"التنمر" جريمة أخلاقية مكتملة الأركان وليس حرية تعبير، هذا ما أكده الكاتب والإعلامي محمد فودة عبر صفحته الرسمية على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) ومن خلال خاصية القصص "ستوري" على حسابه بـ"إنستجرام"، أن التنمر لم يعد مجرد سلوك هامشي بل تحول إلى جريمة أخلاقية تهدد المجتمع وتفتك بروح الإنسانية.
السوشيال ميديا مصانع مفتوحة للكراهية والسخرية والتحقير
وشدد فودة على أن التنمر "مرآة قبيحة لانحدار أخلاقي خطير"، معتبرًا أن من يمارسونه "يعانون من عفن نفسي متخم بالجهل، يتسرب من نفوس مريضة لم تتربَّ على الرحمة ولا تدرك حجم الأذى الذي تسببه كلماتهم حتى فوات الأوان".
وأضاف فودة:"المتنمرون، الذين يختبئون خلف شاشات هواتفهم، ليسوا أصحاب رأي حر، بل جبناء يفرغون عقدهم النفسية على الآخرين".
وأوضح الإعلامى أن السخرية من الآخرين والتعليقات المهينة لا يمكن تبريرها بحرية التعبير أو المزاح، واصفًا ذلك بأنه "سلوك فاقد للإنسانية، وجريمة تشبه السمّ الذي يُحقن ببطء في وعي الناس حتى يفقد أحدهم حياته دون أن يدرك الآخرون أنهم القتلة الحقيقيون".
مطلوب الوقوف فورا فى وجه آفة التنمر وتفعيل دور الرقابة على مواقع التواصل
وأشار فودة إلى أن مواجهة هذه الظاهرة "لا يجب أن تقتصر على التنديد اللفظي، بل تتطلب إجراءات عملية من خلال تفعيل الرقابة على وسائل التواصل، وفتح قنوات للدعم النفسي، وتشجيع الضحايا على البوح دون خجل"، وأضاف: "السكوت على التنمر مشاركة في الجريمة، وبناء مجتمع سليم يبدأ بإعلاء قيم الرحمة والاحترام، ومقاومة ثقافة الكراهية".
لا يمكن أن نعتبر التنمر مجرد نزوة أو حرية شخصية
واختم فودة حديثه بقوله: "لا يمكن أن نعتبر التنمر مجرد نزوة أو حرية شخصية، بل هو خطر حقيقي يُهدد التماسك المجتمعي، وكل ضحكة على حساب الآخر قد تكون آخر ما يحتمله قلب أنهكه الألم. فليكن في رحيل التيك توكر شريف نصار عبرة، وفي صمته رسالة صارخة تدعونا لمراجعة أنفسنا والطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق