تصدير الهيدروجين الأخضر من أفريقيا إلى أوروبا.. هل يتحقق؟

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعدّ تصدير الهيدروجين الأخضر من أفريقيا إلى أوروبا استثمارًا ذا منفعة مزدوجة، لكن الطريق للوصول إليه يبدو محفوفًا بالمخاطر.

فوقود أفريقيا الأخضر يلبي أهداف إزالة الكربون من القطاعات كثيفة الانبعاثات، وبالإضافة إلى ذلك، تعتقد حكومات القارة العجوز أنه زهيد التكلفة مقارنة بالإنتاج في منشآتها.

ومقابل ذلك، تطور القارة السمراء مواردها المتجددة، وتجذب الاستثمارات الأجنبية والشراكات لتلبية الطلب المحلي والتصدير وإنعاش الاقتصاد.

وتعوّل دول أوروبية على هذا، لكن حالة التباطؤ التي يشهدها تنفيذ أهداف الإنتاج والتصدير تشكك في الجدوى الاقتصادية للعملية برمّتها، وفق نتائج اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

الهيدروجين الأخضر في أفريقيا

يمثّل الهيدروجين الأخضر في أفريقيا مصدرًا زهيد التكلفة للوقود النظيف، ومع تأمين استدامة الإمدادات وموثوقيتها بفعل وفرة موارد الطاقة المتجددة، باتت القارة السمراء "الفانوس السحري" لتحويل الطموحات إلى واقع، وإزالة الكربون.

ومن هذا المنطلق، تسابق العلماء والباحثون لمحاولة الإلمام بجوانب عملية التصدير، للوقوف على الفرص والتحديات.

وأعدَّ باحثون أوروبيون دراسة ركّزت على تقييم الجدوى الاقتصادية للتصدير في صورة أمونيا، بحلول عام 2030.

إنتاج الهيدروجين الأخضر

وأشار الباحثون إلى أن الحدّ الأدنى المتوقع لتكلفة الإنتاج يتراوح بين 4.2 و4.9 يورو (4.84 و5.64 دولارًا) لكيلوغرام هيدروجين، وفق أسعار الفائدة.

(اليورو = 1.15 دولارًا أميركيًا)

ويمثّل هذا النطاق تكلفة مرتفعة للغاية في ظل استهداف أوروبا الاستيراد باستمرار لتلبية أهدافها،

وبعد محاولة تجاوز هذه التحديات، قد تسجل أقل تكلفة موحدة لإنتاج كيلوغرام الهيدروجين بالقارة 3.2 يورو (3.68 دولارًا أميركيًا)، في موريتانيا.

كيف تنافس أفريقيا؟

تُشير الدراسة إلى أن الوقوف على التكلفة المرتفعة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا قد يزيد من عوائق تصديره لأوروبا، خاصة أن دول القارة العجوز متعطشة للإمدادات.

وتتلاقى الرغبة الأفريقية في التوسع بتصدير الوقود النظيف مع دعم الاتحاد الأوروبي إنشاء سوق هيدروجين تستورد من خلالها كميات كبيرة لتعزيز جهود إزالة الكربون.

وحدَّد الاتحاد ما يزيد على 70 مصدرًا للإمدادات، من بينها دول أفريقية، بالنظر إلى توافر مصادر الطاقة المتجددة.

وتُرجِم ذلك إلى انخراط دول الاتحاد في اتفاقيات ثنائية مثل الموقَّعة مع ناميبيا، وبالتزامن مع ذلك بدأت بعض دول القارة إقرار سياسات محلية لإنتاج وتطوير الوقود النظيف وإستراتيجيات لتصديره، مثل: المغرب، وناميبيا، وجنوب أفريقيا، وكينيا.

وهناك عوامل تعزز المنافسة الأفريقية لغيرها من المناطق المنتجة الأخرى عالميًا، لتصبح الخيار الأمثل أمام أوروبا، ومن بين هذه العوامل:

  • التدخل الأوروبي بسياسات داعمة.
  • النظر في سياسات تخفيف المخاطر.
  • مواجهة التحديات المهددة للاستثمار طويل الأجل.
  • تحديد أفضل مواقع الإنتاج.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تقسيم أنواع الهيدروجين وفق طريقه إنتاجه:

أنواع الهيدروجين

احتياج عالمي

بات الهيدروجين الأخضر وتوسعة الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة ضرورة لتحقيق الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات، خاصة من قطاعات مثل: الصلب.

ويتوافق ذلك مع الاتجاه العالمي للتحول للطاقة النظيفة، بعدما سيطر الهيدروجين الرمادي المنتَج باستعمال الوقود الأحفوري على 99% من الإنتاج عام 2022.

ورغم المستهدفات الطموحة لنشر الوقود النظيف، فإن الاصطدام بـ"التكلفة" عطَّل التنافسية، ليشكّل الهيدروجين الأخضر 1% فقط من الإنتاج العالمي، وبتكلفة أعلى من الأزرق بما يتراوح بين ضعفين و3 أضعاف، وفق تقديرات الدراسة.

واقترح الباحثون الأوروبيون في دراستهم تعزيز تنافسية الهيدروجين الأخضر عبر:

  • خفض تكلفة كل من: التقنيات والتشغيل، والكهرباء المتجددة، والتحليل الكهربائي.
  • تحسين الكفاءة وعدد ساعات التشغيل.
  • استهداف قطاعات كثيفة الانبعاثات الكربونية، مثل الصلب والتكرير، بما يتيح زيادة الطلب العالمي بحلول عام 2050 بنحو 6 أضعاف المعدلات الحالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق