اقرأ في هذا المقال
- آسيا تُمثّل ما يقرب من نصف انبعاثات العالم واستهلاكه للطاقة
- الغاز ما يزال يؤدي دورًا بارزًا ومستمرًا في مزيج الطاقة في آسيا
- آسيا تواجه تحديات كبيرة في تحوّلها إلى طاقة أنظف
- محطات الكهرباء العاملة بالغاز المسال تدعم الاستعمال الموسّع لمصادر الطاقة المتجددة
يُعدّ الغاز المسال في آسيا خيارًا واعدًا لتسريع التخلص من توليد الكهرباء بالفحم، والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.
وخلصت دراسة جديدة -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إلى أن الغاز الطبيعي المسال يمكن أن يؤدي دورًا رئيسًا في تسريع تحول آسيا من الفحم إلى مصادر أكثر تجددًا في توليد الكهرباء، ومساعدة المنطقة - ومن ثم العالم - على تحقيق الأهداف في مجال إزالة الكربون.
وبصفتها موطنًا لأكثر من نصف سكان العالم، تُمثّل آسيا ما يقرب من نصف انبعاثات العالم واستهلاكه للطاقة، إذ تُمثّل 45% في الفئة الأولى، و49% في الفئة الثانية.
ومن المتوقع أن يُسهم تطور المنطقة السريع في دفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي ونمو الطلب على الطاقة.
مزيج الطاقة في آسيا
على الرغم من أن العالم يتجه نحو التخلي عن الوقود الأحفوري، فإن الغاز ما يزال يؤدي دورًا بارزًا ومستمرًا بمزيج الطاقة في آسيا.
وتواجه المنطقة تحديات كبيرة في تحولها إلى طاقة أنظف، وفقًا لدراسة أجرتها شركة "ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس" (SPGCI)
في المقابل، تُعدّ الحوافز الاقتصادية غير الكافية لإزالة الكربون، وإرث الاعتماد المتجذر على الفحم، والتوزيع غير المتكافئ لموارد الطاقة المتجددة، من بين أسباب بطء وتيرة تحول الطاقة في آسيا.
ويظل الفحم مصدرًا رئيسًا للطاقة في المنطقة، حيث يمثّل نحو 80% من استعمال الفحم العالمي.
إضافة إلى ذلك، فقد نما استعماله بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 2% بين عامي 2015 و2024، وفقًا للدراسة.

ونظرًا للحاجة إلى تكثيف الجهود لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، فقد كُلّفت "جمعية آسيا للغاز الطبيعي والطاقة" بإجراء دراسة مستقلة بعنوان "مسارات تسريع خفض انبعاثات الطاقة في آسيا".
وناقش هذا التقرير مسارات خفض الانبعاثات حتى عام 2050 لتوليد الكهرباء في اليابان والفلبين وفيتنام، ومن ثم، دول أخرى في آسيا.
واستُعمل نهجٌ يُوصف بأنه لا يعتمد على التكنولوجيا لاستكشاف مساراتٍ قابلة للتطبيق لتسريع خفض استعمال الفحم.
بالإضافة إلى سيناريو حالة متوازن لكل دولة، وضعت شركة "ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس" نموذجًا لسيناريو حالة أساس يعكس مسار العمل المعتاد، بالإضافة إلى نهجٍ مُسرّع، يُتيح تحقيق إزالة الكربون بالكامل بحلول عام 2035.
التقدم في مجال الغاز المسال
أحرزت اليابان والفلبين وفيتنام بعض التقدم في مجال الغاز المسال مؤخرًا، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ووقّعت فيتنام اتفاقيةً لاستيراد الغاز المسال من ماليزيا، واشترت شركة "طوكيو غاز" اليابانية (Tokyo Gas) حصةً في شركة تابعة لشركة المرافق الفلبينية "فيرست جين"، وتمتلك هذه الأخيرة وتُشغّل محطةً بحريةً للغاز المسال في مدينة باتانغاس بالفلبين.
بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تدخل أول محطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي المسال في فيتنام، "نون تراش 3"، مرحلة التشغيل قريبًا.
وبعد التشغيل الأولي في يناير/كانون الثاني المقبل وربطه بالشبكة الوطنية للتشغيل التجريبي في فبراير/شباط المقبل، من المتوقع أن يبدأ المشروع التشغيل التجاري في يوليو/تموز المقبل.

موازنة تكاليف تحول الطاقة
بناءً على الدراسة، فإن إحدى طرق خفض الانبعاثات بتكلفة معقولة تتمثل في اتّباع نهج متوازن للتحول في قطاع الكهرباء، إذ تدعم محطات الكهرباء العاملة بالغاز المسال الاستعمال الموسع لمصادر الطاقة المتجددة.
ستُستبدَل مصادر الطاقة المتجددة والبدائل المتاحة بالفحم حسب كل بلد، مع تحديد التوليد والانبعاثات من خلال الإرسال الساعي الأقل تكلفة.
وتزعم شركة "ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس" أن هذا سيمكّن من التخلص التدريجي من 50% من الكهرباء المولدة بالفحم بحلول عام 2035.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية آسيا للغاز الطبيعي والطاقة، بول إيفرينغهام: "تؤكد هذه الدراسة الدور الحاسم الذي ينبغي أن يؤديه الغاز الطبيعي المسال بخفض الانبعاثات في آسيا، وتدحض خرافة أن الدول يجب أن تختار بين إزالة الكربون السريعة والنمو الاقتصادي".
وأشار إيفرينغهام إلى أن أكثر من 90% من انبعاثات قطاع الطاقة في آسيا ناتج عن محطات الكهرباء العاملة بالفحم.
ولذلك، فإن قدرة المنطقة على التخلص التدريجي من الفحم تؤثّر في جهود إزالة الكربون العالمية.
وفي الوقت نفسه، يسلّط التقرير الضوء على مسارات الدول الـ3 المستهدفة للتخلص التدريجي من الفحم وخفض الانبعاثات بنسبة 33-38% بحلول عام 2035.
وعلى عكس بعض جهود إزالة الكربون الأخرى، فإن هذا لا يأتي بتكلفة باهظة، إذ سيتطلب من الدول زيادة إنفاقها على أنظمة الكهرباء بنسبة تتراوح بين 8 و16%.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق