يعيش قسم الولادة بالمركز الصحي بمركز جماعة أكنيون بإقليم تنغير وضعا مأساويا بسبب غياب الماء الصالح للاستعمال منذ سنوات، في مشهد يثير الاستغراب والاستياء، خاصة أن الأمر يتعلق بمرفق صحي حيوي يفترض أن يوفر الحد الأدنى من شروط النظافة والسلامة الصحية للنساء الحوامل وحديثي الولادة.
وكشف مصدر مطلع أن القابلات بالمركز الصحي ذاته يضطررن إلى جلب المياه من أقسام أخرى، مما يشكل خطرا حقيقيا على صحة الأمهات والمواليد الجدد، ويضعف جودة الخدمات المقدمة بالمرفق.
يحدث هذا في منطقة تعاني أصلا من التهميش التنموي وندرة البنيات التحتية، مما يضاعف معاناة النساء القرويات، اللواتي يجدن أنفسهن مجبرات على تحمل ظروف قاسية أثناء الولادة، في غياب أدنى شروط النظافة والتعقيم، التي يفرضها التعامل الطبي مع مثل هذه الحالات، وهو ما دفع عددا من الفاعلين المحليين إلى دق ناقوس الخطر، والمطالبة بالتدخل العاجل للجهات الوصية.
عبد القادر أيت سعيد، فاعل جمعوي محلي، قال: “ما يحدث في قسم الولادة بأكنيون فضيحة صامتة”، متسائلا باستغراب “كيف يعقل أن مؤسسة صحية لا تتوفر على الماء منذ سنوات، والكل يعلم أن النظافة شرط أساسي في أي عملية توليد؟”.
وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، “نناشد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمندوبية الإقليمية للتدخل العاجل، كما نطالب بربط المسؤولية بالمحاسبة”، مشيرا إلى أنه لا يمكن السكوت أكثر على هذا الوضع المهين في حق النساء القرويات.
كريمة سيدة من ساكنة مركز أكنيون قالت: “أنا أم لأربعة أبناء، ولدت أحدهم في هذا القسم منذ عامين. لم يكن هناك ماء ولا نظافة، وكان الوضع مزريا. شعرت بالخوف على حياتي وعلى حياة ابني”. وأضافت “من العيب والعار أن تلد النساء في ظروف كهذه. نحن لسنا مواطنين من الدرجة الثانية، ونطالب بحقنا في خدمات صحية لائقة تحترم كرامتنا وأرواحنا”.
فيما قال حسن أيت لحسن، فاعل جمعوي، إن “غياب الماء عن قسم الولادة ليس فقط مشكلا تقنيا، بل مؤشرا على الفشل الإداري والتنموي في التعامل مع احتياجاتنا الأساسية. هذه فضيحة تستوجب التحقيق”، مضيفا “نطالب بتدخل عاجل للسلطات الإقليمية، كما ندعو رئيس المجلس الجماعي إلى تحمل مسؤوليته الكاملة في ضمان توفير البنية التحتية الأساسية لهذا المرفق الحساس”.
وفي تعليقه على الوضع الذي يعيشه قسم الولادة بالمركز الصحي لأكنيون، أكد مصدر موثوق أن السلطات المحلية والصحية ورئيس الجماعة على دراية بالإشكال المرتبط بغياب الماء الصالح للاستعمال داخل بعض مرافق المركز، مشيرا إلى أن الأمر يعود إلى مشاكل تقنية في شبكة التزويد المحلية، التي تعرف أعطابا متكررة بسبب ضعف البنية التحتية بالمنطقة.
وأوضح المصدر ذاته أن المندوبية الإقليمية بصدد التنسيق مع الجهات المعنية، من جماعة ترابية ومصالح المكتب الوطني للماء، لإيجاد حل دائم لهذا المشكل، مضيفا أن الحق في الولوج إلى خدمات صحية آمنة ومتكاملة من أولويات الوزارة، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان توفر الماء داخل جميع المرافق الصحية، خاصة تلك التي تقدم خدمات حساسة كقسم الولادة.
0 تعليق