إنتاج الطاقة النظيفة في فرنسا يتجاوز جميع المصادر الأخرى ويعاكس الهبوط الأوروبي.. لماذا؟ (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • أسطول فرنسا الذي يضم أكثر من 50 مفاعلًا نوويًا يُشكّل ركيزة نظام توليد الكهرباء
  • عمر بعض مفاعلات البلاد يتجاوز 40 عامًا وتتطلب صيانة دورية معقّدة ومكلفة
  • شركات الطاقة الفرنسية عزّزت قدرة توليد مصادر كهرباء أخرى وأغلقت محطات نووية قديمة
  • مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كانت أسرع مصادر الكهرباء الجديدة نموًا

تجاوز إنتاج الطاقة النظيفة في فرنسا جميع المصادر الأخرى وعاكَس الهبوط الأوروبي، ويعود ذلك إلى زيادة اعتماد منتجي الكهرباء في البلاد على المصادر المتجددة.

وحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، رفع منتجو الطاقة في فرنسا إنتاج الكهرباء النظيفة إلى أعلى مستوياته في 6 سنوات حتى الآن هذا العام، وولّدوا نحو 95% من إجمالي إمدادات الكهرباء في البلاد من مصادر الطاقة المتجددة.

وبذلك تجاوز المنتجون المحليون بكثير إنتاج الطاقة النظيفة في جميع الدول الأوروبية الأخرى.

وجاء ارتفاع إمدادات الطاقة النظيفة في فرنسا على الرغم من الانخفاضات السنوية في إنتاج طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، التي قابلها توليد قياسي للطاقة الشمسية وأعلى إنتاج للطاقة النووية منذ عام 2019.

دلائل ارتفاع إنتاج الطاقة النظيفة في فرنسا

يبلغ إنتاج الكهرباء النظيفة في فرنسا أعلى مستوياته في عدة سنوات حتى الآن في عام 2025.

وتُبرز قدرة شركات المرافق الفرنسية على الحفاظ على نمو الطاقة النظيفة -وسط انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح- مرونة نظام الكهرباء الفرنسي، وتتناقض مع الانخفاضات الأخيرة التي شهدها إنتاج الكهرباء النظيفة في جميع أنحاء أوروبا.

وأسفرت مستويات إنتاج الطاقة القوية في فرنسا عن بعض أدنى أسعار الجملة للكهرباء في جميع أنحاء أوروبا، التي كانت حتى الآن في عام 2025 أقل بنسبة تتراوح بين 25% و35% في المتوسط ​​من الدول المنافسة، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن (LSEG).

ويؤكد هذا المزيج من النمو المستدام للطاقة النظيفة وأسعار الكهرباء الأقل من المتوسط ​​أهمية قطاع الطاقة الفرنسي ضمن نظام الكهرباء المترابط في أوروبا.

توربينات رياح بجوار محطة للطاقة النووية في فرنسا التي تعزز استثمارات الطاقة النووية
توربينات رياح بجوار محطة للطاقة النووية في فرنسا - الصورة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية

الاعتماد على الطاقة النووية

يُشكّل أسطول فرنسا، الذي يضم أكثر من 50 مفاعلًا نوويًا، ركيزة نظام توليد الكهرباء، ويمثّل نحو 70% من إمدادات الكهرباء في البلاد.

ويتجاوز عمر بعض مفاعلات البلاد 40 عامًا، وتتطلّب صيانة دورية معقّدة ومكلفة.

وتأثرت مفاعلات أخرى بارتفاع درجات حرارة الأنهار خلال فصل الصيف؛ ما قد يحد من إمكانات إنتاج المحطة ويشكّل مخاطر تشغيلية في حال عدم توفر مياه تبريد كافية للتحكم في درجات حرارة قضبان الوقود.

ولتقليل اعتماد البلاد على أسطول مفاعلاتها، عزّزت شركات الطاقة الفرنسية قدرة توليد مصادر كهرباء أخرى، وأغلقت محطات نووية قديمة.

وأدّى ذلك إلى انخفاض حصة الطاقة النووية من إجمالي قدرة توليد الكهرباء من 45% في عام 2019 إلى 39% في عام 2024، وفقًا لمركز أبحاث الطاقة "إمبر".

وكانت مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أسرع مصادر الكهرباء الجديدة نموًا، وتمثّل حاليًا نحو 30% من قدرة التوليد.

وتمثّل محطات الطاقة الكهرومائية 16% إضافية، في حين تمثّل محطات الغاز 12%، ومحطات الطاقة الحيوية 2%.

الالتزام بالمصادر النظيفة

خفّضت شركات الطاقة الفرنسية قدرة توليد الكهرباء من الفحم إلى النصف تقريبًا منذ عام 2019، مع الحفاظ على قدرة توليد الكهرباء من الغاز ثابتة إلى حد كبير.

وضاعفت شركات الطاقة في البلاد قدرة محطات الطاقة الحيوية تقريبًا، ورفعت قدرة توليد الطاقة الكهرومائية بصورة طفيفة خلال السنوات الـ5 الماضية، وفقًا لبيانات مركز أبحاث الطاقة "إمبر".

وساعد هذا التركيز في توسيع إمدادات الطاقة النظيفة غير النووية في الحفاظ على نظام الكهرباء الفرنسي بصفته واحدًا من أنظف الأنظمة بين جميع الاقتصادات الكبرى، رغم تقليل اعتماده على الطاقة النووية.

وولّد نظام الكهرباء الفرنسي ما يقرب من 98% من كهربائه من مصادر الطاقة النظيفة في أبريل/نيسان الماضي، وهي أنظف حصة شهرية له منذ منتصف عام 2024، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومقارنةً بـ65% في المملكة المتحدة، و60% في ألمانيا، و64% في أوروبا ككل، تُعدّ فرنسا الرائدة إقليميًا في مجال الكهرباء النظيفة بفارق كبير.

الكهرباء في فرنسا

تأثير الأسعار

أسهمت زيادة سعة الكهرباء النظيفة -التي ارتفعت بنسبة 17% منذ عام 2019- في إبقاء تكاليف الكهرباء لدى فرنسا من بين أدنى المعدلات في أوروبا.

وحتى الآن من عام 2025، بلغ متوسط ​​تكاليف الكهرباء الأساسية بالجملة الفورية في فرنسا نحو 73 يورو (82 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة، وفقًا لبيانات مجموعة بورضة لندن.

(الدولار الأميركي = 0.8863 يورو)

ويُقارن متوسط ​​سعر الكهرباء هذا بنحو 98 يورو/ميغاواط/ساعة في ألمانيا، و107 يوروات/ميغاواط/ساعة في بولندا، و125 يورو/ميغاواط/ساعة في إيطاليا، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن.

لذلك، تُعدّ تكاليف الكهرباء في فرنسا من بين أدنى المعدلات في أوروبا.

وقد منحت هذه الخصومات الكبيرة في أسعار الكهرباء المُقدمة إلى الشركات الإقليمية شركات الكهرباء الفرنسية ميزة تنافسية في أسواق الكهرباء المترابطة في أوروبا، حيث يُمكنها تصدير فائض الكهرباء بصورة مربحة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

"فرنسا تستعرض نفوذها في مجال الكهرباء النظيفة مع ارتفاع إنتاج الطاقة النووية والشمسية"، من وكالة رويترز.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق