تعد منصة تيك توك من أبرز التطبيقات الاجتماعية التي تهتم بصحة مستخدميها، خاصة المراهقين، من خلال إدخال ميزات تساعد في تنظيم وقت الاستخدام. في خطوة جديدة، أعلنت المنصة عن إطلاق ميزة تقوم بمقاطعة منشورات المستخدمين دون سن الثامنة عشرة بعد الساعة العاشرة مساءً، مع تركيز على جلسات التأمل المهدئة. هذه الميزة تستهدف تعزيز الراحة النفسية للمراهقين، حيث كانت المنصة قد اختبرت سابقًا إشعارات الاسترخاء التي تشجع على أخذ استراحة، لكن النسخة الجديدة تجعل هذه الإشعارات أكثر تفاعلية بإضافة جلسات تأمل افتراضية تلقائية.
تيك توك وميزة مقاطعة المنشورات للمراهقين
في البداية، كان تطبيق تيك توك يقدم تجربة هادئة من خلال تشغيل موسيقى مهدئة لتذكير المستخدمين، خاصة أولئك دون سن السادسة عشرة، بأهمية الاستراحة من الشاشات مساءً. الآن، تتطور هذه الميزة لتشمل جلسات تأمل موجهة، مما يجعلها متاحة لجميع المراهقين تلقائيًا بعد الساعة العاشرة. وفقًا لتقارير المنصة، أدت تجربة هذه الميزة إلى نتائج إيجابية، حيث أكدت أن 98% من المستخدمين دون سن السادسة عشرة استمروا في تفعيلها بعد استخدامها لأول مرة. يمكن للمراهقين تجاهل الإشعار الأولي، لكن التطبيق يعرض لاحقًا تنبيهًا كامل الشاشة يشجع على الالتزام بالراحة، مما يجعل تجاهله أمرًا صعبًا.
بالإضافة إلى ذلك، لم تقتصر هذه التحديثات على المراهقين، إذ باتت الخيارات متاحة للبالغين الذين يقومون بتفعيل خاصية “ساعات النوم” من قسم إعدادات وقت الشاشة. هذا التحسين يعكس جهود تيك توك في معالجة مخاوف الأمان والصحة الرقمية، خاصة في ظل الضغوط الخارجية مثل الموعد النهائي في 19 يونيو لسحب عملياتها من الولايات المتحدة أو مواجهة حظر محتمل. رغم ذلك، تستمر المنصة في تعزيز أدوات الرقابة الأبوية، مثل ميزة “التوقف عن العمل” التي تسمح للآباء بتحديد أوقات معينة لمنع الأطفال من الوصول إلى التطبيق.
منصة تيك توك وتطوير ميزات الأمان
مع تطور التقنية، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مسؤولة عن حماية مستخدميها، خاصة الشباب، من مخاطر الإدمان الرقمي. تتيح ميزة التأمل في تيك توك خيارات متعددة، حيث يمكن للمستخدمين اختيار جلسات قصيرة أو طويلة للاسترخاء، مما يساعد في تحسين النوم وتقليل التوتر. هذه الخطوة ليست مجرد تحديث فني، بل إنها جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز الوعي بالصحة النفسية بين المراهقين. على سبيل المثال، خلال فترة الاختبار، لاحظت المنصة زيادة في معدلات الالتزام بالجدول الزمني، حيث أدى الإشعار بالتأمل إلى تقليل وقت الشاشة بشكل كبير.
في السياق ذاته، أطلقت تيك توك في مارس أداة “التوقف عن العمل”، والتي تمكن الآباء من فرض قيود زمنية على استخدام التطبيق، مما يمنح الأسر سيطرة أكبر على عادات الأطفال الرقمية. هذه الميزات تعكس التزام المنصة بمواكبة التغييرات التنظيمية العالمية، حيث تواجه الشركات التقنية ضغوطًا لتحسين الخصوصية والأمان. بالنسبة للمستخدمين، يمثل هذا التحديث فرصة لتعلم إدارة الوقت بشكل أفضل، مع الاستفادة من جلسات التأمل لتعزيز الرفاهية العامة. في النهاية، يبدو أن تيك توك تسعى للتوفيق بين الترفيه والصحة، مما يجعلها خيارًا أكثر أمانًا للجميع.
تكمن أهمية هذه الميزات في قدرتها على مواجهة التحديات الحديثة، مثل زيادة الشاشات في حياة الشباب، حيث أظهرت دراسات عديدة أن استخدام التطبيقات لساعات متأخرة من اليل يؤثر سلبًا على الجسم والعقل. لذلك، من خلال دمج التأمل مع الإشعارات، تقدم تيك توك حلولًا عملية تساعد في بناء عادات إيجابية. ومع ذلك، يظل من المهم للمستخدمين استكشاف هذه الخيارات وتفعيلها، لضمان تجربة رقمية متوازنة. في ظل المنافسة الشديدة بين منصات التواصل، تبرز تيك توك كمبدعة في مجال الأمان الرقمي، مما يعزز موقعها في سوق التطبيقات العالمية.
0 تعليق