عاجل: واجه حملات الأكاذيب بالحقائق بدلاً من القمع والحجب – أخبار محلية

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في عصرنا الرقمي، حيث تتدفق المعلومات عبر الحدود دون حواجز، يواجه المجتمعات تحديات كبيرة في التعامل مع الخطاب المسيء الذي يستهدف الدولة، سواء أتى من مصادر داخلية أو خارجية. من الضروري أن يعتمد الرد على مثل هذه الحملات على أسس مهنية وشفافة، بعيداً عن الإجراءات الإدارية السريعة التي قد تكون مؤقتة وغير فعالة طويل الأمد.

الرد على حملات الأكاذيب بالحقائق لا بالزجر والحجب

يؤكد الخبراء على أن الإعلام الوطني المستقل يمثل الدرع الأقوى للدفاع عن مصالح الدولة، حيث يعكس قيمها ويصيغ روايتها بناءً على الحجج الدقيقة والمعلومات الموثوقة، بدلاً من اللجوء إلى الإجراءات القسرية مثل حجب المواقع أو تقييد المحتوى. هذه الإجراءات، على الرغم من أنها قد تبدو حلاً سريعاً، إلا أنها في الواقع تعيق تدفق الحقيقة وتجعل الدولة عرضة للانتقادات الدولية بشأن حرية التعبير. الاعتماد على إعلام قوي ومستقل يحترم ذكاء المواطنين ويكسب ثقتهم هو النهج الأمثل، فهو يتيح الرد على الإشاعات والأكاذيب بأدلة واضحة، مما يعزز مناعة المجتمع ضد الحملات الضارة.

مواجهة الإشاعات بالحقيقة والاستقلالية

في هذا السياق، يبرز دور الإعلام كأداة للتواصل الفعال، حيث يجب أن يكون مبادراً للشرح والتوضيح، مدعوماً بأدوات مهنية وقدرات أكاديمية، كما كان الحال في تجارب مضيئة مثل صحيفة “الرأي” في أيامها الذهبية. آنذاك، كان الإعلام يدار بأيدي متخصصين يفهمون مخاطر العصر ويستخدمون لغة تحافظ على كرامة الدولة وتحترم وعي الجمهور. اليوم، نحتاج إلى استعادة هذا النموذج، حيث يصبح الإعلام مؤسسة وطنية تؤمن بأن النقد البناء جزء أساسي من قوة الدولة، وليس عائقاً. بدلاً من بناء جدران إضافية من خلال الحجب أو الرقابة، يجب أن نفتح نوافذ للحقيقة، حتى لو كانت مؤلمة أحياناً، لأن عصر الرقمنة أنهى أي احتكار للمعلومة.

من جانب آخر، يمكن أن تؤدي الإجراءات التقييدية، مثل تلك التي اتخذت مؤخراً من قبل هيئات إعلامية، إلى تقوية الخصوم عبر منحها ذرائع لمهاجمة الدولة في مجال الحريات. لذا، يجب أن تكون الهيئات الإعلامية مستقلة تماماً، غير خاضعة لتعليمات سياسية فوقية، لتتحول إلى صوت وطني يدافع عن الحقيقة ويفند الإشاعات باحترافية. في النهاية، الاعتماد على الحقائق والمنهجية الرصينة يجعل الجمهور أكثر اندماجاً وثقة، مما يساعد في بناء مجتمع مقاوم للتحديات الخارجية. بهذا النهج، يمكن للدولة أن تكسب معركة الرواية العالمية، حيث تصبح القوة الحقيقية في الرد على الأكاذيب ليس بالقمع، بل بالحقيقة الساطعة التي تتجاوز الحدود.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق