من ”ريا وسكينة” إلى ”سفاح المعمورة”.. جرائم بشعة تعيد شبح القتل إلى شوارع الإسكندرية

الصباح العربي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عادت الإسكندرية، المدينة الساحلية التي طالما ارتبطت في الذاكرة المصرية بالهدوء والجمال، لتتصدر عناوين الصحف من جديد، ولكن هذه المرة بسبب موجة من الجرائم المروعة التي هزت أركانها، جرائم دفنت ضحاياها تحت البلاط، وأخرى كشفت أسرارها بعد سنوات طويلة، لتعيد إلى الأذهان قصة "ريا وسكينة" التي لا تزال تُروى رغم مرور أكثر من قرن.

شهدت المدينة خلال العامين الماضيين ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الجرائم ذات الطابع البشع، من بينها جريمة “سفاح المعمورة”، الذي لم يكتف بقتل ضحاياه، بل دفنهم داخل شقته الخاصة بعد لفّهم بأكياس بلاستيكية ومواد لاصقة، دون أن تثير جريمته شكوك الجيران أو حتى أقرب المقربين.

القضية التي شغلت الرأي العام بدأت عندما عُثر على جثمان سيدة داخل صندوق مغلق بإحدى الشقق، قبل أن تكشف التحقيقات عن وجود جثتين إضافيتين دفنتا في المكان نفسه، المشتبه به، محامٍ في الثلاثينيات من عمره، اتخذ من عمله غطاءً لاستدراج الضحايا وإخفاء آثار جرائمه، حتى أصبح يُعرف إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة".

لكن “سفاح المعمورة” لم يكن الجاني الوحيد الذي صدم سكان المدينة. فقد ظهرت مؤخرًا جريمة أخرى وقعت قبل 8 سنوات، وظلت مدفونة تحت الأرض حرفيًا، فتاة عشرينية قررت أخيرًا كسر حاجز الصمت، وتقدمت ببلاغ ضد والدتها وأخويها تتهمهم فيه بقتل والدها ودفنه تحت بلاط المنزل، بعد خلاف عائلي تحول إلى جريمة قتل بشعة.

الفتاة، التي كانت شاهدة على ما حدث، كشفت أن والدتها قامت بطعن الزوج بمساعدة أبنائها، ثم دفنوا الجثة في أرضية الشقة، وأعادوا تركيب السيراميك لإخفاء أي أثر للجريمة، الجهات الأمنية انتقلت فورًا إلى موقع البلاغ، وبالفعل تم استخراج بقايا عظام يُعتقد أنها تعود للمجني عليه، وجارٍ فحصها بمعرفة الطب الشرعي.

قضية أخرى لا تقل رعبًا، تمثلت في "سفاح التجمع الإسكندراني" الذي استدرج ثلاث فتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقتلهن بدم بارد وترك جثثهن في الصحراء، والمتهم اعترف لاحقًا بجرائمه وبررها بدوافع شخصية مرتبطة بطليقته، رغم بشاعة الفعل وتخطيطه المسبق.

الإسكندرية التي عاشت في الماضي على صدى جرائم “ريا وسكينة”، تبدو اليوم وكأنها تعيد كتابة فصل جديد في سجل القتل الغامض والجرائم المركبة، ما يثير تساؤلات كثيرة حول العوامل النفسية والاجتماعية التي تقود الأفراد إلى ارتكاب هذا النوع من الجرائم.

ومع تصاعد هذه الحوادث، أصبح الملف الأمني في الإسكندرية محل متابعة مكثفة من الرأي العام، وسط مطالب بتشديد الرقابة وتكثيف التوعية، خاصة في ظل تطور أساليب الجريمة وتوظيف التكنولوجيا في استدراج الضحايا.

هل يمكن أن تعود الإسكندرية يومًا إلى سابق عهدها كمدينة للسلام والجمال؟ أم أن شبح القتل سيظل يخيم على أزقتها في انتظار فصل جديد من الجرائم المدفونة تحت الأرض؟

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق