أصدرت الدائرة الأولى جنايات دمنهور حيثيات حكم المؤبد في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”واقعة ياسين طفل دمنهور”، والتي هزت الرأي العام.

حيثيات حكم المؤبد في واقعة الطفل ياسين

صدر الحكم المستشار شريف كامل مصطفى، وبحضور هيئة قضائية رفيعة ووكيل النائب العام، حيث تمت إدانة المتهم “ص.ك” بتهمة هتك عرض الطفل ياسين.

كشفت المحكمة في حيثيات الحكم أن جريمة هتك العرض لا تقتصر على الكشف عن العورة أو ترك آثار جسدية، بل تكتمل بمجرد المساس بجسد المجني عليه بطريقة تُخل بالحياء، حتى لو كان الطرفان مرتديان ملابسهما كاملة.

وأكدت أن العنف الجسدي أو التهديد المعنوي كافٍ لسلب إرادة الضحية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقاصر غير مميز.

أبرز الحكم أن الأطفال – خاصة دون السابعة – يعتبرون قانونًا عديمي التمييز، مما يجعل رضاهم غير معتد به، وأشار إلى أن الجناة يستغلون ضعف الطفل الجسدي والنفسي، إما بالتخويف أو بالإقناع، لتنفيذ أفعالهم المشينة، مستفيدين من جهل الضحية بطبيعة الأفعال الجنسية أو عواقبها.

نوهت المحكمة إلى أن المادة 368 من قانون العقوبات تشدد العقوبة إذا كان المجني عليه دون العاشرة، انطلاقًا من خطورة استغلال براءة الأطفال وحاجتهم إلى حماية مضاعفة، كما لفتت إلى أن الجريمة تقع حتى لو كان الطفل نائمًا أو غير قادر على المقاومة، لأن انعدام الإرادة هنا يُفترض قانونًا.

أكدت المحكمة أن هتك العرض جريمة أخلاقية وقانونية تمس كرامة الإنسان، خاصة عندما تستهدف الأطفال الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، وجاء هذا الحكم ليرسخ مبدأ أن العدالة لن تتهاون في ملاحقة كل من يتعدى على حرمة الجسد أو يستغل نقص الوعي لدى القاصرين.