يبدو أن حلم تتويج النجم المصري محمد صلاح بالكرة الذهبية لم يعد مجرد خيال بعيد، بل تحول إلى احتمال واقعي في ظل التطورات الأخيرة على الساحة الكروية.
بعد موسم استثنائي مع ليفربول، قاده للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق خلاله أرقامًا فردية مذهلة، ارتفعت أسهم محمد صلاح كواحد من أبرز المرشحين لنيل الجائزة الفردية الأغلى في عالم كرة القدم: البالون دور.
صلاح يتخلص من منافسيه
ما يعزز من فرص محمد صلاح هذا العام هو خروجه من ظل المنافسين الأقوياء فبينما ودع الثلاثي المرشح لمنافسته، وهم: رافينيا ولامين يامال من برشلونة، وكيليان مبابي مع ريال مدريد، دوري أبطال أوروبا من أدوار متقدمة، واصل صلاح مسيرته بقوة في البطولات المحلية، ليتفوق عليهم في عنصر الاستمرارية والحسم.
خروج هؤلاء اللاعبين من البطولة الأهم في أوروبا أعاد ترتيب أوراق المنافسة، ووضع صلاح في موقع أفضل، خصوصًا مع نجاحه في الجمع بين الأداء الجماعي والتميز الفردي.

محمد صلاح يحقق الإعجاز
محمد صلاح لم يكتف فقط بتتويج ليفربول بلقب البريميرليج، بل قدّم موسمًا شخصيًا استثنائيًا حيث قرب من الفوز بالحذاء الذهبي الأوروبي، متصدرًا ترتيب الهدافين في البطولات الأوروبية الكبرى، في إنجاز غير مسبوق للاعب عربي.
كما الفوز بالحذاء الذهبي للبريميرليج بإحرازه 28 هدفا متفوقا على أقرب منافسيه بـ5 أهداف، والتتويج بجائزة أفضل صانع ألعاب في الدوري الإنجليزي بـ18 مساهمة متفوق عن أقرب منافسيه بـ7 مساهمات، وهو إنجاز يبرز تطوره كلاعب شامل، لا يقتصر فقط على تسجيل الأهداف، بل أيضًا على صناعتها.
بالإضافة إلى ذلك، قرب صلاح بالفوز بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج بتسجيله 46 مساهمة تهديفية متفوقا عن أقرب منافسيه بـ17 مساهمة، وكذلك أفضل لاعب في نادي ليفربول لهذا الموسم، يؤكد أنه النجم الأبرز في إنجلترا دون منازع.
كل هذه الجوائز الفردية تضعه في مقدمة المرشحين، وتمنحه أفضلية واضحة، تجعل من استبعاده أمرًا يبدو غير عادل إذا ما تم.
جائزة السياسة والمال
ومع ذلك، فإن الطريق إلى الكرة الذهبية ليس مفروشًا بالورود، خصوصًا في ظل التحديات التي يواجهها صلاح كلاعب عربي ومسلم.
لطالما أثار توزيع الجوائز الفردية في عالم كرة القدم جدلًا واسعًا، حيث وجهت اتهامات متكررة لجهات التصويت بتأثرها بالعنصرية أو الميول التجارية وهذا ما أشار إليه عدد من النجوم العالميين.

وأكدوا أن الجوائز كثيرًا ما تذهب لمن يخدم مصالح السوق أو من يحظى بتغطية إعلامية أوسع، بغض النظر عن الأداء الفعلي في أرض الملعب.
لو بطلنا نحلم نموت
لكن رغم صعوبة الحلم، فإن إصرار محمد صلاح وعطاءه في الملعب يجعله رمزًا للأمل والطموح العربي حتى وإن لم تتحقق الجائزة، فإن ما حققه هذا الموسم يكفي ليخلده في ذاكرة عشاق الكرة حول العالم، ويكفي أن نقول "لو بطلنا نحلم نموت" فالحلم لا يجب أن يتوقف، خاصة عندما يكون لدينا من يجعله قريبًا إلى هذا الحد.
قد تكون الكرة الذهبية خاضعة لأهواء السياسة الكروية، لكنها أيضًا لا تستطيع أن تتجاهل الحقيقة، والحقيقة هذا الموسم تقول إن محمد صلاح كان نجمًا فوق العادة، قائدًا حقيقيًا، ونموذجًا ملهِمًا. وبين التتويج المرتقب والتاريخ الذي يكتب، يبقى الأمل قائمًا، ويظل اسم محمد صلاح على رأس القائمة، كأول لاعب عربي في التاريخ يلامس الكرة الذهبية عن استحقاق وجدارة.
0 تعليق