قائد الجيش الباكستاني يحذر ترامب من تصاعد نشاط الحركات الانفصالية والجهادية

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعرب المشير سيد عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، عن قلقه العميق من الفراغ الأمني الذي قد ينشأ في حالة انهيار النظام في إيران، محذرًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن "المسلحين الجهاديين سيزدادون قوة إذا ما تزعزع استقرار إيران".

وجاء هذا التحذير خلال لقاء دبلوماسي رفيع المستوى في البيت الأبيض، حيث ناقش الطرفان التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، والذي تفاقم بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، وفقًا لصحيفة "فاينانشيال إكسبرس".

وأشار منير إلى أن أي اضطراب في إيران قد يؤدي إلى تعزيز نفوذ الجماعات الانفصالية والجهادية على الحدود الباكستانية-الإيرانية، مما يهدد الأمن الإقليمي.

 وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي وصفت منير بأنه "الرجل الأقوى في باكستان"، فإن هذا اللقاء يعكس الدور المحوري للجيش الباكستاني في تشكيل السياسات الإقليمية. 

كما أكدت مصادر باكستانية، مثل موقع "آسيان نيوز إنترناشيونال"، أن منير يركز على حماية الأمن القومي من التهديدات الخارجية والداخلية.

526.jpg

وتمتد الحدود بين باكستان وإيران على مسافة تسعمائة كيلومتر، وهي منطقة تعاني منذ عقود من النشاطات المسلحة لجماعات جهادية وانفصالية، مثل جماعة "جيش العدل" الإيرانية، التي تنتمي إلى مجتمعات البلوش والسنة. حذر منير من أن انهيار السلطة في إيران قد يتيح لهذه الجماعات فرصة لتوسيع عملياتها، خاصة بعد دعوة "جيش العدل" في ١٣ يونيو ٢٠٢٥ إلى "الانضمام إلى صفوف المقاومة"، مما يعكس استغلالها للأزمة الحالية. 

كما أعربت السلطات الباكستانية عن قلقها من تصاعد هجمات الانفصاليين البلوش داخل باكستان، حيث يتخذ بعضهم من إيران قاعدة لعملياتهم. 

ونقلت رويترز عن مسؤولين باكستانيين قولهم إن إسلام آباد تعتمد على التعاون الأمني مع طهران لضبط الحدود ومنع تهريب الأسلحة والمسلحين، مما يجعل استقرار إيران جزءًا لا يتجزأ من الأمن الباكستاني. 

وأضافت مصادر باكستانية أن أي اضطراب أمني في إيران قد يؤدي إلى تصاعد التهديدات عبر الحدود، مما يزيد من التوترات في إقليم بلوشستان.

 

وخلال اللقاء، شدد منير على خطورة الوضع الإقليمي، حيث ينظر إلى إسرائيل كقوة نووية تُقوم بعملياتها العسكرية دون رادع، مؤكدًا أن الصراع يهدد بتعميق عدم الاستقرار في المنطقة. 

ونقلت وكالة "أوردو بوينت" الباكستانية عن ترامب قوله إن باكستان "غير راضية عن الوضع"، مشيرًا إلى معرفة منير العميقة بالوضع الإيراني وتأثيره على الأمن الإقليمي. 

وأدانت باكستان الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث صرح شفقات علي خان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، بأن الهجوم "يهدد الأمن الإقليمي بأكمله ويؤثر علينا بشكل مباشر".

 وأكد الجانبان، بحسب موقع الجيش الباكستاني على شبكة الويب، على ضرورة تسوية الصراع الدائر من أجل منع المزيد من التصعيد.

 

وأشار منير إلى أن التوترات الإقليمية قد تؤثر على العلاقات الباكستانية-الإيرانية، التي تعتمد على التعاون الأمني المشترك. ونقلت صحيفة "ذا دون" الباكستانية عن مسؤول عسكري قوله إن الجيش الباكستاني يراقب الوضع عن كثب لمنع أي تداعيات على الأراضي الباكستانية. 

وأكدت مصادر أمريكية، مثل "واشنطن بوست"، أن الولايات المتحدة تسعى لتجنب التصعيد في المنطقة، بينما أشار ترامب إلى أن باكستان تمتلك "معرفة عميقة" بإيران، مما يجعل تحذيرات منير ذات وزن كبير. 

وأكد منير وترامب، وفقًا لبيانات رسمية من البيت الأبيض، على ضرورة العمل الدبلوماسي لتهدئة الصراع، مع التركيز على استقرار المنطقة لمنع صعود الجماعات الجهادية والانفصالية.
 

وفي تطور دبلوماسي بارز، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس أركان الجيش الباكستاني، عاصم منير في واشنطن يوم الأربعاء، في وقت تدرس فيه الولايات المتحدة دعم هجمات إسرائيلية محتملة على إيران. 

ويُعد منير، بصفته قائد القوات المسلحة الباكستانية، الشخصية الأقوى في باكستان، حيث يملك الكلمة الفصل في قضايا حيوية تتراوح بين السياسة الخارجية والشؤون الداخلية والاقتصاد. 

تأتي هذه الزيارة وسط علاقة معقدة وتعاونية بين باكستان وإيران، مما يضفي أهمية خاصة على هذا اللقاء في سياق التوترات الإقليمية المتزايدة، وفقًا لبلومبرج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق