الشارقة، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023
في خطوة تؤكد على التزام الإمارة الشارقة بتعزيز التراث الثقافي والتاريخي، أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، توجيهاً ببدء إعداد الطبعة الثانية من كتاب "البرتغاليون في بحر عمان". هذا الكتاب، الذي يُعد إحدى الروايات التاريخية المهمة للمنطقة، يسلط الضوء على الفترة الاستعمارية البرتغالية في الخليج العربي والبحرين المجاورة، ويُعتبر جزءاً من جهود سمو الحاكم في توثيق تاريخ الإمارات.
خلفية الكتاب وأهميته
يُعرف كتاب "البرتغاليون في بحر عمان" بأنه عمل بحثي شامل يرصد الوجود البرتغالي في المنطقة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كانت البرتغال تسيطر على طرق التجارة البحرية في الخليج العربي والبحرين. يتناول الكتاب جوانب متعددة، بما في ذلك الصراعات البحرية، التجارة، والتأثيرات الثقافية التي تركتها تلك الفترة على سكان المنطقة، مثل سكان الإمارات وسلطنة عمان.
أصدر سمو حاكم الشارقة الطبعة الأولى من هذا الكتاب في عام 2015، كجزء من سلسلة منشوراته التاريخية التي تهدف إلى تصحيح بعض الروايات التاريخية وإبراز دور الإمارات في التاريخ العالمي. يُشار إلى أن سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يحمل درجة الدكتوراه في التاريخ، هو مؤلف الكتاب بنفسه، مما يجعله شاهداً حياً على أهمية هذه المبادرات الثقافية.
التعليمات الجديدة وتفاصيلها
وفقاً للتوجيه الصادر من سمو الحاكم، سيتم البدء فوراً في إعداد الطبعة الثانية، مع التركيز على تحديث المحتوى بأحدث الاكتشافات الأثرية والوثائق التاريخية. سيتم تضمين دراسات جديدة حول تأثير البرتغاليين على تجارة اللؤلؤ والتوابل في بحر عمان، بالإضافة إلى تحليلات حول الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. كما أن الطبعة الجديدة ستشمل صوراً وخرائط حديثة لتعزيز القيمة التعليمية للكتاب.
قال مصدر مطلع في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة: "يأتي هذا التوجيه تأكيداً على رؤية سمو الحاكم في جعل الشارقة مركزاً عالمياً للثقافة والتاريخ. الطبعة الثانية ستساهم في تعزيز الوعي التاريخي لدى الجيل الشاب، وتعزز التبادل الثقافي مع دول المنطقة".
أهمية الخطوة في السياق الثقافي
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم اهتماماً متزايداً بالتاريخ البحري للخليج العربي، خاصة مع الاحتفاء بذكرى مرور خمسة قرون على الوجود البرتغالي. يُعتبر كتاب "البرتغاليون في بحر عمان" أداة تعليمية قيمة، حيث يساعد في فهم التحديات التي واجهها سكان المنطقة أمام القوى الاستعمارية، وكيف ساهم ذلك في تشكيل الهوية الوطنية للإمارات.
كما أن هذا المشروع يتوافق مع جهود الشارقة في تنظيم مهرجانات ثقافية وأنشطة تعليمية، مثل مهرجان الشارقة الدولي للكتاب، الذي يعرض كتباً تاريخية مشابهة. سمو الحاكم، الذي ألّف العديد من الكتب التاريخية مثل "أسطورة القرصنة العربية في الخليج"، يرى في هذه المبادرات وسيلة للحفاظ على التراث ونقله إلى الأجيال القادمة.
النتائج المتوقعة والمستقبل
من المتوقع أن تكون الطبعة الثانية جاهزة خلال الشهور القليلة المقبلة، مع إمكانية إقرارها في معارض كتب دولية لتعزيز التعاون الثقافي. هذا التوجيه لن يقتصر على النشر فقط، بل قد يؤدي إلى تنظيم محاضرات وورش عمل حول التاريخ البحري، مما يعزز من دور الشارقة كمنصة عالمية للمعرفة.
في الختام، يُعد توجيه حاكم الشارقة ببدء الطبعة الثانية من "البرتغاليون في بحر عمان" خطوة إيجابية نحو تعزيز الوعي التاريخي وتعزيز الهوية الثقافية في الإمارات. إنها دعوة لجميع الأجيال لاستكشاف ماضي المنطقة وفهم دوره في تشكيل حاضرها.
0 تعليق