أعلنت الدكتورة ميرال صبري العشري، عميد برنامج جامعة شرق لندن بالقاهرة، المستضافة في الجامعات الأوروبية، انضمامها رسميًا إلى مبادرة "أطفالنا خط أحمر"، التي أطلقتها الدكتورة غادة عبد الرحيم علي، أستاذ علم النفس والصحة النفسية المساعد بجامعة القاهرة، تحت رعاية مؤسسة البوابة نيوز، وبالشراكة مع الجمعية المصرية للدراسات النفسية، و"رانم"، ورابطة الأخصائيين النفسيين.
الإعلام والتحرش: بين التوعية والتأثير
وقالت الدكتورة ميرال أنه في السنوات الأخيرة، برزت قضية التحرش الجنسي بالأطفال كأحد أبرز التحديات الاجتماعية التي باتت تشغل الرأي العام وتتصدر التغطيات الإعلامية، وأصبح الإعلام بمختلف وسائله من صحافة وإذاعة وتلفزيون ودراما، وصولًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي أداة محورية في كشف الانتهاكات وتغيير النظرة المجتمعية تجاه هذه الجرائم، وتعزيز الوعي العام بأبعادها النفسية والاجتماعية.
الإعلام كأداة لفضح السلوكيات المسيئة
وأشارت العشري إلى أن الإعلام المصري والعربي ساهم بشكل ملحوظ في كسر حاجز الصمت حول قضايا التحرش، حيث أصبحت منصات مثل التلفزيون والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي منابر للضحايا لسرد تجاربهم، مما أعطى صوتًا لمن كانوا يعانون في صمت، كما ساعد الإعلام في فضح المتحرشين ضد الاطفال، وخاصة الشخصيات العامة، وأكد أن لا أحد فوق القانون أو المساءلة الأخلاقية وظهرت في الفترة الاخيرة قضايا هزت الراي العام للاطفال
المهنية الإعلامية في خطر: بين التهويل والمسؤولية
ورغم الإنجازات الإيجابية، حذرت العشري من الوقوع في فخ الإثارة أو المعالجة غير المهنية، التي تظهر القضية في شكل "فضيحة" بدلاً من كونها جريمة مجتمعية تتطلب حلولاً جذرية، وشددت على أن مثل هذا الطرح يضر الضحايا ويُفقد القضية زخمها الحقيقي.
مسؤولية التوعية والتعليم المجتمعي
وأكدت أن الإعلام عليه دور جوهري في نشر الثقافة الوقائية، من خلال برامج تعريفية تشرح معنى التحرش، أنواعه، وأثره على الطفل والأسرة والمجتمع، كما دعت إلى التركيز على تغيير الثقافة المجتمعية التي قد تبرر أو تتسامح مع السلوكيات المسيئة، وذلك عبر استضافة مختصين، ونشر قصص ناجحة لضحايا تمكنوا من المطالبة بحقوقهم ومحاسبة المعتدين والتوعية في المناهج والمقررات الدراسية .
وسائل التواصل الاجتماعي: بين الدعم والتشهير
وتحدثت الدكتورة ميرال العشري عن تأثير السوشيال ميديا في مواجهة التحرش، لكنها في الوقت نفسه يمكن أن تستخدم كسلاح ضار، من خلال التشهير أو نشر معلومات خاطئة، وهنا تبرز أهمية الإعلام المهني في تقديم رواية دقيقة وموثوقة، توازن بين حرية التعبير وحقوق الأفراد.
مبادرة "أطفالنا خط أحمر": نحو تنسيق وطني شامل
وأوضحت العشري أن انضمامها لمبادرة "أطفالنا خط أحمر" يأتي من إيمانها العميق بدور الجامعة والإعلام في الإصلاح المجتمعي، مؤكدة أن التنسيق بين الجهات المعنية من وزارات التعليم والشباب والمجلس القومي للأمومة والطفولة، إلى جانب المتخصصين في الطب النفسي والشرعي هو السبيل الأمثل لمواجهة الظاهرة.
ويذكر أن المبادرة تهدف إلى تمكين الأمهات والمعلمين من التعرف على العلامات المبكرة للتعرض للتحرش، وتعزيز ثقافة الحوار المفتوح بين الأهل وأبنائهم.
نحو إعلام مسؤول يحمي الأجيال القادمة
واختتمت العشري حديثها بالتأكيد على أن الإعلام ليس ناقلًا للأحداث فقط، بل هو صانع وعي وقادر على إحداث تغيير حقيقي إذا ما تحرك بمهنية ومسؤولية، مؤكدة أن حماية الأطفال تبدأ من المعرفة، وتتطلب شراكة فاعلة بين المؤسسات والمجتمع المدني والإعلام.
0 تعليق