ضربة بلا تفويض.. قرار ترامب بقصف إيران يُشعل جدلًا دستوريًا وانقسامًا سياسيًا أمريكيًا ودوليًا

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في لحظة درامية وصفها مراقبون بـ"الزلزال السياسي"، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 21 يونيو 2025، بتنفيذ ضربات جوية مدمّرة على منشآت نووية إيرانية، في عملية عسكرية مثيرة للجدل، جرت دون موافقة الكونجرس، ما فتح الباب أمام أزمة سياسية وقانونية داخلية وانقسام دولي واسع حول شرعية الخطوة وتبعاتها الإقليمية.

غضب داخلي في واشنطن

أثار القرار الرئاسي موجة انتقادات حادة داخل الكونغرس الأمريكي، حيث اعتبره مشرّعون من كلا الحزبين انتهاكًا صارخًا للدستور الأمريكي، لا سيما المادة الأولى التي تنص على أن إعلان الحرب من صلاحيات الكونغرس حصرًا. 

واعتبرت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب عبر منصة "إكس" أن الضربات تمثل "تجاوزًا لا يمكن السكوت عليه"، بينما طالبت النائبة سارا جاكوبس بمساءلة عاجلة للرئيس.

وعلى الجانب الجمهوري، عبّر السيناتور راند بول عن قلقه من "التفرد الرئاسي في إطلاق الحروب"، بينما دافع زميله ليندسي غراهام عن القرار، مشيرًا إلى "معلومات استخباراتية تؤكد وجود تهديد وشيك من إيران".

وبحسب نيويورك تايمز، لم يقدم البيت الأبيض أي تقارير استخباراتية مفصلة للكونغرس تثبت خطورة التهديد الإيراني، ما أضعف الموقف القانوني للبيت الأبيض، وجعل القرار أشبه بـ"إعلان حرب دون تفويض"، وفق وصف النائب شون كاستن.

الجدل القانوني: ثغرات التفويض العسكري

يعتمد ترامب في تبريره القانوني على "تفويض استخدام القوة لعام 2001"، الذي استُخدم مرارًا منذ هجمات 11 سبتمبر، لكنه لا يغطي صراحةً العمليات ضد دول مثل إيران. ويرى خبراء قانونيون، وفقًا لتقارير "واشنطن بوست"، أن استخدام هذا التفويض في سياق الضربات الأخيرة "يمثل تمديدًا غير شرعي وخطيرًا".

وقد دفع هذا الجدل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ، بقيادة السيناتور تيم كين، إلى الدفع بمقترح جديد لتقييد صلاحيات الرئيس العسكرية وإلغاء التفويض القديم، منعًا لاستخدامه كغطاء قانوني لمغامرات عسكرية أحادية.

إدانة وتشكيك ومخاوف من التصعيد

توالت ردود الفعل الدولية التي تباينت بين التنديد الحاد والدعوة لضبط النفس. فقد وصفت فرنسا، عبر صحيفة لوفيغارو، الضربة بأنها "أكبر مقامرة سياسية وعسكرية في عهد ترامب"، فيما حذرت وكالة الأنباء الفرنسية من "تصعيد إقليمي غير محسوب". 

كما اتهمت تقارير فرنسية ترامب بالرضوخ لضغوط إسرائيل، التي رحب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالضربة واعتبرها "تاريخية".

أما في ألمانيا، فأبرزت دويتشه فيله قلق الدبلوماسيين الأوروبيين من أن الخطوة قد تقوّض فرص إحياء الاتفاق النووي، في حين اعتبرت إل باييس الإسبانية أن القرار يهدف إلى تعزيز صورة ترامب السياسية قبيل نهاية ولايته، وسط انقسام داخلي حاد.

وفي كندا، عبّر نواب عن قلقهم من "نمط الأحادية" في قرارات ترامب، كما حذّرت ذا غلوب آند ميل من تداعيات الضربة على سوق الطاقة العالمي واستقرار الخليج.

عكست منصة "إكس" (تويتر سابقًا) حجم الغضب من الضربات، حيث تحولت إلى ساحة للنقاش القانوني والدستوري، وتصدّرت الوسوم المرتبطة بـ#TrumpWar و#UnconstitutionalStrike قوائم الترند العالمي. 

ونشرت أسوشيتد برس تقريرًا وصف الضربات بأنها "إعلان حرب بلا نقاش تشريعي"، بينما اعتبرت سبوتنيك الروسية أن الخطوة "غير دستورية بكل المقاييس"، مُسلطة الضوء على الانقسام الأمريكي الداخلي.

تحذيرات من انتكاسة دبلوماسية وأمنية

أكدت رابطة الحد من الأسلحة الأمريكية أن الضربات قد تدفع إيران لتسريع برنامجها النووي بدلًا من ردعها، بينما حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان من اعتبار المدنيين "أضرارًا جانبية"، في تجاهل للقانون الدولي.

أما روسيا والصين، فقد عرضتا وساطة بين واشنطن وطهران، لكنها قوبلت برفض أمريكي ضمني، ما يعكس الانقسام الحاد داخل مجلس الأمن، خاصة بعد استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد مساعٍ لإدانة إسرائيل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق