مهرجان "كان" يبرز مأساة غزة ويبعث برسائل احتجاجية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تَحضر حرب غزة بقوة في مهرجان “كان” السينمائي، من خلال عدد من الأفلام التي تتناولها؛ من بينها وثائقي قُتِلت الشخصية الرئيسية فيه، وهي مصورة من غزّة، بقصف صاروخي إسرائيلي في منتصف أبريل الفائت.

وسيكون عرض الفيلم الروائي الطويل “ضع روحك على كفك وامشِ” أحد أبرز أحداث المهرجان الذي يتوقع أن تُثار فيه مجددا الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المحاصر، سواء في المؤتمرات الصحافية أو على السجادة الحمراء. ففي دورة العام المنصرم، ارتدت الممثلة الأسترالية الأمريكية كيت بلانشيت فستانا يحمل ألوان العلم الفلسطيني.

وستكون الكلمات التي ستُلقى بدءا من حفلة الافتتاح، الثلاثاء القادم، موضع اهتمام ورصد إمكانية تطرُّقها إلى الموضوع.

ففي افتتاح مهرجان برلين السينمائي في فبراير الفائت، نددت تيلدا سوينتون بعمليات القتل الجماعي وفضاعات لا إنسانية نشهدها بأمّ العين، ساخرةً من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحويل القطاع “ريفييرا الشرق الأوسط”، من دون أن تشير بشكل مباشر إلى إسرائيل أو غزة.

أما على شاشة المهرجان، فستتاح للجمهور مشاهدة فيلمين روائيين؛ أحدهما ضمن قسم “نظرة ما” بعنوان “كان يا ما كان في غزة”، للمخرجين الشقيقين طرزان وعرب ناصر، وهما غزّيان يعيشان خارج القطاع منذ سنوات، لكنّ أعمالهما تتناوله.

وأُدرج في اللحظة الأخيرة ضمن برنامج قسم “أسبوعا المخرجين” فيلم “يس” (Yes) للمخرج الإسرائيلي ناداف لابيد المعروف بانتقاده التوجهات السياسية للدولة العبرية. وتدور قصة الفيلم في إسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، وهي عن موسيقي يتولى تأليف نشيد وطني جديد.

“أخطأنا حين صدقنا”

تتوجه الأنظار إلى العرض الأول عالميا لفيلم “ضع روحك على كفك وامشِ” في 15 ماي الجاري، إذ يُتوقع أن يكون مؤثرا جدا. فهذا الوثائقي للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي يتمحور حول فاطمة حسونة البالغة 25 عاما، ابنة غزة التي كانت تصوّر حياتها اليومية أثناء الحرب.

وفي 15 أبريل، علمت الشابة أن الفيلم أُدرج ضمن برنامج المهرجان؛ ولكن في اليوم التالي، دمّر صاروخ منزلها بالكامل، مما أدى إلى مقتلها مع عائلتها، ولم تنجُ سوى والدتها.

وسيكون عرض الفيلم ضمن فئة “أسيد” (ACID)، وهي الأقل شهرة بين الأقسام الموازية في مهرجان “كان”، “وسيلة لتكريم ذكرى الشابة التي وقعت ككثر غيرها ضحية للحرب”، وفق ما أكد مهرجان “كان” السينمائي، معربا عن صدمته وحزنه العميق إزاء هذه المأساة التي هزت العالم أجمع. وطلبت منظمات سينمائية إقامة تكريم في هذه المناسبة.

وقالت المخرجة فارسي البالغة 60 عاما، وهي لاجئة سياسية في فرنسا، لوكالة فرانس برس، إنها كانت إلى اللحظة الأخيرة تؤمن بأن حسونة “ستأتي إلى المهرجان، وأن الحرب ستنتهي”، أضافت: “لقد أخطأنا عندما صدقنا ذلك، لأن الواقع تجاوزنا”.

ابتسامة “أبدية”

نظرا إلى أن إسرائيل تمنع الصحافيين الأجانب من دخول غزة، بادرت فارسي، التي سبق أن صورت فيلما وثائقيا سرا في إيران بواسطة هاتفها المحمول، إلى التواصُل مِن بُعد بواسطة تقنية مكالمات الفيديو مع فاطمة حسونة التي كانت تواظب على نشر صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وسيُقام خلال المهرجان معرض لبعض هذه الصور، وقالت المخرجة إن “ابتسامة حسونة موجودة في كل الفيلم. نظراتها، وعيناها الخضراوان اللتان يتغير لونهما تبعا للضوء… كل هذه اللحظات، لحسن الحظ، مُصوَّرة وستبقى إلى الأبد”.

ونقلت سبيده فارسي عن فاطمة حسونة قولها: “مرارا وتكرارا تقوم بتوثيق هذه الحرب (…) والحياة في غزة أيضا، لتنقلها إلى الآخرين وإلى الأطفال الذين أرادت إنجابهم”. وأضافت المخرجة: “وجدت هذا رائعا؛ ولكن، يا للأسف، هي لن تُرزق أطفالا أبدا”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق