«بمناسبة عيد القيامة».. بوتين يعلن عن هدنة مؤقتة في أوكرانيا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة مؤقتة، اليوم السبت، بمناسبة عيد القيامة، مشيرًا إلى إن القوات الروسية ستوقف العمليات القتالية من الساعة السادسة مساءً بتوقيت موسكو يوم السبت حتى منتصف ليل الأحد.

بوتين يعلن عن هدنة مؤقتة في أوكرانيا

وقال بوتين أنه: " أمر بوقف مؤقت للقتال لاعتبارات إنسانية"، لافتاً إلى إنه يتوقع أن تحذو أوكرانيا حذوه، وأضاف أن هذا سيكون اختبارًا لمدى اهتمام "النظام" في كييف بالسلام.

105.jpg
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 

وأدلى بوتين بتصريحاته خلال اجتماع مع القائد العام للقوات المسلحة الروسية، فاليري جيراسيموف، بُثّ على التلفزيون الرسمي. وقد أبدى الأوكرانيون تشككهم في صحة هذا الإعلان، مشيرين إلى أن الإعلان تزامن مع إطلاق إنذار بغارة جوية في منطقة كييف.

وانتهكت روسيا وقف إطلاق النار عدة مرات منذ غزوها لشرق أوكرانيا. وعلى عكس كييف، رفضت روسيا تطبيق وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا الذي اقترحته إدارة ترامب قبل أكثر من شهر.

وفي حديثه يوم السبت، صرّح بوتين بأن كييف انتهكت "مئة مرة" اتفاقيةً تقضي بالامتناع عن مهاجمة البنية التحتية الروسية للطاقة. وأمر جيراسيموف بإعداد "رد فوري" في حال تكرار ذلك.

وكتب أنطون جيراشينكو، المدون والمستشار السابق لوزارة الداخلية الأوكرانية، على وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد أعلنت روسيا بالفعل عن مثل هذه الهدنة وانتهكتها من قبل".

ترامب يدرس الاعتراف بشبه جزيرة القرم

وجاء ذلك وسط تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تدرس الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية كجزء من محاولتها للتوسط في اتفاق سلام بين الجانبين.

وفقًا لمصادر نقلتها بلومبرج ، قد تكون الولايات المتحدة مستعدة لمنح بوتين نصرًا استراتيجيًا وقبول السيطرة الروسية على شبه الجزيرة. وفي عام 2014، سيطرت القوات الخاصة الروسية على شبه جزيرة القرم، التي ضمها بوتين بعد استفتاء صوري.

ويعد الاعتراف الدبلوماسي الأمريكي ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والإجماع الذي ساد بعد عام 1945، والذي ينص على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة. وقد رفضت معظم الدول، الاعتراف بالاستيلاء الروسي غير القانوني.

ومن المرجح أن يُثير التنازل المُحتمل لموسكو من البيت الأبيض انتقاداتٍ من حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين السابقين، ورد فعلٍ غاضبٍ في أوكرانيا. ويأتي ذلك في الوقت الذي صرّح فيه دونالد ترامب يوم الجمعة بأنّ الولايات المتحدة قد "تمضي قدمًا" إذا لم يتمّ التوصل إلى اتفاق سلام.

ومن المقرر أن تستمر محادثات التسوية هذا الأسبوع في لندن. وتشير التسريبات إلى أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق يرضي الكرملين، ويسمح لروسيا بالاحتفاظ بالمناطق المحتلة في جنوب وشرق أوكرانيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم.

واشنطن تدرس رفع العقوبات عن روسيا 

كما تدرس رفع العقوبات عن موسكو، وفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك بوست، كما زاد ترامب الضغط على أوكرانيا، وقطع المساعدات العسكرية عنها، مطالبًا إياها بحصة من ثرواتها المعدنية.

ويبدو أن تكتيك روسيا يتمثل في إعادة تأكيد مطالبها، مع تصعيد هجومها على أرض المعركة. في محادثاته مع المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، أصرّ بوتين على إقالة زيلينسكي، ونزع سلاح أوكرانيا، ووضعها كدولة "محايدة" غير تابعة لحلف الناتو.

ويبدو أن أوكرانيا مستعدة لقبول تجميد الصراع على طول خط المواجهة الحالي الممتد على طول ألف كيلومتر (620 ميلاً). إلا أن زيلينسكي رفض رفضاً قاطعاً تصريح ويتكوف الأخير بضرورة منح شبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات أوكرانية أخرى لروسيا بشكل دائم.

قال زيلينسكي الأسبوع الماضي: "لا أرى أي تفويض له [ويتكوف] للحديث عن الأراضي الأوكرانية. هذه الأراضي ملكٌ لشعبنا وأمتنا وللأجيال الأوكرانية القادمة".

وصرح مسؤولون أمريكيون لوكالة بلومبرج بأن أي اتفاق سلام لن ينجح إلا إذا أوقف الروس القتال. وأفاد أحدهم بأن "المفاوضات ستفشل إذا لم يوافق الكرملين على وقف الأعمال العدائية. إن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا جزء لا يتجزأ من أي اتفاق".

روسيا تصعد من هجماتها على أوكرانيا

وقبل "هدنة عيد القيامة" يوم السبت، صعّدت روسيا هجماتها على المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية. وقُتل شخصان يوم الجمعة عندما أطلقت روسيا ثلاثة صواريخ باليستية على حي سكني في خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا. وجاء هذا الهجوم عقب غارة جوية مدمرة على مدينة سومي، أسفرت عن مقتل 35 شخصًا، بينهم طفلان.

وسيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم لأكثر من أحد عشر عامًا، محوّلةً إياها من منتجع سياحي إلى مركز عسكري رئيسي. واستُخدمت كنقطة انطلاق لغزو بوتين الشامل عام 2022. واستولت أرتال مدرعة على أجزاء واسعة من مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا، بالإضافة إلى مدينة ماريوبول.

وتستهدف أوكرانيا بانتظام قواعد عسكرية وبحرية روسية في شبه جزيرة القرم. وقصفت مقر أسطول البحر الأسود الروسي في ميناء سيفاستوبول، مستخدمةً صواريخ ستورم شادو البريطانية. كما استهدفت الجسر الذي يربط شبه الجزيرة بروسيا بطائرات مسيرة وسيارة مفخخة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق