بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة رسمية إلى منطقة الخليج اليوم، مما يمثل أول رحلة خارجية له في ولايته الثانية. هذه الزيارة لفتت أنظار الصحف العالمية، حيث تناولت عدة مقالات رأي جوانبها السياسية والاقتصادية. على سبيل المثال، اكتسبت الزيارة إلى السعودية اهتمامًا خاصًا، إذ يركز كثيرون على التغييرات الداخلية في المملكة وانعكاساتها على العلاقات الأمريكية. في هذا السياق، يبرز تحليل لكيفية نظر السعوديين إلى ترامب كشخصية عملية تهتم بالمصالح الاقتصادية أكثر من الأخلاقيات، مما يعكس تحولات اجتماعية واضحة مثل تمكين المرأة واستثمار الطاقة المتجددة. هذه الزيارة تذكر بأول زيارة لترامب في 2017، حين أصبح محمد بن سلمان ولي العهد، وأخذت رؤية 2030 تشكل مستقبل البلاد.
زيارة ترامب إلى الخليج
في مقاله بصحيفة النيويورك تايمز، يشدد السفير الأمريكي السابق مايكل راتني على أن السعودية قد شهدت تحويلات كبيرة منذ زيارة ترامب الأولى. يرى راتني أن السعوديين يقدِّرون في ترامب موقفه الواقعي، حيث يركز على التعاملات التجارية بدلاً من دراسات حقوق الإنسان. على سبيل المثال، أبرز الكاتب الخطوات التقدمية مثل إلغاء قوانين الوصاية على المرأة، وتحويل الاستثمارات نحو الطاقة المتجددة لتقليص الاعتماد على النفط. وفق راتني، يعكس ذلك شعورًا عامًا بالثقة والطموح في السعودية، على الرغم من وجود مشكلات مثل تطبيق عقوبة الإعدام أو قضايا الحدود مع المهاجرين. يعتقد أن نجاح السعودية يتوافق مباشرة مع المصالح الأمريكية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن، مما يجعل الزيارة خطوة استراتيجية.
جولة الرئيس الأمريكي
مع ذلك، تكشف هذه الجولة تعقيدات في العلاقات الإقليمية، كما أشار مقال في صحيفة بوليتيكو. يحلل الكاتب جامي ديتمر كيف أن زيارة ترامب إلى الخليج قد تعرض الخلافات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. على الرغم من أن عودة ترامب منح نتنياهو مساحة أكبر في غزة، إلا أن قادة الخليج قد يطالبون بإنهاء الصراع هناك كنقطة أساسية في أي صفقات تجارية. ديتمر يشير إلى أن ترامب يركز على جذب الاستثمارات من صناديق السيادية السعودية وغيرها، مما يعزز اقتصاد الولايات المتحدة، لكن هذا يثير مسألة مفاوضات الدولتين للسلام، التي ترفضها حكومة نتنياهو. كما أن دول الخليج تؤكد على ضرورة اتفاق نووي مع إيران للاستقرار الإقليمي، خاصة بعد تحولات مثل سقوط نظام الأسد في سوريا. هذا الوضع يضيف ضغوطًا على نتنياهو، الذي يعاني من عدم التوافق مع سياسات ترامب، بما في ذلك اتفاقات مع الحوثيين الذي فاجأ إسرائيل.
في الختام، يمتد تأثير زيارة ترامب إلى مناطق أخرى، كما يظهر في تقرير لصحيفة التايمز البريطانية. التقرير يناقش محاولات الرئيس السوري أحمد الشرع لجذب ترامب من خلال عرض صفقات على غرار تلك الأوكرانية، مثل استغلال الموارد الطبيعية مقابل تخفيف العقوبات. الشرع اقترح حتى بناء “برج ترامب” في دمشق كجزء من اتفاق محتمل، مع دعم من وسطاء في السعودية وتركيا. ومع أن البيت الأبيض نفى لقاءً رسميًا، فإن هذا يعكس اهتمامًا بإمكانية دمج سوريا في اتفاقيات مثل اتفاقات أبراهام، لإبعادها عن نفوذ إيران. هذه التطورات تشير إلى أن زيارة ترامب لن تكون مجرد رحلة دبلوماسية، بل فرصة لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية، مع تركيز على الاستثمارات والسلام. في النهاية، تتجاوز هذه الجولة الخليجية الاهتمامات الاقتصادية لتشمل التحديات السياسية، مما يجعلها حدثًا حاسمًا في سياسة الشرق الأوسط.
0 تعليق