تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى إجراء تغييرات هامة على الليرة السورية العملة الوطنية، من خلال استبدالها بأخرى جديدة، وإزالة الصور المرتبطة بعائلة الأسد، هذه الخطوة تأتي في سياق محاولات متعددة لتحسين الوضع الاقتصادي الحرج الذي تعاني منه البلاد، ومن ثم ستقوم سوريا بالتخطيط لطباعة عملة جديدة في كل من الإمارات العربية المتحدة وألمانيا، بدلاً من الطباعة في روسيا، التي كانت داعم قوي لنظام الأسد،  وكان من شأنها مهمة طباعة العملة السورية خلال أكثر من عقد من الحرب الأهلية بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات أدت إلى إنهاء عقد مع شركة أوروبية.

 ويأتي اختيار كل من الإمارات وألمانيا لطباعة الليرة السورية الجديدة في سياق  تحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية ، والانفتاح على أسواق جديدة وضرورة دعم العملة بإشراف جهات مستقلة، وبناء استراتيجيات جديدة  من خلال حلفاء جدد لسوريا بدلا من الدب الروسي الذي كان يرعى النظام السابق.

وستتضمن العملة الجديدة إزالة صورة الرئيس السابق بشار الأسد من الليرة السورية، وهو الأمر الذي يراه الكثيرون خطوة نحو تغيير العلامات المرتبطة بالنظام السابق والأحداث التاريخية المؤلمة في البلاد.
وذكرت تقارير أن تصميم العملة الجديدة يركز على الرموز الوطنية والثقافية السورية بدلاً من الصور السياسية، مما يعكس رغبة في إعادة بناء الهوية الوطنية.

الأسباب وراء الاستبدال

 يتوقع اقتصاديون أن إجراء تغيير شكل الليرة السورية يأتي استجابة لاستياء شعبي كبير تجاه رمز النظام الذي كان  مرتبط بحكم الأسد، حيث وجود صور الأسد على العملة مكّنها من أن تكون تذكيراً دائماً بالنظام السابق، مما أدى إلى دعوات لتجديد العملة كجزء من أي عملية إصلاح اقتصادية.

التأثير الاقتصادي

ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تسهم عملية استبدال العملة في تحفيز الاقتصاد عن طريق تعزيز الثقة بين المواطنين وفي الأسواق المالية.

 و يُنظر أيضاً إلى ذلك كخطوة لإعادة ضبط القيم الاقتصادية، وهو ما قد يسهل عملية التحويل من الليرة القديمة إلى الجديدة.

كما أشار الخبراء  أنه من المستبعد أن تُنفذ أي خطة لاستبدال العملة دون توفر ظروف سياسية مستقرة، إذ تعتبر الخطوة معقدة وتتطلب توافقاً بين الأطراف السياسية.

وتطبق هذه الخطوات في ظل أزمة اقتصادية خانقة، مما قد يتعامل مع مقاومة من قبل الشعب في ظل التحديات المالية القائمة.