عمر عبد الفتاح: جناح مصري يخطف الأضواء في تتويج "العميد" الكويتي

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مساء أمس الأحد، لم تكن الأضواء مُسلَّطة فقط على تتويج نادي الكويت بلقب الدوري المحلي للموسم 2024-2025، بل اتجهت الأنظار بقوة نحو الجناح المصري عمر عبد الفتاح، الذي أصبح رمزاً لاستمرارية هيمنة "العميد" على الكرة الكويتية، محققاً مع فريقه اللقب الرابع على التوالي، والعشرين في تاريخ النادي العريق. 

حمل التتويج "الكويت" نكهة خاصة؛ فالقصة ليست مجرد رقم يُضاف إلى السجلات، بل هي حكاية لاعب مصريٍّ حوَّل مسيرته من شبه مجهول في الدوري المصري إلى نجم في سماء الخليج.

 

من بورسعيد إلى الكويت: رحلة "عموري" من التحدي إلى التتويج

قبل ثلاث سنوات، وتحديداً في موسم 2022-2023، قرر عمر عبد الفتاح – المعروف بـ "عموري" – خوض مغامرة احترافية جديدة، مغادراً نادي المصري البورسعيدي إلى نادي الكويت، الذي كان يبحث عن عناصر قادرة على تعزيز هيمنته المحلية.

 لم تكن الرحلة سهلةً للاعب (28 عاماً) الذي بدأ مسيرته في نادي خيطان الكويتي موسم 2016-2017، قبل أن يعود إلى مصر وينتقل بين أندية الإسماعيلي، وطلائع الجيش (إعارة ثم انتقال دائم)، والجونة، وأخيراً المصري.

 رغم مشاركته في 130 مباراة بالدوري المصري، سجل خلالها 4 أهداف وصنع 15 أخرى، إلا أن حظوظه مع البطولات ظلت صفراً، وهو ما دفعه للبحث عن فرصة تُعيد اكتشاف موهبته.

تحقيق ثلاثة ألقاب دوري متتالية

في الكويت، وجد "عموري" ضالته؛ فمنذ انضمامه، أصبح عنصراً لا غنى عنه في تشكيلة الفريق، حيث شارك في تحقيق ثلاثة ألقاب دوري متتالية، مُحققاً حلمه الشخصي بالرفعية الأولى في مسيرته، ومُثبتاً أن انتقاله لم يكن مجرد مغامرة عابرة، بل خطوة مدروسة حوّلته من لاعبٍ عادي إلى أيقونة جماهيرية.

اللقب الـ20.. معركة "العميد" التاريخية وتوقيع "عموري"

لم يكن طريق التتويج مفروشاً بالورود؛ ففي الجولة الخامسة والأخيرة من المرحلة النهائية، واجه نادي الكويت نظيره العربي في مباراةٍ حملت كل عناصر الإثارة. دخل "العميد" المباراة بفارق نقطتين فقط عن الوصيف، مما جعل التعادل كافياً للتتويج، بينما كان الفوز ضرورة قصوى للعربي.

البداية جاءت صادمةً لجماهير الكويت؛ إذ تقدم العربي بهدفٍ مبكر عن طريق كميل الأسود في الدقيقة 8، لكن طرد لاعب العربي علي عزيز في الشوط الثاني قلب الموازين. لم يضيّع "العميد" الفرصة، فاستعاد التوازن عبر محمد دحام (الدقيقة 64)، ثم جاء الهدف الثاني بعد ثلاث دقائق فقط من قدمَي المحترف البحريني محمد مرهون، لتنتهي المباراة بفوزٍ تاريخي (2-1) وتتويجٍ يرفع رصيد النادي إلى 60 نقطة.

برز دور "عموري" كلاعبٍ محوري في خط الوسط؛ حيث أدار دفة الهجمات بذكاء، واستغل المساحات خلف دفاع العربي، خاصةً بعد الطرد، مما منح فريقه السيطرة التكتيكية التي مهدت للانتصار.

الشغب والاحتفال.. مشاهد لا تليق بالمباراة التاريخية 

رغم الفرحة الكبيرة، شابت نهاية المباراة مشاهد مؤسفة تحوّل فيها الملعب إلى "حلبة مصارعة"، بعدما أثار احتفال محمد دحام الاستفزازي أمام جماهير العربي غضب لاعبه حمزة خابة، ليتطور الأمر إلى مشاجرة عنيفة شارك فيها لاعبو الفريقين، واندفعت الجماهير لإلقاء المقذوفات نحو أرض الملعب، وتدخلت أجهزة الأمن لفض الاشتباك، لكن الحادث ألقى بظلاله على الاحتفالات.

عقد من الهيمنة وإمكانية تحقيق ثلاثية تاريخية

مع هذا اللقب، يؤكد نادي الكويت أنه "سيد الكرة الكويتية" دون منازع؛ فقد حصد 8 ألقاب دوري في عشر سنوات، بالإضافة إلى لقب السوبر مطلع 2024 على حساب القادسية. الآن، ينتظر الفريق تحدياً جديداً في نهائي كأس ولي العهد ضد العربي مرة أخرى، حيث يسعى لتحقيق ثلاثية تاريخية تُوّج عقداً ذهبياً للنادي.

ما بعد التتويج: تحديات "عموري" المستقبلية

رغم النجاح، إلا أن الطموح لا يتوقف؛ فـ"عموري" الآن في الثامنة والعشرين، ذروة نضجه الكروي، مما يدفع نحو تساؤلات عن إمكانية انتقاله إلى دوريٍ أقوى، أو حتى عودته إلى مصر بطلاً مُكللاً بالخبرة. لكن يبدو أن الرجل قرر ترك بصمته في الكويت أولاً، حيث الجماهير تُردد اسمه، والهدافون ينتظرون كراته المُحلقة من الجناح.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق