في مساء ثقيل من مساءات مدينة المحلة الكبرى، وتحديدًا داخل أحد المنازل المتواضعة بمنطقة منشية السلام التابعة لقسم شرطة ثالث المحلة، تحولت مشادة عائلية إلى جريمة مروعة هزّت الأهالي ودوّت أصداؤها في أقسام الشرطة وغرف الطوارئ.

"بدورة"، شاب ثلاثيني مدمن على مخدر "الشابو"، كان يعيش في منزل صغير برفقة زوجته الشابة "شيماء"، صاحبة الـ21 عامًا، ووالدته المسنّة. الخلافات اليومية كانت جزءًا من حياة الثلاثة، لكن في هذا اليوم تحديدًا، تخطّت الأمور حاجز الكلمات.

الزوج، تحت تأثير المخدر، بدأ في إطلاق الشتائم والصراخ، الأمر الذي تطور إلى شجار عنيف مع زوجته ووالدته. لحظة انفلات، لحظة فقدان للسيطرة، أمسك بمطرقة كانت قريبة منه، وبدأ في الاعتداء على شيماء بوحشية، ضربة وراء الأخرى، حتى سقطت على الأرض فاقدة للوعي، تنزف دون مقاومة.

الأم العجوز، التي حاولت أن تدافع عن ابنتها، نالت نصيبها من الضرب، وأصيبت في رأسها بإصابة خطيرة، نُقلت على إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة.

بلاغ عاجل ورد إلى مأمور قسم شرطة ثالث المحلة الكبرى، يُفيد بوقوع جريمة قتل داخل المنزل. انطلقت على الفور قوة أمنية بقيادة المقدم أحمد بهاء، يرافقها فريق من المباحث الجنائية، إلى مسرح الجريمة. المشهد كان صادمًا: جثة الزوجة ملقاة على الأرض، آثار الدماء واضحة، والمطرقة مغطاة بما تبقى من الضربات الغادرة.

تم استدعاء سيارات الإسعاف، ونُقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى المحلة العام، فيما تم تحويل الأم إلى غرفة العناية المركزة، وسط محاولات لإنقاذ حياتها. وفي أقل من ساعة، نجح رجال المباحث في ضبط الزوج المتهم، والذي اعترف بجريمته تفصيليًا، مؤكدًا أنه لم يكن في وعيه الكامل وقت الحادث.

وبحسب التحريات الأولية، تبين أن الزوج كان معروفًا بسلوكياته العنيفة، وكثيرًا ما تشاجر مع زوجته ووالدته، وأن إدمانه لمخدر "الشابو" جعل المنزل بيئة دائمة للتوتر والخوف.

قُيدت الواقعة في محضر رسمي، وأمرت النيابة العامة بندب الطب الشرعي لتشريح جثمان الزوجة وبيان سبب الوفاة بشكل دقيق، كما قررت سماع أقوال الشهود، ومتابعة الحالة الصحية للأم المصابة.

وتأتي هذه الجريمة لتسلط الضوء من جديد على مخاطر الإدمان، وما يسببه من عنف داخلي يمكن أن يُنهي حياة أقرب الناس للمدمن، وسط مطالبات مجتمعية بإحكام الرقابة على تداول المخدرات ورفع الوعي بخطورة المواد الفتاكة مثل "الشابو".