أبرز 5 مناجم في موريتانيا.. حقائق وأرقام تكشف عن كنوز الثروات التعدينية

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعد أبرز 5 مناجم في موريتانيا من الركائز الأساسية التي تُشكِّل العمود الفقري للاقتصاد الوطني؛ نظرًا إلى حجم الإنتاج الكبير وتنوع المعادن المستخرجة منها.

ووفقًا لبيانات قطاع التعدين الموريتاني لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتميّز البلاد بتنوع جيولوجي يمنحها مكانة متميزة ضمن الدول الأفريقية الغنية بالثروات الطبيعية، ولا سيما في مجالات الحديد والذهب والنحاس والفوسفات والملح.

وتحتضن الأراضي الموريتانية احتياطيات ضخمة من خامات إستراتيجية تُغري الشركات العالمية للاستثمار؛ ما يجعل التعدين ثاني أكبر قطاع تصديري بعد الصيد البحري، ومصدرًا رئيسًا للعملات الأجنبية؛ إذ تشير التقديرات إلى أن القطاع يُسهم بأكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي، مع فرص نمو واعدة في مشروعات قيد التطوير.

وشهدت موريتانيا، خلال العقود الماضية، طفرة في تطوير البنى التحتية التعدينية، ولا سيما من خلال مدّ خطوط السكك الحديدية وإنشاء المواني؛ ما مكّن من تحسين قدرة البلاد على تصدير المعادن الخام، كما أسهمت الإصلاحات التشريعية في استقطاب استثمارات أجنبية بقطاع التعدين، الذي يبقى في قلب الخطط التنموية طويلة المدى.

وفي هذا السياق، يُقدم هذا التقرير عرضًا تفصيليًا لأبرز 5 مناجم في موريتانيا، حسب أهمية كل منها، والمعطيات الاقتصادية والجيولوجية التي تعزز قيمتها.

منجم أتوماي

يمثل منجم أتوماي مشروعًا واعدًا لتعزيز إنتاج خام الحديد في موريتانيا، ويقع بالقرب من مدينة الزويرات شمال البلاد.

وفي يوليو/تموز 2024، أنجزت شركة تكامل دراسة التصميم الهندسي الأمامي للمنجم، الذي يُعد من أبرز 5 مناجم في موريتانيا، بموجب اتفاقية شراكة بين شركة حديد السعودية والشركة الوطنية للصناعة والمناجم (SNIM).

وكشفت الدراسة عن احتياطي يفوق 500 مليون طن من خام الحديد، مع إمكان زيادته إلى مليار طن، ويهدف المشروع إلى إنتاج 10 ملايين طن سنويًا من حبيبات الحديد عالية الجودة لتغذية مصانع حديد السعودية وتصدير الفائض.

منجم تيريس لليورانيوم في موريتانيا

أعمال تعدين بأحد المناجم في موريتانيا

وسيُدار المنجم باستعمال تقنيات التعدين المفتوح التقليدية، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2029.

وستُقسّم عمليات المعالجة إلى مصنعين، الأول للاستفادة الجافة والرطبة في موقع أتوماي بطاقة 25-28 مليون طن سنويًا، والثاني مصنع التكوير في جنوب شبه جزيرة نواذيبو، وسيربط المصنعين خط سكة حديد بطول 640 كيلومترًا مملوك لشركة سنيم.

وتولت شركة (IDOM) تنفيذ التصميم الهندسي الأولي، الذي يشمل البنى التحتية المطلوبة، من حفرة المنجم إلى محطات الطاقة والمرافق الخدمية.

منجم تازيازت

يقع منجم تازيازت للذهب، الذي يُعد واحدًا من أبرز 5 مناجم في موريتانيا، شمال نواكشوط، ويُدار من قِبل شركة كينروس الكندية (Kinross).

يقع المنجم، الذي بدأ إنتاجه عام 2007، في الحزام الأخضر الموريتاني، الذي يُعد امتدادًا لحزام الذهب في غرب أفريقيا، وتحتوي الصخور هناك على رواسب هيدروحرارية غنية.

منجم تازيازت للذهب في ولاية إنشيري شمال موريتانيا
منجم تازيازت للذهب في ولاية إنشيري شمال موريتانيا - الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

وتتجاوز احتياطيات المنجم، الذي يُعد من أكبر مناجم الذهب في أفريقيا، 220 طنًا (7861 مليون أوقية)، وفي عام 2020 وصل إنتاجه إلى 11.5 طنًا، وتراجع إنتاجه في 2021، إلى 170 ألفًا و502 ألف أوقية.

اقتصاديًا، يُمثل منجم تازيازت استثمارًا أجنبيًا يتجاوز مليار دولار، ويُعد من أهم مصادر العملة الصعبة؛ إذ يسهم في تمويل الخزينة العامة من خلال الضرائب، ويوفر الآلاف من فرص العمل؛ إذ يعمل به نحو 3500 عامل؛ 90% منهم موريتانيون.

وتعمل شركة كينروس على بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 34 ميغاواط، ونظام بطارية بقدرة 18 ميغاواط في عملياتها بالمنجم، ويُتوقع أن تُدمج المحطة مع مجموعة توليد الكهرباء الخاصة بـ"تازيازت"، وتوفر ما يقرب من 20% من كهرباء الموقع.

كما يُتوقع أن يسهم مشروع تازيازت للطاقة الشمسية في خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنحو 530 كيلو طن على مدار عمر المنجم؛ ما يمكن أن يوفر نحو 180 مليون لتر من الوقود خلال المدة نفسها.

منجم تيريس

يمثل منجم تيريس لليورانيوم تحوّلًا نوعيًا في مسار قطاع التعدين الموريتاني؛ إذ رفعت شركة "أورا إنرجي" الأسترالية مستهدفها الإنتاجي من هذا المشروع الواعد، بزيادة 44% مقارنة بالتقديرات السابقة.

ومدّدت الشركة الأسترالية العمر التشغيلي للمنجم من 17 إلى 25 عامًا، استنادًا إلى تحديث احتياطيات المنجم لتصل إلى 91.3 مليون رطل (نحو 41.27 مليون طن) من أكسيد اليورانيوم، بدلًا من 58.9 مليون رطل (ما يعادل 27 مليون طن) المُعلَنة في السابق.

(الرطل = 0.45359237 طنًا).

ويقع المنجم في منطقة تيريس على بُعد 1200 كيلومتر من العاصمة نواكشوط، ويُتوقّع أن يدخل حيّز الإنتاج في عام 2026. وتقدّر القيمة الحالية الصافية للمشروع بنحو 388 مليون دولار، مع معدل عائد داخلي يصل إلى 36%، بحسب ما أكدته شركة "أورا إنرجي" المطوّرة للمشروع.

جانب من الأعمال في موقع منجم تيريس لليورانيوم
جانب من الأعمال في موقع منجم تيريس لليورانيوم - الصورة من موقع شركة أورا إنرجي

ورغم أن قطاع اليورانيوم في موريتانيا لا يزال بمراحله الأولى، فإن مشروع تيريس يُعد من أبرز الرهانات لتعزيز موقع البلاد على خريطة الطاقة النووية، ولا سيّما في ظل الطلب العالمي المتزايد على مصادر طاقة خالية من الكربون.

وتستند الشركة الأسترالية في طموحاتها إلى جودة خام U3O8 في تيريس، الذي يُصنَّف بين الأعلى عالميًا مقارنةً بالمناجم المفتوحة الأخرى.

وتؤكد أورا إنرجي أن المنجم، الذي يعد من أبرز 5 مناجم في موريتانيا، مرشح ليصبح من الأصول الرائدة عالميًا في إنتاج اليورانيوم خلال السنوات المقبلة، ما يُعزز التنوع في صادرات موريتانيا المعدنية، ويكرّس دور التعدين بوصفه محركًا أساسيًا للاقتصاد الوطني.

منجم قلب مغرين

يقع منجم قلب مغرين على بُعد 250 كيلومترًا شمال شرق العاصمة نواكشوط، بالقرب من مدينة أكجوجت في ولاية إنشيري.

كان المنجم يُستغل لإنتاج النحاس منذ العصر الحجري الحديث، وقد اكتشف الجيش الفرنسي هذه الأعمال القديمة عام 1931، كما أُغلق عام 1977 بسبب صعوبات فنية وارتفاع أسعار الوقود.

استحوذت شركة "فِرست كوانتم منيرالز" الكندية (First Quantum Minerals) على حصة 80% من الأصول عام 2004، وحققت إنتاجًا تجاريًا في عام 2006، قبل أن توسع استثماراتها بتحديث المصنع عام 2008، وإضافة مصنع للمغناتيت في عام 2013.

يُعد منجم قلب مغرين مثالًا لرواسب أكسيد الحديد والنحاس والذهب، مع تميز جيولوجي في طبقات كربوناتية نادرة.

تُنفذ في المنجم عمليات التعدين المكشوف باستعمال حفارات هيدروليكية وشاحنات نقل ميكانيكية.

في أواخر عام 2023، بدأ المنجم في إعادة معالجة جزء من المخلفات والمخزونات باستعمال تقنية استخلاص الكربون، ما يُتوقع أن يمدد عمره الاقتصادي حتى عام 2027 على الأقل.

تُقدّر احتياطيات المنجم بنحو 31.3 مليون طن بنسبة 0.92% من النحاس و0.69 غرام/طن من الذهب، ما يصنفه ضمن رواسب IOCG متوسطة الحجم ومنخفضة الجودة نسبيًا؛ ما أهّله لدخول قائمة أبرز 5 مناجم في موريتانيا.

منجم قلب مغرين للنحاس في موريتانيا
منجم قلب مغرين للنحاس في موريتانيا - الصورة من موقع شركة فِرست كوانتم منيرالز

منجم فوسفات بوفال

يمتد هذا المشروع في منطقة بوفال جنوب البلاد، ضمن سهول رسوبية لحوض نهر السنغال، ويحتوي على ترسبات phosphorite سطحية سهلة الاستخراج نسبيًا.

وتُقدّر احتياطيات الفوسفات بالملايين من الأطنان، ويُعد المشروع من أبرز الملفات الإستراتيجية للتنمية الزراعية في البلاد؛ ما يجعله من أبرز 5 مناجم في موريتانيا.

لم يدخل المشروع مرحلة الإنتاج الكامل بعد، لكن شراكات دولية، ولا سيما مع المغرب والصين، تعكف على تطويره، إذ قد يُحوّل نجاح هذا المشروع موريتانيا إلى مصدر إقليمي للفوسفات، مع إمكان تغطية السوق المحلية، وتصدير الفائض إلى أفريقيا وأوروبا.

قطاع التعدين الموريتاني

تُشكّل أبرز 5 مناجم في موريتانيا العمود الفقري لصادرات البلاد، وتُوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لعشرات الآلاف من المواطنين.

كما تفتح هذه المناجم المجال أمام شركات أجنبية ومحلية لتوسيع استثماراتها في بيئة غنية ومغرية من ناحية الموارد.

وعلى ذلك، فإن الفرص المستقبلية كبيرة، ولا سيما إذا جرى التركيز على تطوير البنى التحتية، وتحقيق توازن بيئي واقتصادي يضمن استدامة أبرز 5 مناجم في موريتانيا.

ومن المتوقع أن تزداد مساهمة قطاع التعدين بالناتج المحلي في ظل الخطط الحكومية الطموحة لتعزيز الإنتاج وتنويع الصادرات.

موضوعات متعلقة..

نرشح لكم..

المصادر..

  1. بيانات منجم تيريس لليورانيوم من منصة الطاقة المتخصصة.
  2. بيانات منجم قلب مغرين من موقع شركة فرست كوانتم منيرالز.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق