تحل اليوم ذكرى ميلاد الفريق عبد المحسن كامل مرتجى، إحدى الشخصيات البارزة في تاريخ مصر، حيث يحتفل عشاق نادي الأهلي بهذه المناسبة كل عام، مما يعكس الإرث الذي تركه في عالم الكرة والقيادة العسكرية. مرتجى، الذي يُعتبر رمزاً للولاء والإنجاز، لم يكن مجرد رئيس للنادي الحمراء بل كان قائداً عسكرياً مخضرماً ساهم في دعم الرياضة والوطنية المصرية، مما يجعله مصدر إلهام حتى الآن.
ذكرى ميلاد الفريق مرتجى
في يومنا هذا، نحتفل بذكرى ميلاد الفريق عبد المحسن كامل مرتجى، الرئيس التاسع لنادي الأهلي، الذي ولد عام 1916 في محافظة القاهرة وتخرج من الكلية الحربية عام 1937. خلال مسيرته العسكرية الزاخرة، تولى قيادة القوات العربية في اليمن بين عامي 1963 و1965، حيث حصل على نجمة الشرف العسكرية في أبريل 1964 لدوره البطولي خلال حرب اليمن. بعد ذلك، عاد لقيادة القوات البرية في مصر ثم رجع إلى اليمن عام 1966، مما يبرز دوره الحيوي في الشؤون العسكرية. مع ذلك، فإن ارتباط مرتجى بالأهلي يبقى الأبرز، إذ تولى رئاسة النادي في فترتين بارزتين. الأولى كانت من 15 ديسمبر 1965 إلى 13 يوليو 1967، حيث تم تكليفه من قبل الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر لمعالجة الأزمة التي كان يمر بها النادي بسبب تدهور نتائجه. في تلك الفترة، ساهم في إعادة تنظيم الفريق وتحقيق بعض الإنجازات الأولية.
في الفترة الثانية، التي امتدت من 8 نوفمبر 1972 إلى 12 ديسمبر 1980، عاد مرتجى إلى رئاسة الأهلي من خلال الانتخابات، وشهدت هذه المرحلة تحولاً كبيراً في أداء النادي. تحت قيادته، أصبح الأهلي أحد أقوى الفرق في مصر والقارة الأفريقية، حيث توج الفريق بالعديد من البطولات المحلية. على وجه التحديد، حصل الأهلي على لقب الدوري المصري خمس مرات وبطولة كأس مصر ثلاث مرات، مما جعل تلك العقود من أجمل فترات النادي تاريخياً. يُذكر أن مرتجى كان يُعرف بعشقه الشديد للأهلي، وقد أصبحت عبارته الشهيرة “عظمة مصر موجودة في النادي الأهلي” شعاراً يتردد بين معجبيه. هذا الارتباط العميق جعله يظل متردداً على النادي حتى آخر أيامه، رغم مرضه، قبل أن يتوفى في 5 نوفمبر 2013 عن عمر ناهز 97 عاماً.
إرث الفريق مرتجى في الرياضة والقيادة
يستمر إرث الفريق عبد المحسن مرتجى كقدوة في مجالي الرياضة والقيادة، حيث كان نموذجاً للتوازن بين الالتزام العسكري والعمل الرياضي. كوالد للمهندس خالد مرتجى، الذي يشغل حالياً منصب أمين الصندوق في نادي الأهلي، ترك مرتجى أثراً أسرياً يعكس الوراثة الرياضية. لقد ساهم في تطوير الرياضة المصرية بشكل عام، من خلال دعمه لللاعبين والفرق، مما أدى إلى تعزيز مكانة الأهلي دولياً. على سبيل المثال، خلال فترة رئاسته، لم يقتصر الأمر على الفوز بالبطولات المحلية، بل ساهم في بناء جيل من اللاعبين الذين رفعوا اسم مصر في البطولات القارية. هذا الإرث يذكرنا بأهمية الرياضة كأداة لتعزيز الروح الوطنية، حيث كان مرتجى يرى في الأهلي رمزاً للقوة والتفوق. بفضله، تحول النادي من مرحلة صعبة إلى عصر ذهبي، مما يجعل ذكرى ميلاده مناسبة لإحياء هذا التاريخ الملهم. إن قصة حياته تعكس كيف يمكن للقائد أن يجمع بين الالتزام الوطني والنجاح الرياضي، مما يلهم الأجيال الجديدة للاستمرار في بناء مستقبل أفضل للرياضة المصرية.
0 تعليق