ما هو الهيدروجين المسال؟.. وأول مشروع عربي وعالمي لتصديره

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع بدء أول مشروع عربي وعالمي لتصدير الهيدروجين المسال، بدأت الأسئلة تتزايد عالميًا عن طبيعة هذا الوقود المهم، الذي يأتي في وقت يبحث فيه العالم عن مصادر طاقة إضافية تلبي الطلب المستقبلي على الكهرباء.

وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذا النوع من الهيدروجين يمثّل حلًا سحريًا للعقبات التي تواجه عمليات النقل والتخزين، وهو ما يمكن أن يعزّز التوسّع في تطبيقاته الصناعية والتجارية.

ويحظى الهيدروجين المسال باهتمام كبير من جانب الداعمين لقطاع تحول الطاقة عالميًا، سواء من الحكومات وصنّاع القرار، أو النشطاء المناخيين والبيئيين، من دعاة سياسات تغير المناخ، خاصة أنه قد يسهم في خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري مستقبلًا.

وتعدّ سلطنة عمان هي الدولة الأولى على المستوى العالمي والعربي، التي تطلق مشروعًا لتصدير الهيدروجين المسال، من خلال إنشاء أول ممر عالمي للهيدروجين بعد إسالته.

ما هو الهيدروجين المسال؟

أجابت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" عن سؤال: ما هو الهيدروجين المسال؟ في تقرير حصري، حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، بالقول: إنه "هيدروجين جرى تبريده وإسالته حتى 253 درجة مئوية تحت الصفر، لتقليص حجمه بما يعادل 1 إلى 800 من حجمه وهو في الحالة الغازية.

وعلى سبيل المقارنة، فإن الغاز الطبيعي المسال الذي يسال عند 162 درجة مئوية تحت الصفر يعادل نحو 1 إلى 600 من حجمه، وهو في الحالة الغازية، أي إن عملية إنتاج الهيدروجين المسال تسهم في تقليص حجمه بشكل أكبر من الغاز المسال.

صهريج لتخزين الهيدروجين المسال
صهريج لتخزين الهيدروجين المسال - الصورة من Fsec

وللتوضيح، فإن مترًا مكعبًا واحدًا من الهيدروجين المسال يعادل نحو 800 متر مكعب من الهيدروجين وهو في الحالة الغازية، بينما يعادل 1 متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال نحو 600 متر مكعب من الغاز الطبيعي وهو في الحالة الغازية.

وبعد الانتهاء من عملية الإسالة، يُخزَّن الهيدروجين المسال في صهاريج مزدوجة الجدار معزولة بشكل جيد، وذلك لضمان عدم انتقال الحرارة إلى داخل الصهريج، ومن ثم منع ارتفاع درجة حرارته، مما قد يؤدي إلى تبخُر الهيدروجين وعودته إلى الصورة الغازية، وهو ما يُعرَف باسم "الغاز المتبخر" (Boil-off Gas).

أمّا المرحلة التالية، فتكون نقل الهيدروجين المسال إلى الأسواق البعيدة باستعمال ناقلات مخصصة لذلك، حتى تصل إلى ميناء الاستقبال في البلد المستورد، وبداخلها يعاد تبخيره للحصول على الهيدروجين في حالته الغازية، وضخّه في الشبكة المحلية للوصول إلى المستهلكين.

سلسلة القيمة للهيدروجين المسال

يشار إلى أن سلسلة القيمة للهيدروجين المسال تتشابه مع سلسلة القيمة الخاصة بالغاز المسال، إلّا أنها تتطلب شروطًا معقّدة بشكل أكبر بالنسبة لعمليات التشغيل، وذلك بسبب درجات الحرارة المنخفضة المطلوبة للحفاظ على الهيدروجين في حالته السائلة، عند 253 درجة مئوية تحت الصفر.

ناقلات الغاز المسال

وعلى الرغم من الإمكان التقني لإنتاج ونقل الهيدروجين المسال عن طريق الناقلات، فإن هذا الخيار يعدّ مكلفًا للغاية حاليًا، إذ تستهلك عملية الإسالة كميات كبيرة من الطاقة، سواء خلال مرحلة التبريد المسبق للهيدروجين، أو في مرحلة إسالته إلى -253 درجة مئوية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه في حالة تخزين -أو نقل- الهيدروجين المسال لمدد طويلة، من المنتظر أن ترتفع نسبة الفقد بسبب حدوث التبخر، الأمر الذي يشكّل خسارة كبيرة، ويقلل من مرونة التشغيل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ممر الهيدروجين المسال في سلطنة عمان

جاء مشروع ممر الهيدروجين المسال في سلطنة عمان ليضع الدولة الخليجية في طليعة دول العالم التي تستثمر في نقل هذا المصدر الطاقي النظيف والمهم مستقبلًا، إذ يمهّد الطريق أمامها لتزويد السوقين الآسيوية والأوروبية به، بداية من النصف الأول من 2026.

وكانت شركة "إيكولوغ" العالمية قد أعلنت توجُّهها إلى إنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين المسال في سلطنة عمان، بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 200 ألف طن متري سنويًا، وذلك بسبب انخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين وإسالته وتحميله في الدولة الخليجية مقارنة بأوروبا.

الهيدروجين المسال في سلطنة عمان

وتستهدف سلطنة عمان إنتاج 1.25 إلى 1.4 مليون طن متري سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030، وخصصت مساحات تبلغ 50 ألف كيلومتر لمشروعات في كل من الدقم، والجازر، وظفار، وفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأعلنت شركة "هايدروم العمانية، في فبراير/شباط الماضي 2025 الخطط الزمنية لطرح الجولة الثالثة لمزايدات الهيدروجين الأخضر، لجذب المستثمرين ودعم أهدافها الإنتاجية، قبل أن توقّع في أبريل/نيسان اتفاقية لتصدير الهيدروجين المسال إلى هولندا وميناء أمستردام، بدءًا من عام 2030.

في الوقت نفسه، اقترن توقيع اتفاقية إنشاء أول ممر عالمي لتصدير الهيدروجين المسال، بانطلاق شراكة دولية تشمل 3 دول، و11 شركة، إذ يربط الممر بين ميناء الدقم العماني وميناء أمستردام الهولندي، وصولًا إلى بعض المراكز الصناعية الألمانية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق