تراجعت أسعار الذهب اليوم الإثنين مع انخفاض الإقبال العالمي على الملاذات الآمنة، حيث سجل انكماشًا بنسبة 1.1% بسبب زيادة شهية المخاطرة لدى المستثمرين، نتيجة تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا التراجع يعكس تفاؤلًا متزايدًا في الأسواق، حيث يركز المستثمرون الآن على بيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة، والتي قد تؤثر على قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي في السياسة النقدية المقبلة.

تراجع سعر الذهب اليوم بنسبة 1.1% عالميًا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا اليوم، مدفوعًا بضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن، مع تزايد الثقة في استمرار المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا الانخفاض يأتي بعد أسبوع شهد ارتفاعات قياسية للذهب، حيث بلغ ذروته مستويات تاريخية قبل أن يبدأ في التصحيح الهبوطي. المستثمرون يتابعون عن كثب بيانات اقتصادية أمريكية هامة، مثل تقارير الوظائف والبيانات التضخمية، التي قد تشكل توجهات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي. في مصر، انعكس هذا التراجع على الأسعار المحلية، حيث يعتمد سعر الذهب هناك بشكل كبير على التغيرات العالمية والعوامل الاقتصادية المحلية. على سبيل المثال، سعر جرام الذهب عيار 24 يصل الآن إلى 5428 جنيهًا، بينما يبلغ سعر عيار 21، الذي يُعتبر الأكثر شيوعًا، 4750 جنيهًا. كما سجل عيار 18 نحو 4071 جنيهًا، وعيار 14 حوالي 3166 جنيهًا، في حين يصل سعر الجنيه الذهب إلى 38,000 جنيه. عالميًا، تراجع سعر الأونصة إلى مستويات منخضة، حيث يتداول حاليًا بالقرب من 3282 دولارًا، بعد أن كان قد بلغ أعلى مستوياته التاريخية عند 3500 دولار في الأسبوع الماضي.

انخفاض أسعار الذهب وأسبابه الرئيسية

يعزى انخفاض أسعار الذهب إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها التفاؤل المتزايد بشأن تقدم المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. على وجه الخصوص، أدت إجراءات مثل إعفاء الصين للعديد من الواردات الأمريكية من الرسوم الجمركية المرتفعة، والتي كانت قد بلغت 125%، إلى تخفيف الضغوط على الأسواق. كما أعلن الرئيس الأمريكي عن استمرار المحادثات واستعداد بلاده لتخفيف بعض القيود، مما أدى إلى زيادة شهية المخاطرة لدى المستثمرين وانتقالهم نحو أصول أخرى أكثر عائدًا، مثل الأسهم. هذا التحول يعكس تغييرًا في الديناميكيات الاقتصادية العالمية، حيث أصبح الذهب أقل جاذبية في أوقات الاستقرار النسبي. في السياق المحلي، يؤثر هذا الانخفاض على سوق الذهب في مصر، حيث يرتبط سعر الذهب ارتباطًا وثيقًا بالعملة الأجنبية والتغيرات العالمية، مما يجعل المستهلكين والمستثمرين يتتبعون هذه التطورات بعناية. على سبيل المثال، مع تراجع سعر الأونصة عالميًا إلى حوالي 3268 دولارًا كأدنى مستوى، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على الأسعار المحلية في حال استمرار الاتجاه الهبوطي. بالإضافة إلى ذلك، يلعب دورًا هامًا في هذا التراجع توقعات الاقتصاد العالمي، حيث أن أي إشارات إيجابية من البيانات الأمريكية قد تعزز من قوة الدولار، مما يضعف من جاذبية الذهب كاستثمار. في الختام، يبقى الذهب خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين في أوقات الغموض، لكنه يواجه تحديات في الفترة الحالية بسبب الاستقرار النسبي في الأسواق.