في الآونة الأخيرة، شهدت الأسواق تحركات تجارية كبيرة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلنت بكين عن إعفاء بعض الواردات الأمريكية من الرسوم الجمركية الانتقامية التي تصل إلى 125%. هذا القرار جاء كرد فعل على تصريحات الإدارة الأمريكية السابقة، والتي أعرب الرئيس دونالد ترامب فيها عن رغبته في تخفيف التوترات التجارية من خلال محادثات مباشرة مع الرئيس شي جينبينغ. ومع ذلك، فإن هذه التطورات أثارت اهتمامًا كبيرًا في سوق السلع الثمينة، خاصة أسعار الذهب، التي تعكس حساسيتها العالية تجاه التقلبات الاقتصادية العالمية.
تفاعل أسعار الذهب مع التغيرات التجارية
أدى إعلان الصين عن إعفاء واردات أمريكية معينة من الرسوم الجمركية إلى تأثير مباشر على أسعار الذهب، حيث انعكس ذلك في تقلبات الأسواق خلال الأسبوع الماضي. وفقًا للبيانات، سجل الذهب عيار 24 مستوى شراء يصل إلى 5440 جنيهًا مصريًا، بينما بلغ عيار 21 حوالي 4760 جنيهًا للشراء. أما عيار 18، فقد وصل إلى 4080 جنيهًا، وعيار 14 استقر عند 3173.33 جنيهًا، في حين وصل الجنيه الذهب إلى 38080 جنيهًا. هذه الأرقام تشير إلى حالة من الحذر في السوق، حيث كان الذهب يتردد بين الارتفاع الناتج عن التفاؤل بالتسوية التجارية المحتملة وبين الانخفاض بسبب الشكوك المتزايدة. على سبيل المثال، أعرب الرئيس ترامب عن تقدم في المحادثات، مما دفع بعض المتداولين لزيادة استثماراتهم في الذهب كملاذ آمن، لكن هذا التفاؤل لم يدم طويلًا.
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد سلوك أسعار الذهب على الظروف الاقتصادية العالمية، حيث أن أي تطور إيجابي في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن يقلل من الطلب على الذهب كوسيلة للتحوط ضد المخاطر. ومع ذلك، فقد ساهمت هذه الإعفاءات في تعزيز بعض الثقة، مما أدى إلى توازن نسبي في الأسعار. من ناحية أخرى، يظل الذهب عرضة للتقلبات بسبب عوامل أخرى مثل تقارير الاقتصاد الأمريكي وقوة الدولار، الذي بدأ يتعافى مع انخفاض الضغوط الناتجة عن مخاوف الركود الاقتصادي.
تأثير السياسات التجارية على المعادن النفيسة
مع استمرار الغموض حول محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، يواجه الذهب تحديات في الحفاظ على مستوياته، حيث نفى وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين أي مفاوضات جارية، مما أثار الشكوك من جديد. هذا النفي، إلى جانب إنكار الصين لوجود محادثات رسمية، دفع الأسواق إلى تسعير السيناريوهات السلبية، مما أدى إلى تراجع حذر في أسعار المعادن النفيسة. في الواقع، أصبح الذهب يعكس مخاوف الاقتصاد العالمي من استمرار حرب التعريفات، حيث يعتبره المستثمرون خيارًا رئيسيًا للتحوط ضد الاختلالات التجارية.
بالنظر إلى التعافي الذي يشهده الدولار الأمريكي، فإن هذا يعيق صعود الذهب، حيث يميل الدولار القوي إلى جعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين الدوليين. على سبيل المثال، مع تخفيف الضغوط السلبية الناتجة عن مخاوف الركود، استفاد الدولار من هذا التحول، مما أثر سلبًا على أسعار الذهب. ومع ذلك، يبقى الذهب في موقع قوي كأصل آمن، خاصة إذا تفاقمت التوترات التجارية مرة أخرى. في الختام، يتوقع خبراء السوق أن تبقى أسعار الذهب متذبذبة في الفترة المقبلة، مع التركيز على أي تطورات جديدة في العلاقات التجارية بين الطرفين، حيث يمكن أن تؤثر هذه التغييرات على الاقتصاد العالمي بأكمله وتؤدي إلى تحولات أكبر في أسواق المعادن النفيسة.
0 تعليق