاته. وينسحب الأمر أيضا على القنصلية المغربية بميلانو، التي ستنظم بدورها “أبوابا مفتوحة” ليوم واحد.
تهدف هذه المبادرات، وفق بلاغات منفصلة، إلى تسليم جوازات السفر وبطاقات التعريف الوطنية والعقود العدلية لأصحابها من الجالية المغربية، فضلا عن تقديم الاستشارات والمساعدة فيما يتعلق بأخذ المواعيد، من خلال تسخير القنصليات خارج أوقات عملها الثابتة.
وتأتي هذه التحركات على مقربة من بدء فصل الصيف وحركية أسفار الجالية في اتجاه المغرب من جديد؛ وهي العملية التي تسبقها استعدادات مكثفة تُنتج طلبا متزايدا على خدمات القنصليات العامة للمملكة، لا سيما فيما يتعلق بإعداد الوثائق الثبوتية الأساسية.
وترى الجالية المغربية في هذه الإجراءات، سواء تعلق الأمر بـ”أبواب مفتوحة” أو “قنصليات متنقلة”، نوعا من تقريب الإدارة منها، وفرصة للتجاوب مع الطلبات التي ترد على هذه المرافق، بما من شأنه تمكين الأفراد من قضاء أغراضهم بأقل الخسائر، بعد الإشكاليات التي كانت تسجل في هذا الجانب في وقت سابق.
يحيى المطواط، من الجالية المغربية بإيطاليا، أفاد بأن “المبادرات التي تعلن عنها عادة القنصليات العامة المغربية بالخارج تمكن المواطنين من إنجاز وثائقهم بسلاسة. كما أنها تخفف من الازدحام الذي كان مسجلا في وقت سابق بسبب التوافد الكبير على هذه المصالح”.
وأضاف المطواط لهسبريس: “الأمر نفسه ينطبق على القنصليات المتنقلة التي تساهم في تقريب الخدمات من المواطنين، لاسيما في ظل وجود عامل البُعد لدى الكثيرين، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى 200 كيلومتر، على سبيل المثال”.
كما أشار المتحدث ذاته إلى أنه “من المهم جدا أن تتحرك القنصليات المغربية خلال هذه الفترة من جديد، خصوصا ونحن على مقربة من بدء موسم السفر بالنسبة للجالية المغربية؛ مما يستوجب إنجاز الوثائق اللازمة في ظروف جيدة وبأعلى درجات المرونة”.
من جهتها، اعتبرت حياة شعوب، مغربية مقيمة بالديار الإيطالية، أن “الجالية المغربية تحتاج عادة وجود تمثيلية للإدارة العمومية إلى جانبها. ومن المهم جدا استغلال نهايات الأسبوع للعمل على تقريب خدماتها، ما دامت تصطدم بعوائق متعددة في طريق إنجاز وثائقها الأساسية والتي تحكم تفاصيلها اليومية”.
وأفادت شعوب، في تصريح لهسبريس، بأن “الجالية كانت تعاني من إشكاليات كبرى في هذا الجانب قبل سنوات، قبل أن تتراجع حدتها مع بدء القنصليات العامة للمملكة في نهج أسلوب يجسد مبدأ القرب من المرتفقين، لاسيما فيما يتعلق بتسهيل إعداد الوثائق التي تتطلب وقتا محددا، أو التخفيف من حدة الاكتظاظ”، موضحة أن “تنظيم أبواب مفتوحة أو إطلاق قنصلية متنقلة يعني مبدئيا تذليل الصعوبات أمام أفراد الجالية”.
في سياق متصل، اعتبر قاسم أشهبون، من الجالية المغربية في هولندا، أن “إعلان القنصليات العامة للمملكة في بلدان المهجر عن إجراءات (بين الفينة والأخرى) لتنظيم علاقتها بالجالية يعتبر أمرا إيجابيا، سواء تعلق الأمر بأبواب مفتوحة أو قنصليات متنقلة”.
وأكد أشهبون، ضمن إفادته للجريدة، أن “هذه المبادرات تساهم نسبيا في الاستجابة للمشاكل التي يعاني منها عدد من المغاربة فيما يتعلق بتجهيز وثائقهم الثبوتية، في ظل صعوبة التنقل داخل البلد الأوروبي وبُعد مقر القنصلية العامة في الغالب”.
0 تعليق