في تطور مفاجئ على صعيد الأزمة الإنسانية والسياسية المستمرة في قطاع غزة، أعلنت قناة "القاهرة الإخبارية" أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قررت الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المحتجز لديها، عيدان ألكسندر، والذي يحمل الجنسية الأمريكية، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول دلالاتها وتوقيتها.

الأفراج عن المحتجزين

وبحسب ما نقلته القناة، فإن القرار يأتي بعد شهور من احتجاز ألكسندر في القطاع، وسط تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية للإفراج عن المحتجزين، وفي ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على غزة منذ أكتوبر الماضي. ويُعد ألكسندر من الجنود ذوي الجنسية المزدوجة الذين أُسروا خلال المواجهات العسكرية داخل حدود القطاع.

وتسود التكهنات في الأوساط السياسية والإعلامية حول ما إذا كانت هذه الخطوة تمهيدًا لتفاهمات أوسع تتعلق بصفقة تبادل أسرى محتملة، أو محاولة من "حماس" لإرسال رسائل سياسية متعددة الأطراف، خاصة للولايات المتحدة التي تراقب عن كثب ملف الرهائن، في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ورجّحت مصادر مطلعة أن يكون الإفراج عن الجندي الأمريكي بمثابة بادرة "حسن نية" تهدف إلى كسر الجمود الذي يحيط بالمفاوضات المتوقفة بين حماس وإسرائيل، كما تسعى الحركة من خلال هذه الخطوة إلى جذب اهتمام الإدارة الأمريكية – الحالية أو المقبلة – لإعادة إحياء الجهود الهادفة إلى وقف إطلاق النار، وفتح باب التفاوض بشأن الملفات الإنسانية العالقة، وعلى رأسها ملف الأسرى وإعادة الإعمار.

ويشير مراقبون إلى أن حماس قد تكون تسعى أيضًا لاستثمار هذا التطور سياسياً في علاقتها مع القوى الدولية، وتقديم نفسها كطرف قادر على اتخاذ قرارات استراتيجية في ظروف بالغة التعقيد، وهو ما قد يُكسبها نقاطًا على الساحة الدبلوماسية.

الحكومة الإسرائيلية

ومن جانبه، لم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن الإفراج عن عيدان ألكسندر، في حين تتواصل التحركات الدولية لتثبيت تهدئة طويلة الأمد في القطاع، وسط حالة من الترقب بشأن مآلات هذا الإفراج على المشهد العام.