كشفت والدة الشاب محمد الهواري، الذي لقي مصرعه داخل أحد المصانع بمدينة العبور أثناء فترة تدريبه العملي، عن تفاصيل مؤلمة ومفجعة للحادث الذي أودى بحياة نجلها.
وقالت الأم خلال مداخلتها ببرنامج “هي وهما” الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة “الحدث اليوم”، إن محمد كان طالبًا في الصف الثالث بمركز “معدن شبرا القيم”، وكان التدريب العملي في أحد المصانع شرطًا أساسيًا لإتمام دراسته والحصول على شهادة التخرج.
وأوضحت: “ابني ذهب إلى المصنع بهدف التدريب واكتساب الخبرة فقط، لم يكن يبحث عن عمل أو مقابل مادي.. كل ما أردناه هو أن ينهي دراسته ويحصل على شهادته ليتمكن من العمل بها في أي مكان بعد ذلك”.
وأشارت الأم إلى أن محمد اختار مصنعًا يقع بالقرب من محل سكنهم في مدينة العبور، لكنه عاد من يومه الأول في التدريب وهو متحفظ وغير مرتاح، قائلاً: “مش عايز أروح كتير، قالوا التدريب 15 يوم وهيقعدونا”.
وأوضحت أنه بعد انتهاء المدة المحددة للتدريب، تفاجأ محمد بطلب صاحب المصنع استمرار حضوره للعمل.
ونوهت الأم إلى أن “صاحب المصنع – الذي يطلقون عليه اسم الحاج – هو الشخص الوحيد الذي كان يشرف على تشغيل الطلاب، ولم يكن معه في المكان سوى مجموعة من الطلاب الآخرين المتدربين”.
وتابعت الأم: “محمد كان يعمل على إحدى الآلات في المصنع.. وفي أحد الأيام، تعطلت الآلة، فقام الحاج باتهام محمد بأنه هو السبب في عطلها، وبدون أي مبرر، قام بدفعه بعنف في صدره، فرد عليه محمد مستفسرًا: لماذا تدفعني؟ فأجابه صاحب المصنع بغضب: لأنك أنت من أتلفتها”.
وأضاف والد محمد، الذي انضم إلى المكالمة الهاتفية: “عندما سمعت بما حدث، قررت الذهاب بنفسي للتحدث مع صاحب المصنع.. كانت نيتنا طيبة، وكل ما كان يهمنا هو أن يحصل ابننا على شهادته ويكمل تعليمه، حتى أنني عرضت عليه دفع تكلفة إصلاح الآلة، لكنه قال إنها أصلحت بالفعل، وقلت لابني: يا محمد، قبل رأس الحاج لتهدئة الأمور”، لكن الأمور لم تتحسن، بل ساءت معاملة صاحب المصنع للطلاب، واستمر في الصراخ عليهم ومعاملتهم بقسوة.
وقالت الأم باكية: “معايا مقطع فيديو يظهر محمد وهو يعمل على الآلة التي تسببت في وفاته فيما بعد”.
0 تعليق