بيروت، لبنان – 15 أكتوبر 2023

في خطوة تعكس تعزيز العلاقات بين لبنان والإمارات العربية المتحدة، استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي يشغل منصبه حتى نهاية ولايته، اليوم في القصر الرئاسي في بيروت، رئيس المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، سعيد محمد الشريفي. جاءت هذه الزيارة الرسمية في سياق جهود لبنان لتعزيز التعاون الدولي، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها البلد.

شهد اللقاء نقاشات مكثفة حول قضايا متنوعة، بما في ذلك التعاون الاقتصادي، الاستثمارات المشتركة، والتحديات الإقليمية. وفقاً لمصادر رسمية، ركز الاجتماع على دعم الإمارات للبنان في مجالات مثل الطاقة، الزراعة، والتعليم، حيث أكد الجانبان على أهمية بناء شراكات مستدامة لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. كما تم مناقشة الوضع الإقليمي، بما في ذلك الاستقرار في الشرق الأوسط، ودور البلدين في تعزيز السلام والأمن.

قال الرئيس اللبناني ميشال عون في بيان صحفي عقب اللقاء: "نرحب بزيارة صديقنا رئيس المجلس الوطني الاتحادي، سعيد محمد الشريفي، كونها تعبر عن التزام الإمارات بدعم لبنان في هذه المرحلة الحرجة. إن تعزيز الروابط الثنائية يمكن أن يساهم في تحقيق التنمية المشتركة ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تهدد استقرار المنطقة". من جانبه، أعرب سعيد محمد الشريفي عن تفاؤله بالزيارة، قائلاً: "نحن ملتزمون بتعزيز الشراكة مع لبنان، وسنعمل على توسيع آفاق التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم، لخدمة مصالح شعبينا".

تأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه لبنان صعوبات اقتصادية حادة، بما في ذلك ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية، مما يجعل دعم الإمارات أمراً حاسماً. الإمارات العربية المتحدة تعد واحداً من أكبر المستثمرين في لبنان، حيث بلغت الاستثمارات الإماراتية في البلد أكثر من مليار دولار في السنوات الأخيرة، خاصة في قطاعي السياحة والعقارات. وفي السياق نفسه، يُذكر أن العلاقات بين البلدين تعود إلى عقود، حيث كانت الإمارات داعماً للبنان في أزمات سابقة، مثل الأزمة السورية والحرب الأهلية.

في ختام الزيارة، تم التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، مما يُعتبر خطوة أولى نحو تعاون أوسع. يُتوقع أن تؤدي هذه الزيارة إلى زيادة الاستثمارات الإماراتية في لبنان، وتعزيز دور البلدين في المنظمات الدولية مثل جامعة الدول العربية.

بشكل عام، تعكس هذه اللقاءات الرسمية التزام لبنان بتعزيز علاقاته الدبلوماسية، خاصة مع دول الخليج، لمواجهة التحديات الداخلية والإقليمية. وسط الظروف السياسية المتقلبة في لبنان، مثل الفراغ الرئاسي المحتمل بعد انتهاء ولاية عون، تُعد هذه الزيارة دليلاً على أهمية الدبلوماسية في بناء جسور التعاون الدولي.