الولايات المتحدة توافق على أول علاج فموي مستخلص من فضلات الإنسان

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقتها على أول علاج يُصنع من براز بشري على هيئة كبسولات فموية، في خطوة غير مسبوقة، وهذا الدواء الجديد، المعروف باسم "فوست" (Vowst)، يُعد الثاني من نوعه المستخلص من الميكروبيوتا البرازية، بعد أن سبقه علاج تمت الموافقة عليه في ديسمبر 2022 لكن كان يُعطى عن طريق الحقن الشرجية.

ووفقا لـ livescience اعتُبرت عمليات زراعة الجراثيم المعوية، أو ما يُعرف بنقل الميكروبيوتا البرازية، من الوسائل العلاجية التجريبية التي يصعب الوصول إليها، ولا يشملها التأمين الصحي في كثير من الحالات إلا أن الموافقة الجديدة تفتح آفاقًا علاجية أوسع للمرضى.

مكونات الدواء الجديد:

الدواء الجديد يحتوي على بكتيريا حية مشتقة من براز أُخذ من متبرعين أصحاء، ويُوصف للبالغين ممن يبلغون 18 عامًا أو أكثر، بهدف الوقاية من تكرار العدوى التي تسببها بكتيريا المطثية العسيرة، وهي عدوى غالبًا ما تنتشر في مؤسسات الرعاية الصحية عقب استخدام المضادات الحيوية.

تُحدث المضادات الحيوية أحيانًا خللًا في التوازن الطبيعي للميكروبات النافعة في الأمعاء، ما يُمكن بكتيريا المطثية العسيرة من التكاثر بشكل مفرط، مفرزةً سمومًا قد تؤدي إلى التهابات معوية شديدة، تتراوح أعراضها بين الإسهال والحمى، وقد تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل فشل الأعضاء أو حتى الوفاة. وتشير تقديرات إدارة الغذاء والدواء إلى أن هذه العدوى تؤدي إلى ما بين 15,000 و30,000 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة.

التعافي من المرض:

 وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن واحدًا من كل ستة أشخاص يتعافى من هذه العدوى قد يُصاب بها مجددًا في غضون أسبوعين إلى ثمانية أسابيع، ويزداد خطر التكرار مع كل إصابة لاحقة، خاصة وأن المضادات الحيوية المستخدمة في العلاج تؤثر سلبًا على تنوع الميكروبات المفيدة في الأمعاء.

ويقدم "فوست" نهجًا جديدًا لعلاج هذه المشكلة، حيث يهدف إلى استعادة التوازن الميكروبي الطبيعي داخل الأمعاء، مما يُقلل من فرصة تكرار الإصابة بالعدوى، ويكمن الفرق الرئيسي في أن هذا العلاج يُتناول عن طريق الفم، مما يُخفف من عبء الإجراءات الطبية غير المريحة التي كانت تُستخدم سابقًا.

صرح الدكتور بيتر ماركس، مدير مركز تقييم وأبحاث المنتجات البيولوجية في FDA، بأن إتاحة هذا النوع من العلاجات الفموية يمثل نقلة نوعية في سبيل توفير رعاية أفضل للمرضى ومساعدتهم على الوصول إلى علاج فعال دون تعقيدات.

ويتم تناول "فوست" على شكل أربع كبسولات يوميًا لمدة ثلاثة أيام متتالية، ويبدأ العلاج عادةً بعد يومين إلى أربعة أيام من الانتهاء من تناول المضادات الحيوية الخاصة بعدوى المطثية العسيرة، وقد أكدت الهيئة الرقابية على ضرورة إجراء فحوصات دقيقة للبراز المستخدم في التصنيع للتحقق من خلوه من أي مسببات مرضية، رغم وجود احتمال ضئيل لبقاء بعض العوامل الممرضة أو المواد المُحسسة.

الأعراض الجانبية للدواء:

وأظهرت التجارب السريرية أن أكثر الآثار الجانبية شيوعًا كانت الانتفاخ، التعب، الإمساك، القشعريرة، والإسهال، وكانت نسبة حدوثها أعلى لدى المرضى الذين تلقوا العلاج مقارنةً بمن أُعطي لهم دواء وهمي.

وفي دراسة شملت قرابة 180 مشاركًا، تم تقسيمهم بالتساوي بين من تناولوا "فوست" ومن لم يتناولوه، أظهرت النتائج أن 12.4% فقط من الذين تلقوا الدواء أُصيبوا بالعدوى مجددًا خلال ثمانية أسابيع، مقارنة بـ 39.8% في المجموعة الأخرى، مما يؤكد فعاليته العالية في تقليل احتمالات تكرار الإصابة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق