مع اقتراب نهاية فصل الربيع في المملكة العربية السعودية، أعلن المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد، حسين القحطاني، عن بداية ظهور علامات الصيف المبكرة، حيث شهدت مناطق واسعة ارتفاعاً حاداً في درجات الحرارة، مما يشير إلى عودة موسم الحر الشديد.
بداية وصول أول موجات الحر في السعودية
في الفترة الحالية، بدأت درجات الحرارة في الارتفاع بشكل ملحوظ في مناطق الوسط والشرق والجنوب الداخلي، حيث بلغت مستويات تصل إلى 43 درجة مئوية خلال ساعات الظهيرة، رغم أننا لا نزال رسمياً في فصل الربيع. يؤكد القحطاني أن هذه التغيرات تعكس مرحلة انتقالية مناخية تعاني من تقلبات، بما في ذلك هبوب الرياح الناشطة التي تثير الأتربة، وفرص سقوط أمطار محتملة في بعض المناطق. هذا الارتفاع المبكر ينذر بصيف استثنائي قد يكون الأشد حرارة في تاريخ المملكة، مع توقعات تفيد بأن المناطق الداخلية والصحراوية ستشهد ظروفاً صعبة تبدأ من الشهر القادم.
ارتفاع كبير في درجات الحرارة المناخية
وفي مفارقة مناخية، تشهد المناطق الشمالية من السعودية انخفاضاً نسبياً في درجات الحرارة، حيث يصل متوسط الصغرى إلى ما بين 8 و9 درجات مئوية، بينما تستمر بقية المناطق في الاستعداد لموجة حارة قوية. وفقاً للبيانات الرسمية، من المتوقع أن تتراوح درجات الحرارة خلال الصيف بين 38 و49 درجة مئوية، مع إمكانية الوصول إلى أعلى مستوياتها في المناطق الشرقية مثل النعيرية، التي سجلت سابقاً 53 درجة مئوية، إلى جانب الدمام والظهران وجدة التي وصلت إلى 52 درجة في مناسبات سابقة. يشدد القحطاني على ضرورة الاعتماد على التقارير الرسمية فقط لتجنب الشائعات، حيث يجري إعداد تقرير مفصل لصيف العام الجاري.
بالإضافة إلى ذلك، لفت الانتباه إلى موسم الحج لعام 1446 هـ، الذي من المقرر أن يكون الأخير المتماشي مع فصل الصيف، وسيستمر بعده لمدة 16 عاماً قبل العودة إلى هذه الفترة. يعمل المركز حالياً على توفير تقارير مناخية دقيقة بالتعاون مع الجهات المعنية، لضمان سلامة الحجاج وسط التحديات الحرارية المتزايدة. مع هذه التوقعات، ينصح المركز جميع المواطنين والمقيمين باتباع إرشادات وقائية، بما في ذلك متابعة التقارير الرسمية، تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في الظهيرة، استخدام المظلات والتبريد عند الخروج، شرب الماء بانتظام، وفحص وسائل التكييف في المنازل والمركبات.
أما فيما يتعلق بالمناطق الأكثر تأثراً، فإن الشرقية تتصدر قائمة المناطق ذات الدرجات الحرارة العالية، حيث تشير السجلات السابقة إلى أن مدن مثل النعيرية والدمام قد واجهت درجات قياسية. هذا الصيف المنتظر يتطلب حذراً متزايداً، حيث يمكن أن يؤثر على الصحة العامة، خاصة مع التقلبات المناخية المتسارعة. يبرز التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع في مراقبة التغيرات وضمان السلامة، مما يساهم في مواجهة التحديات الإضافية المرتبطة بموسم الحج وغيره من الأحداث. بالتالي، يُؤكد أن الاستعداد الجيد والتزام الإرشادات الرسمية هما الأساس للحد من التأثيرات السلبية لهذا الصيف الذي من المتوقع أن يكون مميزاً بطابعه الحار الشديد.
0 تعليق