سيناء.. أمجاد وبطولات| كنوز التاريخ على بوابة الشرق

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شبه جزيرة سيناء ذات أهمية تاريخية بالغة، حيث كانت معبرا للحضارات ومسرحا لأحداث تاريخية عديدة منذ العصور القديمة، وتتنوع الآثار في سيناء بين الفرعونية، اليونانية، الرومانية، الإسلامية، والقبطية، مما يعكس الغنى الثقافي والتاريخي للمنطقة، ويدل على إدراك المصري القديم لأهمية هذه المنطقة، حيث كانت معبرا للحضارات المختلفة ومركزاً للتجارة والتعدين.

تعددت أسماء سيناء في النصوص المصرية القديمة حيث عرفت باسم "تا مفكات"، أي "أرض الفيروز"، و"ختيو مفكات"، أي "مدرجات الفيروز"، و"چو مفكات"، أي "جبل الفيروز"، و"خاست مفكات"، أي "صحراء الفيروز"، كما عُرِفَت باسم "تا شسمت"، أي "أرض المعدن الأخضر"، أما اسم سيناء فهو مشتق من اسم إله القمر لدى الساميين، الإله "سين".

602.png

يوجد في شمال سيناء عدد من المواقع الأثرية منها "تل القنطرة شرق، تل أبو صيفي، مجموعة تلال حبوة ثارو، تل البرج، تل الغابة، تل الكدوة، تل الحير، تل الفرما بيلوزيوم، بئر العبد، تل الدراويش، تل قصراويت، تل الخوينات، تل السويدات، تل الفلوسيات، الفلوسية، تل الخروبة، تل الشيخ زويد، تل المخزن، منطقة عين القديرات، تل المضبعة، العريش، رفح، تل قبر عمير، طريق حورس الحربي، وغيرها من المواقع.

 

سرابيط الخادم

أما المواقع الأثرية بجنوب سيناء فتتمثل في، "سرابيط الخادم، نقوش مناجم وادي المغارة، عيون موسي، وادي الخريج، سهل المرخا، وادي فيران، ودير سانت كاترين، وقلعة صلاح الدين الأيوبي بجزيرة فرعون بطابا ومواقع أثرية أخري.

أمّا تل الفرما فيقع في شمال سيناء، ويعتبر من أهم المواقع الأثرية الباقية في المنطقة، ويحتوي على بقايا معمارية أثرية ظاهرة على سطح الأرض، ويعتقد أنه كان مركزا تجارًيا وثقافيًا هامًا في العصور القديمة، كما يُعد أول مسار في رحلة العائلة المقدسة في مصر.

يقع تل الفرما على بعد ٤ كيلومترات شمال قرية بالوظة، ويمتاز بموقع استراتيجى جعله محط أنظار الحضارات المتعاقبة، وكان يُعرف قديما باسم بلوزيوم نسبة إلى فرع النيل البيلوزي الذي كان يمر عبر برزخ السويس ويصب في بحيرة البردويل، ووصلت الفرما إلى أوج ازدهارها خلال العصرين اليوناني والروماني، حيث نافست مدينة الإسكندرية بفضل مينائها التجاري والحربي وموقعها الاستراتيجي على البحر، وقد أطلق عليها الفراعنة اسم "بر-آمون" وتعني مدينة آمون، بينما سميت في العصر القبطي بـ"برما"، ومنه اشتق الاسم العربي "الفرما".

 

القلعة الرومانية

تضم المدينة عدد من الآثار منها: القلعة الرومانية والتي تحتوي على أسوار قوية و٣٦ برجا، وقد بنيت في القرن الثالث الميلادي، إلى جانب الكنيسة الشرقية (البازيليكا) والتي تعد من أكبر الكنائس في مصر، وتضم كنائس فرعية وكنيسة تذكارية، والكنيسة الغربية الدائرية: وهي نادرة فى العمارة المسيحية المبكرة.

كما تضم المدينة الحمامات الرومانية المتناثرة فى أرجاء المدينة شمالاً وجنوبًا، وأيضًا مسرح الفرما الذي يعود للقرنين الثالث والرابع الميلادي، ويعد مركزًا للأنشطة الثقافية في ذلك العصر، وساحة سباق الخيل ومحطة المياه: كانت تستخدم لتزويد المدينة بالمياه.

601.png

أمّا تل حبوة، فيُعرف بأنه جزء من الطريق الحربي القديم المعروف باسم "طريق حورس"، وقد نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع آثار تل حبوة ''ثارو" بمنطقة آثار شمال سيناء في اكتشاف بقايا مبنى مُشيّد من الطوب اللبن يعتقد أنه كان استراحة ملكية، أو أحد القصور الملكية الواقعة بنطاق البوابة الشرقية لمصر، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية ضمن مشروع تنمية سيناء، والدراسات العلمية المبدئية التي تمت على اللقى الأثرية المكتشفة داخل المبنى أوضحت أن هذا المبنى يرجع إلى عهد الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحديثة، وأنه من المرجح أنه قد استخدم كاستراحة ملكية بسبب التخطيط المعماري للمبنى وندرة كسرات الفخار داخله، مما يدل على أهمية الموقع في العصور الفرعونية.

المبنى المكتشف مكون من صالتين مستطيلتين متتاليتين، ملحق بهما عددا من الغرف، وتوجد البوابة الرئيسية للمبنى في جهة الشمال بالمنتصف وتؤدي إلى صالة أولى مستطيلة الشكل يتوسطها ثلاث قواعد أعمدة من الحجر الجيري، وتتصل بصالة أخرى أصغر مستطيلة لها مدخلين، الأول في جهة الشرق والثاني في جهة الغرب وهما أقل عرضا من المدخل الرئيسي للمبنى، ويتوسط الصالة قاعدتي أعمدة من الحجر الجيري قطر كل منهما متر.

وتؤدي الصالة الثانية إلى غرفتين منفصلتين تقع الأولى تجاه الشرق والثانية تجاه الغرب وتتصلان بالصالة الثانية عن طريق مدخلين في مقابل مداخل الصالة الثانية تقريبًا، كما نجحت البعثة كذلك في الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بمداخل الغرف، بالإضافة إلى مجموعة من الغرف الصغيرة والملحقة بالمبنى من الخارج في اتجاه الشرق.

 

طريق حورس الحربي

وطريق حورس الحربي من أهم الطرق الحربية في مصر القديمة، وكانت تسير فيه الحملات العسكرية المتوجهة لبلاد الشام في فترة تبعيتها لمصر، أو في الدفاع عن أي اعتداء خارجي يهدد أمن مصر، والطريق يبدأ من تل ثارو، وينتهي عند رفح شمال سيناء، يمر ببئر رمانة، وقاطية، وجنوب البردويل، ثم بئر مزار قرب الفلوسيات، ثم إلى العريش، والشيخ زويد، حيث كانت تنتشر الحصون والقلاع على طول الطريق لإمداد الجيوش بالمؤن ومراقبة الطريق، ويوجد سجل في معبد الكرنك يذكر أسماء وأماكن لتلك الحصون والقلاع ولكن العلماء لم يجدوها كلها بعد، وقد قامت عدة بعثات بالبحث والتنقيب الأثري عن قلاع طريق حورس الحربي القديم بين مصر وفلسطين منذ عام ١٩٨٦م، وعثرت إحدى البعثات للمرة الأولى على نقش للملك تحتمس الثاني مما يشير إلى أنه قام بتشييد منشآت حربية في هذه المنطقة، كما عثر على بقايا قلعة لرعمسيس الثاني.

وهناك تل القنطرة شرق وتل أبو صيفي، وتعتبر هذه المواقع من أبرز التلال الأثرية في شمال سيناء، حيث تحتوي على بقايا معمارية وآثار تعود إلى العصور الفرعونية والرومانية، وتشير الدراسات إلى أن هذه المواقع كانت نقاطاً استراتيجية على الطريق التجاري والعسكري بين مصر وبلاد الشام، كما أن تل أبو صيفي كان موقع الحصن الروماني "سيلا" وتم اكتشاف قلعة بطلمية وأخرى رومانية بها، وسميت هذه المنطقة باسم التل الأحمر نظراً للون القرميد الأحمر الذي يميز بقايا مباينها وأحجارها الأثرية.

كما توجد بها بقايا هيكل من بناء سيتي الأول ورمسيس الثاني للإله حورس وبقايا معسكر روماني وجدت به كتابات باللاتينية للامبراطورين ديومكيشيان ومكسيميان.

وفي عام ١٩٠٧ عثر على حجر عليه نص هيروغليفي وحجر طحن كبير، كما عثر قرب القنطرة شرق علي حجر من الصوان الأحمر ملئ بالكتابة الهيروغليفية، كما عثر في عام ١٩١١ علي بقايا جبانة قديمة بداخلها توابيت من الحجر عليها كتابات هيروغليفية.

603.png

أثار الجنوب 

أما الآثار الواقعة في جنوب سيناء، فيوجد سرابيط الخادم، والذي يُعد من أبرز المواقع الأثرية في جنوب سيناء، حيث يحتوي على معبد للإلهة حتحور ومناجم للفيروز، تظهر النقوش والكتابات الموجودة في الموقع أهمية التعدين في العصور الفرعونية.

ومنطقة سرابيط الخادم اعتبرت خلال الدولة الوسطى والدولة الحديثة أهم من منطقة المغارة، وموقعها مختلف فالوصول إلى المغارة سهل، والمناجم في واد منبسط وعروق الفيروز ترتفع ٦٠ متراً عن مستوى بطن الوادي، أما سرابيط الخادم فإن طريقها بالغ الصعوبة، فهي فوق هضبة الصعود إليها صعب من جميع الجهات.

وقد عثر في هذه المنطقة على تماثيل عديدة تحمل أسماء الملك سنفرو من الأسرة الرابعة، والملك منتوحتب الثالث والملك منتوحتب الرابع من ملوك الأسرة الحادية عشرة ونقش لكل من سنوسرت الأول واسم أبيه أمنمحات الأول، وأشهر الآثار في تلك المنطقة فهو معبد حتحور والنقوش السينائية الأخري.

أقام هناك الملك سنوسرت الأول معبد حتحور لعبادة الإلهة حتحور سيدة الفيروز ثم شهد المعبد إضافات فى عصور تالية عديدة، حيث بدأ المعبد بكهف حتحور المنحوت فى الجبل وهو قدس أقداس المعبد، ثم شيدت أمامه حجرة أخرى تكريسًا لحتحور ثم أضاف أمنمحات الثاني جزءً لهذا البناء ثم تردد أسماء العديد من الملوك الآخرين في المعبد مثل امنمحات الثالث والرابع، وفي عهد الدولة الحديثة قام الملك أمنحتب الأول بإصلاح ما تهدم من الهيكل خاصة البهو المحمول على الأعمدة، كما شيد هيكل حتحور الذي كان معدًا لتطهير زوار المعبد، وفي عهد تحتمس الثالث وحتشبسوت أضيفت عدة قاعات أمام قدس الأقداس، ثم عدة قاعات تالية في عهد ابنه أمنحتب الثاني، وشيدت ستة حجرات في عهد أمنحتب الثالث.

والنقوش التي على واجهات الصخر في سرابيط الخادم يبغ مجموعها ٣٨٧ نقشًا من الدولتين الوسطى والحديثة غير شاملة نقوش المعبد، حيث كانت بعثات المناجم ترسل برئاسة موظف كبير لأن المناجم من أملاك الملك، فكانت النقوش تذكر اسم الملك ورئيس البعثة وكبار موظفيه.

كما يحتوي وادي المغارة على نقوش صخرية ومناجم قديمة للفيروز، مما يدل على النشاط التعديني في المنطقة خلال العصور الفرعونية، وتعتبر هذه النقوش من أقدم الكتابات المعروفة في سيناء، ومازالت توجد فى هذه المنطقة بقايا أكواخ العمال القدماء فوق أحد المرتفعات، ويمكن تتبع جدرانها ولكن النقوش الهامة التي كانت قائمة لم تعد باقية هناك حيث نقل بعضها إلى المتحف المصري بالقاهرة.

604.jpg

الأبجدية السينائية

إلى جانب النقوش السينائية والتي عثر على أولها عام ١٩٠٥، ومع توالي البعثات العلمية عُثر على ٢٥ نقشًا مكتوبًا بأبجدية ظلت غير معروفة إلى أن أثبتت الأبحاث العلمية أن هذه الحروف المعروفة باسم الأبجدية السينائية أو البروتو - سينائية، ويرجع تاريخها إلى بداية القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وأن هناك علاقة بينها وبين الأبجديات السامية الشمالية والجنوبية، فهي عبارة عن لغة كنعانية دارجة مع بعض التعديلات المتأثرة بالهيروغليفية أمكن قراءة نصوصها وأسماء بعض الآلهة عليها الأمر الذي رجح أن الذين كتبوها هم من الأسرى أو العبيد، وكانوا يستخدمون عمالاً في المناجم، ولهذه النقوش أهمية علمية وتاريخية كبيرة حيث أثرت هذه الأبجدية في اللغة الفينيقية التي كانت هي الأصل الذي استمدت منه الأبجدية اليونانية معظم حروفها، والتي اشتق منها بدورها معظم حروف اللغة اللاتينية أصل اللغات الأوربية الحية.

كما توجد أكثر من منطقة أثرية بمدينة الطور أبرزها منطقة الكيلاني والميناء التجاري القديم الذي تم الكشف عنه ويرجع إلى العصر المملوكي، كما عثرت البعثة اليابانية التي تنقب هناك على العديد من الآثار الهامة من الأدوات والعملات وغيرها والتي تعود إلى عدة قرون مضت. 

 

دير سانت كاترين 

يوجد بالمنطقة دير سانت كاترين والذي يعتبر من أقدم الأديرة المسيحية في العالم، ويقع عند سفح جبل سيناء، يحتوي على مكتبة ضخمة تضم مخطوطات نادرة، ويعد موقعاً ذا أهمية دينية وتاريخية كبيرة.

ويقع الدير أسفل جبل سيناء، في منطقة جبلية وعرة المسالك حبتها الطبيعة بجمال باهر مع طيب المناخ وجودة المياه العذبة، وإلى الغرب من الدير يوجد وادي الراحة، وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحياناً إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز، وبناء الدير يشبه حصون القرون الوسطى، وسوره مشيد بأحجار الجرانيت وبه أبراج فى الأركان ويبلغ ارتفاع أسواره بين ١٢ و١٥ متراً.

يعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي عندما أمرت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين في عام ٣٤٢ م ببناء دير يحوى كنيسة عرفت باسم كنيسة العذراء عند موقع الشجرة المقدسة أو العليقة الملتهبة، وفي القرن السادس الميلادى أمر الإمبراطور جوستنيان ببناء كنيسة في نفس هذه البقعة عرفت باسم كنيسة "التجلي".

 

الكنيسة الكبرى

أهم مبانى الدير هي الكنيسة الكبرى، إضافة إلى كنيسة العليقة والجامع، والمكتبة بالإضافة إلى قلايا الرهبان ومعصرة وطاحونتين ومخازن حبوب ومؤن وآبار للمياه، والكنيسة الكبرى التي تقع في الجزء الشمالي من الدير، وتسمى أحيانا الكنيسة الكبرى أو الكاتدرائية، وهي مشيدة على طراز "البازيلكا" الذي كان شائعًا وقت بنائها عام ٥٢٧م، وقد عرفت في عصر الامبراطور جوستنيان باسم كنيسة التجلي، وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة، وهي ١٢ عمودًا تمثل شهور السنة، وعلى كل جانب يوجد ٤ هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين.

ورغم ما تعرضت له هذه الكنيسة في مختلف العصور، فإن الجزء الأكبر من سقفها ظل محفوظًا، وتوجد بعض الكتابة القديمة على أجزاء منه، وفي صدر الكنيسة المنظر الرئيسي ويمثل السيد المسيح في الوسط وعلى يمينه العذراء وعلى يساره موسى، بينما بطرس مستلقيا عند قدميه وعلى الجدار، يوجد منظران يمثل أحدهما موسى يتلقى الشريعة فوق جبال سيناء، والثاني يمثل موسى وقد ركع أمام الشجرة، وامتدت إليه من فوق لهيبها يد الله مشيرة إليه.

تحت سقف قبة الكنيسة يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة، في أحدهما جمجمة القديسة وفوق الصندوق تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ويحتوي الآخر على يدها اليسرى، وقد حليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة، وفي الناحية الأخرى صندوقان كبيران من الفضة على كل منهما صورة القديسة كاترين وداخلهما هدايا ثمينة مما أهداه الملوك والموسرون إلى الدير.

وفي كل مكان بالكنيسة تنتشر الأيقونات الجميلة ذات الأهمية التاريخية الكبرى حيث تعرض نحو ١٥٠ أيقونة من مجموع حوالي ٢٠٠٠ أيقونة من بينها أيقونات نادرة المثيل صنعت في القرن السادس، كما يعود جزء منها إلى أوائل العهد البيزنطي، وقسم إلى الفترة من القرن الحادي عشر حتى الخامس عشر.

أمام الكنيسة الرئيسية يفوجد مسجد صغير بُني في أيام الفاطميين تنفيذاً لرغبة الوزير أبو النصر أنوشطاقين فى عام ٥٠٠ هجرية (١١٠٦م) حسبما هو مذكور على المنبر، وذلك في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله.

يرجع الكثير من شهرة دير سانت كاترين إلى مكتبته الغنية بالمخطوطات وتقع في الطبقة الثالثة من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى، وتضم المكتبة إلى جانب المخطوطات النادرة عدداً من الوثائق والفرمانات التي أعطاها الخلفاء والحكام للدير، ويبلغ عدد مخطوطات المكتبة نحو ٦٠٠٠ مخطوط نادر، إضافة إلى نحو ٢٠٠٠ وثيقة وفرمان أعطاها الولاة للدير ومعظمها من العصر الفاطمي، إلى جانب ذلك يضم الدير معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون، وبئر ماء وشجرة العليقة ومخزن قديم للطعام وحوله حديقة واسعة بها حجرة للجماجم تجمع رفات الرهبان، وفي أعلى جبل موسى كنيسة صغيرة يصعد إليها الزائرون وعلى مقربة منها مسجد صغير.

 

قلعة صلاح الدين

ومن أهم المعالم الإسلامية في محافظة جنوب سيناء، قلعة صلاح الدين التي تقع بالقرب من طابا، عند رأس خليج العقبة وسط جزيرة مرجانية، وتعد منطقة الغوص الثانية في سيناء بعد محمية رأس محمد.

وأطلق على قلعة صلاح العديد من الأسماء، منها جزيرة فرعون، جزيرة المرجان، جزيرة جراي، ويطلق عليها أهل سيناء ٣ أسماء "القلعة - القليعة - القريّة'' مساحتها ٣٢٥ مترا، وتعتبر من المقدسات التاريخية وأهم المعالم الإسلامية في جنوب سيناء، أسسها صلاح الدين الأيوبي في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي، وتم إنشاؤها لتأمين خليج العقبة ضد الغزوات الأجنبية ولتأمين طريق الحج وطرق التجارة، خاصة بعد محاولة أمير الكرك وأشرس أعداء صلاح الدين "ريجنالد" لغزو البلاد العربية والاستيلاء على مكة والمدينة، بعدما نجح الملك الصالح شقيق صلاح الدين في التصدى لمحاولاته، وقرر الناصر صلاح الدين إقامة هذه القلعة لمراقبة المنطقة.

وتحتوي القلعة على ثكنات للجنود وصوامع لتخزين المواد الغذائية، وأماكن لتخزين الذخيرة والأسلحة وغرف معيشة بالإضافة إلى خزانات للمياه، ويوجد بالقلعة مواقع أبراج الحمام التي كانت تستخدم لنقل الرسائل في العصور الوسطى، ومنشئات دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار ومسجد.

606.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق