غزة تواجه مجاعة كارثية والخبراء يحذرون من الأسوأ

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعيش حوالي نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة ظروف جوع كارثية، مع تحذيرات من خبراء الأمن الغذائي بأن الوضع قد يتفاقم، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" بتاريخ 13 مايو 2025. 

يعتمد سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية بسبب تدمير القدرات الإنتاجية الغذائية المحلية خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 19 شهرًا. 

وتشير بيانات تصنيف الأمن الغذائي المتكامل إلى أن 477،000 شخص، أي 22% من السكان، يواجهون مستويات كارثية من الجوع، بينما يعاني مليون آخر من مستويات طارئة، مع وجود مخاطر عالية لاندلاع مجاعة صريحة إذا لم يتغير الوضع.

فرضت إسرائيل حظرًا شاملًا على دخول الغذاء والمأوى والأدوية إلى غزة منذ عشرة أسابيع، مصحوبًا بغارات جوية وعمليات برية، مما أدى إلى اختفاء العديد من المواد الغذائية من الأسواق وارتفاع أسعار ما تبقى إلى مستويات لا يستطيع معظم السكان تحملها. أصبحت الأراضي الزراعية مدمرة أو غير قابلة للوصول، وتوقف توزيع المياه بسبب نقص الوقود.

 المطابخ الجماعية، التي تقدم وجبات مطبوخة، هي المصدر الوحيد تقريبًا للغذاء لمعظم السكان، لكنها تواجه خطر الإغلاق بسبب نفاد المخزون. 

يتجمع آلاف الفلسطينيين يوميًا أمام هذه المطابخ، يحملون أوانيهم للحصول على كميات قليلة من العدس أو المعكرونة، وغالبًا ما يعودون خالي الوفاض بعد ساعات من الانتظار.

يروي أحمد محسن، عامل بناء يبلغ من العمر 30 عامًا، كيف يقضي ساعات في الطابور للحصول على قدر من الأرز العادي، مضيفًا أنه لم يتذوق اللحم أو البيض أو حتى تفاحة منذ أشهر. 

أما أحمد النمس، بقال يبلغ 32 عامًا، فيعيش على علب طعام عرضية ومخزون من الطحين والعدس والفاصوليا، ويطهو على نار مشتعلة بأحذية ممزقة بسبب نقص الوقود، قائلًا إنهم يتناولون الطعام مرة واحدة يوميًا ويشعر بالعجز عندما يرى إخوته جائعين. 

تضاعف عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ويطلبون العلاج في العيادات منذ فبراير، مع نفاد إمدادات العلاج بسرعة، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني.

دعا توم فليتشر، رئيس مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى رفع الحصار، معربًا عن أسفه لعجز المجتمع الدولي عن منع هذا الظلم. 

وأشار محمود الصقا، منسق الأمن الغذائي في أوكسفام، إلى أن الصمت إزاء هذا التجويع من صنع الإنسان هو تواطؤ، داعيًا الحكومات إلى الضغط على إسرائيل للسماح بوصول المساعدات. 

في المقابل، رفضت إسرائيل نتائج تصنيف الأمن الغذائي المتكامل، مدعية أن توقعات سابقة لم تكن دقيقة وأن كميات المساعدات التي دخلت غزة خلال هدنة سابقة لم تُحسب بدقة، مؤكدة أن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن.

تشير معايير تصنيف الأمن الغذائي المتكامل إلى أن إعلان المجاعة يتطلب تحقق اثنين من ثلاثة شروط: نقص حاد في الغذاء لدى 20% من الأسر، أو سوء تغذية حاد لدى 30% من الأطفال دون سن الخامسة، أو وفاة شخصين أو أربعة أطفال يوميًا لكل 10،000 نسمة بسبب الجوع. في غزة، تم تحقيق الشرط الأول، لكن البيانات حتى 6 مايو 2025 لم تؤكد تحقق الشرطين الآخرين. 

مع استمرار الحصار والعمليات العسكرية، يواجه سكان غزة خطر مجاعة وشيكة، مما يتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لرفع الحصار واستعادة تدفق المساعدات لتجنب كارثة إنسانية غير مسبوقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق