في مشهد يعكس طموحات مصر الطاقوية، ووسط زخم استثماري متنامٍ في منطقة الشرق الأوسط، فتحت القاهرة الباب واسعًا أمام الشركات العالمية والمحلية لخوض سباق محموم نحو ثرواتها الهيدروكربونية الكامنة، عبر طرح 13 فرصة جديدة للتنقيب عن النفط والغاز، تشمل اكتشافات غير مطورة ومناطق استكشافية واعدة.
سباق استثماري جديد على ثروات النفط والغاز
في ورشة عمل نظّمتها بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج (EUG) خلال شهر مايو، استعرضت وزارة البترول والثروة المعدنية تفاصيل هذه الفرص التي تمثل جزءًا من رؤية مصر الطموحة لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
وتستند الوزارة في تحركاتها إلى محور رئيسي يتمثل في توسيع نطاق الاستكشاف وجذب رؤوس أموال جديدة تدعم الإنتاج المحلي وتقلّل الاعتماد على الاستيراد.
تضمنت الورشة، التي حظيت بحضور ممثلي أكثر من 20 شركة عالمية مثل "إيني"، "شل"، "بي بي"، "لوك أويل"، و"آباتشي"، إلى جانب شركات مصرية رائدة مثل "النيل للطاقة" و"فاروس"، استعراضًا شاملًا لمزايدة مطروحة تضم سبع اكتشافات غازية غير مستغلة في البحر المتوسط، تُعرض لأول مرة، إلى جانب ثلاث مناطق جديدة في كل من الصحراء الغربية وخليج السويس.
يشهد سوق الطاقة العالمي تقلبات حادة وزيادة في الطلب على الغاز الطبيعي
وما يميز هذه الاكتشافات أنها طُرحت بنظام "المجموعات – Clusters"، وهو نموذج جديد يهدف إلى دمج الاكتشافات المتقاربة جغرافيًا ضمن حزمة واحدة لرفع كفاءة الإنتاج وتعظيم العوائد الاقتصادية، في وقت يشهد فيه سوق الطاقة العالمي تقلبات حادة وزيادة في الطلب على الغاز الطبيعي.
وقد تضمن العرض الفني اكتشافات بحرية في مناطق "أتين"، و"ميريت"، و"رحمات"، بالإضافة إلى "نوتس"، و"سلامات"، و"ساتيس"، و"سالمون"، وهي أسماء بدأت تتردد بقوة في أروقة شركات الطاقة العالمية كمواقع محتملة لفرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية مرتفعة.
أما في البر، فقد طُرحت 6 مناطق استكشافية أخرى، منها "شمال شرق بئر النص" و"جنوب الفيوم" و"وادي صنور" في الصحراء الغربية، و"شرق جيسوم" و"شرق جبل الزيت" و"شرق شدوان" في خليج السويس، وتتمتع هذه المواقع بميزات جيولوجية واعدة وخبرات استكشافية سابقة تعزز جاذبيتها للاستثمار.
فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية مرتفعة
وخلال الورشة، تم تقديم عروض تفصيلية حول الشروط الفنية والتجارية، وتوضيح آليات التقديم والاطلاع على البيانات عبر الموقع الإلكتروني للبوابة، ما يعزز الشفافية ويسهّل عملية اتخاذ القرار الاستثماري.
تأتي هذه الخطوة بعد أن كانت الوزارة قد طرحت 61 فرصة استكشافية في أغسطس 2024 ضمن الخريطة الاستثمارية، أُغلِق باب التقديم على 15 منها بالفعل، على أن تُعلَن نتائجها خلال الفترة المقبلة.
بهذا الطرح الجديد، تؤكد مصر عزمها على استثمار كل إمكاناتها الجيولوجية والتكنولوجية لتكون وجهة جاذبة لرؤوس الأموال في قطاع الطاقة، عبر بيئة استثمارية محفزة وشراكات عالمية تمتد من أعماق البحر المتوسط إلى صحرائها الغربية وخليجها الساحر.
0 تعليق