استمرار التشكيك في ادعاءات ترامب بمحو القدرات النووية الإيرانية

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم تباهي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما وصفه بـ"نجاح عسكري مذهل" ضد المواقع النووية الإيرانية، تشير الأدلة الميدانية وتحليلات الصور الفضائية إلى أن العملية قد لا تكون قد حققت أهدافها المعلنة بالكامل.

إعلان النصر من البيت الأبيض

في خطاب متلفز عقب تنفيذ الضربات الأمريكية على إيران، أعلن ترامب بفخر أن الولايات المتحدة "محت بالكامل" ثلاثة مواقع نووية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان، مشيدًا بعملية "مطرقة منتصف الليل" كإنجاز عسكري تاريخي. 

ووفق صحيفة نيويورك تايمز، فإن الضربات استهدفت مواقع تعتبر الأعمدة الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، باستخدام قاذفات B-2 الشبحية وصواريخ توماهوك، بينما أكد ترامب أن جميع الطائرات عادت بسلام إلى قواعدها.

دعم إسرائيلي وترحيب بالحسم

تزامنًا مع خطاب ترامب، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليصف قرار ترامب بـ"الحدث الذي سيغير مجرى التاريخ"، مشيرًا إلى تنسيق أمريكي إسرائيلي "كامل" قبيل الضربات، بحسب صحيفة هآرتس. 

كما دعمت تل أبيب العملية باعتبارها تطورًا حاسمًا في المواجهة مع إيران، التي تُتهم بزعزعة استقرار المنطقة من خلال وكلائها.

الصور الفضائية تكشف: «فوردو لم يُمحَ»

لكن، وبعد أيام من إعلان ترامب "محو" المنشآت النووية الإيرانية، بدأت الحقائق تتضح عبر صور الأقمار الصناعية. فقد نشرت شركتا Maxar Technologies وPlanet Labs صورًا عالية الدقة، نقلتها صحيفتا الجارديان وإل باييس، تظهر فوهات ناتجة عن قنابل خارقة في محيط منشأة فوردو، لكن دون دلائل مؤكدة على تدميرها التام.

ونقلت هآرتس عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الأضرار في فوردو "جسيمة" لكنها لا ترقى إلى مستوى "الإزالة الكاملة" للموقع، إذ لا يزال المفاعل المحصّن تحت جبل بعمق يزيد عن 300 قدم يحتفظ ببنيته الأساسية، ما يثير الشكوك حول مدى فعالية الضربة.

طهران ترد: «البرنامج مستمر»

من جانبها، أكدت إيران عبر صحيفة طهران تايمز أن الضربات ألحقت أضرارًا سطحية بموقع فوردو، وأن منشآتها النووية الأساسية لا تزال تعمل، مشددة على أن البرنامج النووي "مستمر بلا انقطاع".

بدورها، أوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقًا لـ فرانكفورتر ألغماينه تسايتونج، أنها لم تسجل ارتفاعًا في مستويات الإشعاع خارج المواقع المستهدفة، مرجحة أن طهران كانت قد نقلت بالفعل معظم المواد الحساسة إلى مواقع أخرى. وأشار مدير الوكالة رافائيل جروسي إلى أن "تقييم الأضرار داخل المنشآت العميقة يحتاج وقتًا، لكنه لا يدل حتى اللحظة على تدمير كامل".

تقييم متحفظ للعملية

ورغم أن واشنطن تعتبر العملية "ردعًا استراتيجيًا"، فإن تقييمات عسكرية – أبرزها ما نقله موقع بي بي سي نيوز – تقلل من تأثيرها الاستراتيجي طويل المدى. فبقاء المنشآت النووية الإيرانية قيد العمل ولو جزئيًا، يؤكد أن الضربة لم تحقق هدف "شل البرنامج النووي الإيراني" الذي وعد به ترامب.

ضربة سياسية أكثر منها استراتيجية

تشير المؤشرات إلى أن الضربة قد تكون أداة دعائية أكثر منها نصرًا عسكريًا حاسمًا. فبينما أراد ترامب رسم صورة الرئيس الحاسم عشية موسم انتخابي حاسم، تظهر الوقائع أن منشآت إيران الحيوية، رغم الأضرار، لم تُمحَ من الوجود كما زعم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق