الإمارات تتقدم في تمثيل النساء بمجالس الإدارة الخليجية

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مقدمة: نهضة النساء في عالم الأعمال

في عصرنا الحالي، يُعتبر تمثيل النساء في مجالس الإدارة ركيزة أساسية لتحقيق المساواة الجنسية وتعزيز التنمية الاقتصادية. تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كقدوة في هذا المجال، حيث تتصدر قائمة دول مجلس التعاون الخليجي في نسبة تمثيل النساء في مجالس الإدارة للشركات والمؤسسات. وفقًا لتقارير دولية ومحلية، مثل تقرير "المنظمة الدولية للعمل" ودراسات صادرة عن غرفة تجارة وصناعة الإمارات، فإن النسبة التي تصل إلى نحو 25-30% في بعض القطاعات، تجعل الإمارات تتقدم على دول مثل السعودية وقطر والكويت. هذا الإنجاز ليس محض صدفة، بل نتيجة لاستراتيجيات حكومية وثقافية تهدف إلى تمكين المرأة الإماراتية ودعم دورها في صنع القرار.

أسباب انفراد الإمارات بالريادة

يساهم عدة عوامل رئيسية في جعل الإمارات تتصدر المنصة الإقليمية في هذا المجال. أولاً، يأتي الدعم الحكومي كعنصر أساسي. منذ تولي الحكم في الإمارات، أكدت القيادة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على أهمية تمكين المرأة، مما انعكس في سياسات وطنية مثل "رؤية الإمارات 2071" و"الخطة الوطنية لتمكين المرأة". هذه السياسات تشجع على تعيين النساء في مناصب قيادية، وتوفر التدريب والتعليم اللازمين لتأهيلهن.

ثانيًا، يلعب التعليم دورًا حاسمًا. تشهد الإمارات ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات التعليم لدى النساء، حيث يشكلن أكثر من 60% من خريجات الجامعات في بعض التخصصات مثل العلوم والتكنولوجيا. هذا يؤهلن للمنافسة في سوق العمل وتولي مسؤوليات في مجالس الإدارة. على سبيل المثال، أبرزت دراسة صادرة عن بنك الإمارات المركزي أن النساء الإماراتيات يشغلن مناصب في شركات كبرى مثل "إعمار"، "دبي القابضة"، و"أدنوك"، مما يعكس المساواة في الفرص.

ثالثًا، تغير الثقافة الاجتماعية يعزز من هذه الجهود. على عكس بعض الدول الخليجية الأخرى، حيث قد تكون هناك حواجز ثقافية، تعمل الإمارات على تغيير الصورة النمطية للمرأة من خلال حملات إعلامية وبرامج تطويرية. شخصيات مثل الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، التي تتولى مناصب قيادية في مجالات الرياضة والسياسة، تعد نموذجًا يحتذى به، مما يلهم الأجيال الجديدة.

مقارنة مع دول الخليج الأخرى

عند مقارنة الإمارات مع دول الخليج الأخرى، يتضح الفارق. في السعودية، على سبيل المثال، شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا بفضل رؤية 2030، حيث ارتفعت نسبة النساء في مجالس الإدارة إلى حوالي 15-20%، لكنها لا تزال أقل من الإمارات. أما في قطر، فإن النسبة تتراوح بين 10-15%، وفقًا لتقرير "المنظمة الدولية للنساء في الأعمال"، مع تركيز أكبر على القطاع العام. أما البحرين والكويت، فتجدان صعوبة في اللحاق بسبب التحديات الاقتصادية والتقليدية، حيث تكون النسبة دون 10% في بعض الحالات.

هذا الفرق يعود جزئيًا إلى الاستثمارات الضخمة في الإمارات لتعزيز التنوع في القيادة. كما أن الإمارات تمتلك بيئة أكثر جاذبية للمستثمرين العالميين، الذين يفضلون الشركات ذات التنوع الجندري، مما يدفع الشركات المحلية إلى تعزيز تمثيل النساء.

تأثيرات التصدر وآفاق المستقبل

يؤدي تصدر الإمارات في هذا المجال إلى فوائد اقتصادية واجتماعية واسعة النطاق. من جانب اقتصادي، أظهرت دراسات من "المنظمة الدولية للعمل" أن الشركات التي تشمل النساء في مجالس الإدارة تحقق أداءً أفضل بنسبة تصل إلى 15%، بفضل التنويع في الآراء والابتكار. اجتماعيًا، يرسم هذا التقدم نموذجًا للأجيال الشابة، مما يعزز من ثقة المرأة في قدراتها ويساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة.

مع ذلك، يجب على الإمارات مواصلة الجهود لتحقيق المزيد من التقدم. في المستقبل، من المتوقع أن تشهد الدولة زيادة في النسبة إلى أكثر من 40% بحلول عام 2030، مع دعم المزيد من البرامج التدريبية والشراكات الدولية. كما يمكن لدول الخليج الأخرى التعلم من هذه التجربة، حيث يمثل تصدر الإمارات دعوة للتنافس الإيجابي لتحقيق المساواة.

خاتمة: خطوات نحو مستقبل أفضل

في الختام، يمثل تصدر الإمارات العربية المتحدة في تمثيل النساء بمجالس الإدارة إنجازًا يعكس التزامها بالتغيير الإيجابي. من خلال السياسات الحكيمة والتعليم المتميز، أصبحت الإمارات رائدة في المنطقة، محرزة تقدمًا يفوق دول الخليج الأخرى. من المأمول أن يلهم هذا النهج الدول المجاورة لتعزيز دور المرأة، مما يساهم في بناء اقتصاد قوي ومجتمع مزدهر. إن الاستمرار في هذا الاتجاه لن يكون مجرد إنجاز للإمارات، بل للمنطقة بأكملها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق