داخل إحدى الشقق في أزقة منطقة المرج بمحافظة القاهرة كانت الحياة تسير على إيقاع الخلافات اليومية، حتى جاء اليوم الذي انفجر فيه بركان الغضب، زوجان في الثلاثينات، بينهما طفلة صغيرة لا تدرك معنى الصراخ، ولا تعرف بعد أن بعض الخلافات لا تحل بالكلمات بل الموت.
الليلة الأخيرة
لم يكن مساءً عاديا كباقي الأيام تصاعدت المشادة بين الزوجين، صراخ، اتهامات، عتاب ثقيل يملأ جدران الشقة، لحظة فقد فيها الزوج السيطرة، لم ير أمامه إلا غضبه وسكين اقترب منها، نظرت إليه بعينين مرتعشتن لكن قلبه كان قد أغلق أبوابه وانهال طعنا علي رفيقة دربه.
ثلاث طعنات كانت كافية لإسقاطها أرضا، تتلوى أمام طفلتهما الصغيرة التي تجمدت في ركن الغرفة، بينما والدها يلتقط أنفاسه الثقيلة، والدماء تسقط من بين يديه.
خطة للهرب
وقف الزوج وسط الدماء، يدرك تماما أن عقوبة ما فعله لن تكون سوي حبل معلق برقبته علي طبلية عشماوي، ولكن عقله لم يتوقف عن التفكير، لم يكن مستعدًا للاعتراف بجريمته، فخطرت له فكرة شيطانية، أن يطعن نفسه، طعنة محسوبة، ليست مميتة، لكنها ربما تنجيه وتقوده للهروب بجريمته، استلقى إلى جوار جثة زوجته، منتظرا من يطرق الباب ويجدهما معًا ضحيتين.
بلاغ بجريمة داخل مسكن الزوجية
البلاغ جاء إلى رئيس مباحث قسم شرطة المرج بمديرية أمن القاهرة بجثة ربة منزل داخل شقتها، وزوجها مصاب بطعنة، تحركت القوة الأمنية على الفور، يرافقها فريق من رجال الإسعاف، عند الوصول، بدا المشهد للوهلة الأولى كما أراد الزوج، رجل وامرأة ملطخان بالدماء، وطفلة ترتجف في الزاوية.
لكن رجال المباحث لا يكتفون بالمظاهر. لم يجدوا أي كسر في أبواب الشقة، ولا دليل على اقتحام أو سرقة، الأسئلة بدأت تحاصر الزوج المصاب، وروايته بدت مهزوزة، وكأنها حفظت على عجل والطفلة شاهده علي الجريمة.
التحريات تكشف كذب الرواية
بقيادة فريق البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة، توصلت تحرياته إلي أن الجيران سمعوا صراخ الزوجة، لكن لم يلحظوا وجود غرباء آثار الدماء لم تكن عشوائية، والسكين المستخدمة كانت من أدوات المطبخ.
وبالربط بين شهادات الشهود، وسيناريو الواقعة، تأكدت المباحث أن الزوج هو الجاني، وأن إصابته كانت محاولة مكشوفة للهروب من الجريمة.
تم نقل المتهم إلى المستشفى تحت حراسة مشددة، فيما أُودعت جثة الضحية مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، وجاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد الحقيقة الوفاة ناتجة عن طعنات نافذة.
أمرت النيابة بالتحفظ على المتهم لحين تحسن حالته، وبدأت التحقيقات فور استقرار وضعه الصحي، حيث واجهته بالأدلة وشهادة الطفلة والتي كانت سببا في اعترافه بارتكاب الجريمة بسبب خلافات أسرية.
وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات التي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن وواجهت النيابة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسه 4 أيام احتياطيًا وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يومًا آخرى وجار استكمال التحقيقات.
0 تعليق